رغم توجُس المُتعاملين داخل الأسواق من ارتفاع التضخم قد يدفع الفدرالي للحد من سياساته التحفيزية في وقت مُبكر عما كان مُنتظراً من أجل إحتواء الضغوط التضخُمية، إلا أنه لازالت تأكيدات الفدرالي مُستمرة على ضرورة إستمرار احتفاظه بسياساته التحفيزية للإقتصاد.
الأمر الذي أسهم في دعم مؤشرات الأسهم الأمريكية وزاد من ثقة المُستثمرين على المُخاطرة، كما تسبب في ضغوط على الدولار وعلى العوائد على أذون الخزانة الأمريكية ليتواجد اليورو بأريحية حالياً فوق ال 1.19 أمام الدولار، كما صعد الجنية الإسترليني للتداول حالياً بالقرب من 1.3760 بعدما كون بنهاية الجلسة الأسيوية قاع ثاني عند منطقة ال 1.3760، كما هبط الدولار ليتواجد حالياً بالقرب من 109.25 أمام الين.
بينما لا تزال الضغوط على العوائد على أذون الخزانة الأمريكية مُستمرة منذ تبين للأسواق أن خطة بايدن للبنية التحتية سيكون تمويلها بالأساس من خلال رفع الضرائب على الشركات ل 28% من 21% حالياً وهو ما يعني أن هذا التمويل سيتوقف على مدى ربحية الشركات وليس على إصدار المزيد من أذون الخزانة بشكل غير اعتيادي يزيد المعروض منها ويرفع عوائدها للمُخاطرة بتمويلها.
ما أدى لهبوط العائد على إذن الخزانة لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المُتعاملين في الأسواق من قُرب ال 1.77% قبل الإعلان مُباشرةً عن هذه الخطة ل 1.66% يتواجد عندها حالياً، بينما تُشير العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية حالياً لاستمرار تواجُد مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المُستقبلي حالياً بالقرب من 4120 بعدما سجل بالأمس مُستوى قياسي جديد عند 4129.9، كما أصبح مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي يتواجد حالياً بالقرب من 13800 بعدما بلغ قبل نهاية الإسبوع الماضي 13855.1 وسط تفاؤل بتواصل تحسُن أداء الاقتصاد الأمريكي.
بعدما جاء عن رئيس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول في حديث لقناة CBS صدر خلال عطلة نهاية الإسبوع قوله "إنه يريد أن يتجاوز التضخم مُعتدل ال 2% الذي يستهدفه الفدرالي بشكل مُعتدل لبعض الوقت لكنه لا يريد تجاوز لهذا المُعدل ينحدر بعده التضخم لمُستوياته مُتدنية القديمة".
كما أشار إلى إرتفاع التضخُم المرحلي المُنتظر "نتيجة الجمود الاقتصادي في فصل الربيع الماضي،" إلا أنه قلل من شأن مخاطره وتوقع أن يكون مؤقت لكنه صرح في نفس الوقت بأن الإقتصاد الأمريكي أصبح الأن في وضع تضخُمي وعلى أعتاب تسارُع في النمو بفضل سياسات الفدرالي التوسعية وما تم إدراجه من خطط تحفيزية من جانب الحكومة بالإضافة إلى سرعة وتيرة التلقيح ضد الفيروس إلا أنه أبدى في نفس الوقت قلقه من احتمال عودة انتشار الفيروس بطريقة أو بأخرى مع عودة تشغيل الاقتصاد بشكل كامل.
كما جاء في نفس السياق عن نائبه ريتشارد كلاريدا قوله إنه لا يتوقع رفع لمُعدلات الفائدة قبل حدوث تقدُم كبير على مسار النمو والتضخُم الذي ينتظر صعوداً مرحلياً في الفترة القادمة وأيضاً داخل سوق العمل الذي رغم التقدُم الذي أحرزه، إلا أنه لا تزال هناك فجوة عميقة داخله نتيجة ما أحدثه الفيروس.
