توقعات أسعار الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يواجه مخاطر التصحيح مع عودة الأسواق الأمريكية

تفتتح أسعار الذهب الربع الثاني وإثنين عيد الفصح عند أعلى المستويات الجديدة على الإطلاق فوق منطقة 2250 دولار.
يظل الدولار الأمريكي ضعيفًا وسط مزاج متفائل وبيانات تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسية الضعيفة.
أسعار الذهب تصل إلى مستهدف نموذج العلم الصعودي عند منطقة 2251 دولار، فهل هناك تصحيح وشيك؟

 

تتماسك أسعار الذهب على الارتفاع الأخير إلى أعلى المستويات الجديدة على الإطلاق عند منطقة 2260 دولار، مع افتتاح إثنين عيد الفصح والربع الثاني من عام 2024 بشكل إيجابي. أوضاع السيولة الضعيفة الممتدة بسبب عطلة عيد الفصح ساعدت الاتجاه الصاعد في أسعار الذهب وسط ضعف الدولار الأمريكي على نطاق واسع.

 

الرهانات على إجراء حركة محورية في سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران تدعم أسعار الذهب

 

لا يزال الدولار الأمريكي في موقف دفاعي، حيث افتتحت الأسواق الربع الجديد على حالة من التفاؤل، وخاصة بعد أن تجاوزت بيانات مؤشر مديري المشتريات PMI لقطاعات التصنيع والخدمات في الصين التوقعات في مارس/آذار. يوم الأحد، قفز مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي الرسمي في الصين إلى 50.8 في مارس/آذار، مقارنة مع انكماش عند 49.1 المسجل في فبراير/شباط وأعلى من التقديرات البالغة 49.9. ارتفع مؤشر مديري المشتريات PMI غير التصنيعي إلى 53.3 في نفس الفترة في مقابل 51.4 في فبراير/شباط. في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي في الصين من Caixin إلى 51.1 في مارس/آذار يوم الاثنين، متجاوزًا التقديرات البالغة 51.0.

بالإضافة إلى ذلك، فإن الرهانات المتزايدة على أن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي سوف يبدأ في خفض معدلات الفائدة في يونيو/حزيران، بعد صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأمريكي يوم الجمعة، تمارس ضغطًا هبوطيًا على الدولار الأمريكي، مما يُبقي أسعار الذهب مدعومة.

أظهرت بيانات صادرة عن مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي BEA يوم الجمعة أن التضخم في الولايات المتحدة، وفقاً للتغير في مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE، ارتفع بشكل طفيف إلى 2.5٪ على أساس سنوي في فبراير/شباط. جاءت القراءة متوافقة مع توقعات الإجماع وبعد زيادة بنسبة 2.4٪ في يناير/كانون الثاني. ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسي، الذي يستثني أسعار المواد الغذائية والطاقة المتقلبة، بوتيرة سنوية قدرها 2.8٪، وذلك تماشياً مع توقعات السوق ولكنه تباطأ من زيادة بنسبة 2.9٪ المسجلة سابقاً.

تقوم الأسواق حاليًا بتسعير احتمالية بنسبة 68% لخفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران، ارتفاعًا من 63% قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي PCE. تأتي التوقعات المتزايدة بخفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران حتى بعد أن قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول يوم الجمعة إن "الاقتصاد قوي" و "ليس هناك عجلة لخفض معدلات الفائدة". شارك باول في مناقشة في مؤتمر الاقتصاد الكلي والسياسة النقدية، في سان فرانسيسكو، يوم الجمعة.

بالمضي قدماً، فإن بيانات الوظائف غير الزراعية NFP الأمريكية، المقرر صدورها يوم الجمعة، سوف تكون حاسمة في تحديد خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران، مما سوف يكون له تأثير كبير على قيمة الدولار الأمريكي وعلى اتجاه أسعار الذهب. في الوقت نفسه، قد تؤدي عودة الأسواق للعمل بشكل كامل في الولايات المتحدة بعد عطلة نهاية أسبوع طويلة بسبب عيد الفصح إلى تحفيز موجة من عمليات جني الأرباح في أسعار الذهب، حيث تلجأ الأسواق إلى تعديل مراكز التداول، تحسبًا لصدور بيانات التوظيف الأمريكية، التي سوف تبدأ في الصدور اعتبارًا من يوم الثلاثاء.

في وقت لاحق من هذا الاثنين، سوف يتم أيضًا فحص بيانات مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي الأمريكي ISM بشكل وثيق بحثًا عن تلميحات جديدة بشأن قوة الاقتصاد الأمريكي، مما سوف يؤثر على تسعير السوق لتوقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، وبالتالي أسعار الذهب الذي لا يقدم عوائد.

 

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، وصلت أسعار الذهب إلى المستهدف المُقاس لنموذج العلم الصعودي عند منطقة 2251 دولار في طريقه لتسجيل أعلى مستوياته الجديدة على الإطلاق عند منطقة 2260 دولار يوم الاثنين.

يقع مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا ضمن مناطق تشبع شرائي مفرطة بالقرب من مستويات 80.0، مما يشير إلى أن أسعار الذهب لا تزال مستعدة لتسجيل تراجع تصحيحي في أي وقت قريب.

إذا حدث ذلك، فيمكن العثور على الدعم الفوري عند القمة القياسية السابقة عند منطقة 2236 دولار المسجلة يوم الخميس. كسر هذه المنطقة الأخيرة يمكن أن يحفز انخفاضاً حاداً نحو حاجز منطقة 2200 دولار.

في حالة تسجيل مزيد من الانخفاض، سوف يتم تحدي أدنى مستويات يوم الخميس عند منطقة 2187 دولار، والتي يليها المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا الصاعد عند منطقة 2168 دولار.

إذا تمكن مشتري الذهب من تحدي الاحتمالات الهبوطية، فلا يمكن استبعاد اختبار منطقة 2270 دولار.

سوف يكون المستوى التالي على رادارات مشتري الذهب هو الحاجز النفسي عند منطقة 2300 دولار.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب

 
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.