شهدت مؤشرات الأسهم الأمريكية ميل للتراجُع وجني الأرباح في اللحظات الأولى من بداية الجلسة الأمريكية التي سبقها تحقيق عقودها المُستقبلية مُستويات قياسية جديدة بعد صدور عن القطاع العقاري في الولايات المُتحدة بيان تصريحات البناء عن شهر مارس الماضي التي أظهرت إرتفاع ب 1.766 مليون سنوياً فقط في حين كان المُتوقع إرتفاعها ب 1.75 مليون بعد إرتفاع في فبراير ب 1.682 مليون تم مُراجعته اليوم ليكون ب 1.72 مليون، كما إرتفعت أيضاً أعداد المنازل التي تم البدء في تشييدها حديثاً ب 1.793 مليون سنوياً في حين كان المُنتظر إرتفاع ب 1.613 مليون وحدة بعد إرتفاع في فبراير ب 1.421 مليون تم مُراجعته اليوم ليكون ب 1.457 مليون.

البيان يُضاف إلى سلسة من البيانات الجيدة عن أداء الإقتصاد الأمريكي خلال شهر مارس الذي شهد زخم أظهره بشكل واضح في اليوم الأول من هذا الشهر مؤشر ال ISM عن القطاع الصناعي الذي جاء على ارتفاع ل 64.7 حيثُ أعلى مُستوى يصل إليه منذ 1983، ليُتبع بمؤشر ال ISM عن القطاع الغير صناعي الذي صعد هو الأخر في مارس ل 63.7 حيثُ أعلى مثستوى له على الإطلاق.

كما سبق وأظهر تقرير سوق العمل عن شهر مارس إضافة 916 ألف وظيفة خارج القطاع الزراعي وإنخفاض مُعدل البطالة ل 6% من 6.2% في فبراير، أما عن الأداء الإستهلاكي الذي يُمثل حوالي 70% من إجمالي الناتج القومي الأمريكي، فقد أظهرت بالأمس بيانات مبيعات التجزئة عن شهر مارس إرتفاع شهري بلغ 9.8% في حين كان المُتوقع إرتفاع ب 5.9%، كما جاء البيان بإستثناء مبيعات السيارات على إرتفاع شهري ب 8.4% في حين كان المُنتظر ارتفاع ب 5%.

 

ما أعطى مزيد من الثقة في أداء الاقتصاد الأمريكي الذي ينتظر خطة تحفيزية جديدة بقيمة 2.25 ترليون دولار يأمل جو بايدن في تمريرها قبل عطلة يوم الإستقلال في الرابع من يوليو القادم حتى وإن كان ذلك سيكون في صورة مشاريع داخل الموازانات تحتاج فقط للتصويت بأي أغلبية داخل مجلس الشيوخ.

بعدما سبق وأجاز الشهر الماضي مجلس النواب الأمريكي خطة بايدن لمواجهة الأثار الناتجة عن الفيروس بقيمة 1.9 ترليون الشهر الماضي بأغلبية 219 ل 217، كما أجازها مجلس الشيوخ بأغلبية صوت نائبة الرئيس كاميلا هاريس بعد تعادُل الحزبين الديمُقراطي والجمهوري.

 

بينما تواصلت تأكيدات مُحافظين الفدرالي الذين تحدثوا مُؤخراً على ضرورة إستمرار السياسات التحفيزية التي يحتفظ من خلالها الفدرالي بسعر الفائدة ما بين الصفر وال 0.25% منذ مارس من العام الماضي مع الإبقاء على سياسات الدعم الكمي دون تغيير بمُعدل شراء شهري 120 مليار دولار حتى حدوث "تقدم كبير".

كما جاء هذا الإسبوع عن جيروم باول رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي خلال حديثه في مُنتدى واشنطن الاقتصادي الذي أشار فيه مُجدداً إلى أن الاقتصاد الأمريكي يمر حالياً بمرحلة تحول لنمو أكثر قوة مُستبعداً في نفس الوقت أي رفع لسعر الفائدة قبل نهاية 2022

كما أشار إلى أنه حينما سيُقرر الفدرالي تضييق السياسات التوسُعية الحالية فمن المُحتمل ان يكون ذلك أولاً من خلال تخفيض مُعدل شراؤه الشهري من السندات قبل اللجوء لرفع أسعار الفائدة، وهو أمر تتوقعه الأسواق بالفعل كما حدث من قبل في عهد رئيسة الفدرالي السابقة وسكيرتيرة الخزانة الحالية جانت يلن.