فرغم إضافة 916 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي أظهرها تقرير شهر مارس الماضي وهبوط مُعدل البطالة من 9.2% في فبراير ل 6% في مارس إلا أنه لايزال هناك 8.4 مليون وظيفة مفقودة منذ فبراير الماضي بسبب الفيروس.
وهو ما لايختلف كثيراً عما جاء الإسبوع الماضي في وقائع الإجتماع الأخير للجنة السوق المُحددة للسياسة النقدية في الولايات المُتحدة الذي تم في السابع عشر من الشهر الماضي بعد قبول مجلس النواب ومجلس الشيوخ بخطة ال 1.9 تريليون لمواجهة الآثار السلبية للفيروس، ما أدى لرفع الفدرالي توقعه بالنسبة للنمو والتضخُم وأداء سوق العمل ايضاً في الولايات المُتحدة التي تنتظر بحث الكونجرس لخطة بايدن الجديدة لدعم الاقتصاد بقيمة 2.25 تريليون دولار.
أما بشأن التلقيح ضد فيروس كورونا المُستجد فقد جاء عن كبير مسؤولي مكافحة الأمراض في الصين خلال عطلة نهاية الأسبوع إن فعالية لقاحات فيروس كورونا الصينية منخفضة وإن الحكومة تدرس مزجها للحصول على تأثير أقوى، كما جاء من إسرائيل الأكثر تقدُماً في العالم في نسبة التلقيح ضد الفيروس بين مواطنيها أن لقاح فايزر الذي إستخدمته أقل فاعلية في مواجهة التحور الجنوب أفريقي للفيروس.
بينما بدأت تشهد منطقة اليورو تلقيح بشكل أسرع صعد بنسبة المُلقحين ولو لمرة واحدة لما يقُرب من 20%، بعدما كان عند 12% منذ إسبوعين، بينما تجاوزت المملكة المُتحدة ال 50% وتم تلقيح أكثر من ثلث السُكان في الولايات المُتحدة بما يقرُب من 187 مليون جُرعة من أصل ما يقُرب من 234 مليون جُرعة مُتوفرة لديها إلى الآن من لقاحات فايزر وموديرنا وجونسون آند جونسون.
بينما تنتظر الأسواق بإذن الله هذا الإسبوع صدور عدد من تقارير نتائج الأعمال داخل القطاع المالي عن الربع الأول من هذا العام مثل JP Morgan و Morgan Stanley و Citigroup و BOA و Goldman Sachs .
كما سيتحدث رئيس الفدرالي جيروم باول مرة أخرى في مُنتدى واشنطون الاقتصادي يوم الأربعاء القادم الذي سيصدُر فيه أيضاً عن الفدرالي تقرير ال Beige Book المُعتاد صدوره قبل اجتماع أعضاء لجنة السوق بإسبوعين.
بالإضافة لصدور مؤشر أسعار المُستهلكين في الولايات المُتحدة الأمريكية عن شهر مارس المُنتظر أن يُظهر 0.5% وسنوي ب 2.5% يوم غد بإذن الله، بعدما أظهر قبل نهاية الإسبوع الماضي مؤشر أسعار المُنتجين على ارتفاع شهري ب 1% وسنوي ب 4.2%.
فمن المُتظر مع حلول هذا الربيع صدور بيانات التضخُم السنوية التي ستُظهر بطبيعة الحال إرتفاعات إستثنائية مرحلية تُعكس حالة الجمود الاقتصادي الاستثنائية التي شهدها العالم بدايةً من فصل الربيع الماضي الذي هبطت خلاله أسعار النفط والمواد الأولية لمُستويات قياسية مُتدنية بسبب تفشي الفيروس وضبابية المشهد حينها.
بينما يُشير الوضع الحالي إلى تحسُن واضح في الطلب وفي مُعدلات التشغيل بعد تواجُد عدة لقاحات لمواجهة الفيروس وبعد الجهود التي بُذلت بالفعل من جانب الحكومات والبنوك المركزية لتحسين الأداء الإقتصادي وخفض حالة عدم التأكُد التي كانت تضغط على الإنفاق على الإستثمار والإنفاق على الإستهلاك، ما أسهم في تزايد أسعار المواد الأولية والطاقة للمُستويات الحالية مع إرتفاع التوقعات بتزايُد الطلب عليها مع مرور الوقت الأمر الذي يدعم بدوره التضخُم بشكل عام.
لذلك من المُفضل عند قراءتك لبيانات التضخُم التي ستصدُر بإذن الله في الفترة القادمة التركيز على البيانات الشهري، لاسيما باستثناء أسعار المواد الغذائية و الطاقة لمعرفة المزيد عن حقيقة الضغوط التضخُمية التي يواجهها الاقتصاد حالياً.
لا يقع على وليد صلاح الدين ولا على FX recommends أية مسؤولية عن أي خسارة أو ضرر قد ينتج بشكل مباشر أو غير مباشر عن أي نصيحة أو رأي أو معلومات أو تمثيل أو إغفال، سواء كان إهمالًا أو غير ذلك، بشأن الوارد في توصيات التداول.
آخر التحليلات
اختيارات المحررين
الفوركس اليوم: الذهب والفضة يصححان من القمم القياسية
إليك ما تحتاج إلى معرفته يوم الاثنين، 29 ديسمبر/كانون الأول: بينما تظل أزواج العملات الرئيسية هادئة نسبيًا قبل عطلة رأس السنة، تشهد أسعار الذهب والفضة تقلبات حادة في بداية الأسبوع. ستُعتبر مبيعات المنازل المعلقة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني البيانات الوحيدة على الأجندة الاقتصادية الأمريكية يوم الاثنين.
توقعات أسعار زوج يورو/دولار EUR/USD: يتماسك في تداولات العطلات
تؤدي أحجام التداول المنخفضة بسبب عطلة رأس السنة إلى بقاء الأزواج الرئيسية ضمن نطاقات محدودة. ستصدر اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) محضر اجتماع ديسمبر/كانون الأول يوم الأربعاء المقبل. تحول زوج يورو/دولار EUR/USD إلى هبوطي على المدى القريب، لكن احتمالات الانخفاض الحاد محدودة.
توقعات أسعار الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD صامد فوق منطقة 4300 دولار بعد بدء عمليات جني الأرباح
حقق الذهب قمة تاريخية جديدة في محيط منطقة 4550 دولار قبل أن يتراجع بأكثر من 200 دولار جراء عمليات جني الأرباح. سيشهد الأسبوع القصير بسبب العطلة إصدار محضر اجتماع اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) فقط. يحتاج زوج الذهب/الدولار XAU/USD إلى اختراق مستوى 4300 دولار ليتحول إلى هبوطي على المدى القريب.
الإيثيريوم: تواصل BitMine التراكم، وتبدأ في تخزين حيازات الإيثيريوم ETH
استمرت شركة BitMine Immersion، التي تدير خزينة إيثريوم، في شراء الإيثريوم على الرغم من تباطؤ السوق بسبب العطلات الموسمية. وقد اشترت الشركة 44463 إيثريوم الأسبوع الماضي، مما رفع إجمالي حيازاتها إلى 4.11 مليون إيثريوم أو 3.41% من المعروض المتداول للإيثريوم، وفقًا لبيان يوم الاثنين. وتعتبر هذه الكمية أقل من 50% مقارنة بالمبلغ الذي اشترته الأسبوع السابق.
الفوركس اليوم: الذهب والفضة يصححان من القمم القياسية
إليك ما تحتاج إلى معرفته يوم الاثنين، 29 ديسمبر/كانون الأول: بينما تظل أزواج العملات الرئيسية هادئة نسبيًا قبل عطلة رأس السنة، تشهد أسعار الذهب والفضة تقلبات حادة في بداية الأسبوع. ستُعتبر مبيعات المنازل المعلقة لشهر نوفمبر/تشرين الثاني البيانات الوحيدة على الأجندة الاقتصادية الأمريكية يوم الاثنين.