كما ألمح من جانبه نائبه ريتشارد كلاريدا إلى أن تهيئة الأسواق لمثل هذه الخطوة قد تبدأ في يونيو القادم مع صدور توقعات جديدة من جانب أعضاء لجنة السوق المُحددة للسياسات النقدية للفدرالي بشأن النمو والتضخم وسوق العمل وسعر الفائدة مع إحتمال بأن تكون بداية التخفيضات الفعلية لمُعدل شراء الفدرالي من إذون الخزانة بحلول نهاية العام.

كما جاء عن لوريتا ميستر، رئيسة بنك الاحتياطي الفيدرالي في كليفلاند، عبر وكالة رويترز، في وقت متأخر بالأمس أن الاقتصاد الأمريكي من المُنتظر أن ينمو بنسبة 6٪ أو أكثر هذا العام وسينخفض معدل البطالة إلى 4.5٪ أو أقل بحلول نهاية العام" مُتوقعة حدوث انتعاش في النشاط الاقتصادي في النصف الثاني من هذا العام بفضل الدعم الكبير من السياسة المالية والنقدية وسُرعة التطعيم ضد الفيروس.

 

هذه التطمينات من الفدرالي ضغطت على العوائد على إذون الخزانة داخل أسواق المال الثانوية وحفزت الذهب على مواصلة الصعود ليصل 1783 دولار للأونصة إلى الأن بعد تجاوز مقاومته السابقة عند 1755.48 وسط زخم شرائي دعمه هبوط العائد على إذن الخزانة الأمريكي لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المُتعاملين في الأسواق لما دون ال 1.56% خلال تداولات اليوم.

ما تسبب في إنخفاض جاذبية الدولار أمام العملات الرئيسية بشكل عام ليُعاود الإسترليني الصعود فوق 1.38 ويقترب اليورو أكثر من مُستوى ال 1.20 النفسي أمام الدولار، بينما يزداد الطلب على الذهب كتحوط طبيعي ضد التضخُم في ظل عدم إكتراث من جانب الفدرالي بهذا الصعود المُتوقع في مُعدلات التضخُم وتمسُكه المُعلن بسياساته التحفيزية المُتبعة التي يزداد معها المعروض من النقود بطبيعة الحال.

 

بينما لازالت هذه السياسات تدفع المُستثمرين نحو المُخاطرة بثقة أكبر لتتواصل مكاسب مؤشرات الأسهم الأمريكية ويُحقق العقد المُستقبلي لمؤشر ستندارد أند بورز 500 المُستقبلي مُستوى قياسي جديد عند 4187.2 قبل بداية التداولات الفعلية لجلسة اليوم، كما واصل مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي الصعود ليُسجل هو الأخر مُستوى قياسي جديد عند 14075 قبل أن يتعرض لجني أرباح مع بداية تداولات اليوم دفعه للتراجُع و التداول دون مُستوى ال 14000 مُجدداً مع بعض التخوف من ظهور فُقاعات في أسعار الأصول و إرتفاعات غير مُبررة في بعض الأسهم كما حدث من قبل في أسهم شركات مثل  Game Stop نتيجة إستمرار سياسات الفدرالي التحفيزية التي تضغط على تكلفة الإقتراض وتُسهل على المُضاربين إستخدام روافع مالية أعلى ما قد يُهدد الاستقرار المالي.

كما ساهم هذا المناخ الإيجابي الذي ترتفع فيه توقعات النمو وتزداد مُعدلات التشغيل في ظل تحفيز مُستمر من الفدرالي وخطط مُتتابعة من جانب الحكومة الأمريكية في تزايُد الطلب على المواد الأولية التي إرتفعت أسعارها مؤخراً بشكل جماعي وأيضاً الطلب على الطاقة الذي عاد بخام غرب تكساس مرة أخرى للتداول بالقرب من مُستوى ال 64 دولار للبرميل.

مشاركة: التحليلات

لا يقع على وليد صلاح الدين ولا على FX recommends أية مسؤولية عن أي خسارة أو ضرر قد ينتج بشكل مباشر أو غير مباشر عن أي نصيحة أو رأي أو معلومات أو تمثيل أو إغفال، سواء كان إهمالًا أو غير ذلك، بشأن الوارد في توصيات التداول.

آخر التحليلات


آخر التحليلات

اختيارات المحررين

الفوركس اليوم: تحسن المزاج العام على خلفية التفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين

الفوركس اليوم: تحسن المزاج العام على خلفية التفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين

تتحول الأسواق لتكون إيجابية للمخاطرة في بداية الأسبوع، حيث يزداد تفاؤل المستثمرين بشأن توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج. لن تتضمن الأجندة الاقتصادية أي إصدارات بيانات عالية التأثير يوم الاثنين.

توقعات البيتكوين الأسبوعية: تستعيد 111,000 دولار مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة

توقعات البيتكوين الأسبوعية: تستعيد 111,000 دولار مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة

اندفع سعر البيتكوين نحو 111,000 دولار يوم الجمعة، بعد أن ارتد من مستوى الدعم الرئيسي في وقت سابق من هذا الأسبوع. قد تواجه الأصول الأكثر خطورة مثل البيتكوين تقلبات مع اقتراب عطلة نهاية الأسبوع مع ارتفاع التضخم في الولايات المتحدة في سبتمبر. تظل صناديق الاستثمار الفورية المتداولة المدرجة في الولايات المتحدة غير حاسمة، حيث تقلبت بين التدفقات الداخلية والخارجية طوال الأسبوع.

توقعات سعر الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يتطلع إلى تسجيل تصحيح أعمق على خلفية التفاؤل بشأن التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتكوين مراكز التداول قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed

توقعات سعر الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يتطلع إلى تسجيل تصحيح أعمق على خلفية التفاؤل بشأن التجارة بين الولايات المتحدة والصين وتكوين مراكز التداول قبل اجتماع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed

ترتد أسعار الذهب من أدنى مستوياتها ولكنها تتداول في المنطقة الحمراء فيما دون منطقة 4100 دولار في وقت مبكر من يوم الاثنين مع سيطرة تدفقات المخاطرة. ينخفض الدولار الأمريكي على خلفية رهانات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وشهية المخاطرة، بينما ترتفع عوائد سندات الخزانة الأمريكية على خلفية تخفيف المخاوف التجارية بين الولايات المتحدة والصين.

سولانا: الثيران تستهدف 230 دولار مع دعم البيانات على السلسلة وتبني المؤسسات للتفاؤل

سولانا: الثيران تستهدف 230 دولار مع دعم البيانات على السلسلة وتبني المؤسسات للتفاؤل

تواصل سولانا زخمها الصعودي، حيث تتداول فوق 204 دولا يوم الاثنين، بعد أن ارتفعت بأكثر من %6 في الأسبوع الماضي. تشير زيادة النشاط على السلسلة، وارتفاع الاهتمام المؤسسي، وزيادة مشاركة الحيتان إلى تجديد الثقة في آفاق الشبكة على المدى الطويل.

الفوركس اليوم: تحسن المزاج العام على خلفية التفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين

الفوركس اليوم: تحسن المزاج العام على خلفية التفاؤل بشأن اتفاق التجارة بين الولايات المتحدة والصين

تتحول الأسواق لتكون إيجابية للمخاطرة في بداية الأسبوع، حيث يزداد تفاؤل المستثمرين بشأن توصل الولايات المتحدة والصين إلى اتفاق تجاري قبل الاجتماع المرتقب بين الرئيس الأمريكي دونالد ترامب والرئيس الصيني شي جين بينج. لن تتضمن الأجندة الاقتصادية أي إصدارات بيانات عالية التأثير يوم الاثنين.

أزواج العملات الرئيسية

المؤشرات الاقتصادية

الأخبار