توقعات الذهب الأسبوعية: الثيران يستعيدون السيطرة مع تزايد المخاوف بشأن ديون الولايات المتحدة

• استعاد الذهب قوته بشكل حاد بعد الانخفاض الذي شهده الأسبوع الماضي.
• أثارت مخاوف الديون الأمريكية ضغوطًا على الدولار الأمريكي، مما فتح المجال لارتفاع زوج الذهب/الدولار XAU/USD.
• تشير الصورة الفنية إلى تحول صعودي في التوقعات على المدى القريب.

استفاد الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) من تدفقات الملاذ الآمن وسجل مكاسب مثيرة للإعجاب بعد أن انخفض بشكل حاد في منتصف مايو/أيار، حيث كان الارتفاع مدفوعًا بشكل رئيسي بمخاوف متزايدة بين المستثمرين بشأن استدامة الديون الأمريكية. من المحتمل أن تستمر الأسواق في التفاعل مع الأخبار المتعلقة بمشاكل المالية العامة في الولايات المتحدة، والعلاقات التجارية، والتوترات الجيوسياسية. 

الذهب يستعيد 3300 دولار مع بحث الأسواق عن ملاذ آمن

بدأ الذهب الأسبوع بنبرة صعودية حيث تدهورت معنويات السوق بعد قرار وكالة موديز بتخفيض تصنيف الائتمان السيادي للولايات المتحدة. في وقت متأخر من يوم الجمعة، أعلنت وكالة التصنيف أن تصنيف الائتمان الأمريكي انخفض إلى "AA1" من "AAA"، مشيرة إلى مخاوف بشأن عبء الديون البالغ 36 تريليون دولار. وقالت موديز: "فشلت الإدارات الأمريكية المتعاقبة والكونغرس في الاتفاق على تدابير لعكس اتجاه العجز المالي الكبير السنوي وتكاليف الفائدة المتزايدة"، وفقًا لوكالة رويترز.

في الوقت نفسه، قدمت التوترات الجيوسياسية المتصاعدة دفعة إضافية للذهب. إن عدم إحراز تقدم في محادثات أوكرانيا وروسيا والمخاوف المتزايدة بشأن تصعيد الصراع في الشرق الأوسط على خلفية تقارير تفيد بأن إسرائيل تكثف الضربات على غزة وتخطط لمهاجمة المنشآت النووية في إيران سمح للمعدن الثمين بالاستفادة من النفور من المخاطرة.

بعد أن ارتفع بأكثر من 3% في النصف الأول من الأسبوع، واصل الذهب ارتفاعه ولامس أعلى مستوى له خلال أسبوعين بالقرب من 3350 دولار في جلسة آسيا يوم الخميس. ومع انتعاش الدولار الأمريكي (USD) على خلفية البيانات الاقتصادية الكلية الإيجابية، تراجع زوج الذهب/الدولار XAU/USD إلى منطقة 3300 دولار في النصف الثاني من اليوم. 

أفادت ستاندرد آند بورز جلوبال أن النشاط التجاري في القطاع الخاص استمر في التوسع بوتيرة متسارعة في مايو/أيار، حيث ارتفع مؤشر مديري المشتريات المركب السريع إلى 52.1 من 50.6 في أبريل/نيسان. بخلاف الرقم العام، قدم التقرير تلميحًا حول كيفية تأثير التعريفات على ضغوط الأسعار: "كان الارتفاع العام في الأسعار المفروضة على السلع والخدمات في مايو هو الأكثر حدة منذ أغسطس/آب 2022، مما يدل على ارتفاع التضخم في أسعار المستهلك بشكل حاد"، حسبما قال كريس ويليامسون، كبير الاقتصاديين في ستاندرد آند بورز جلوبال ماركت إنتلجنس.

ومع ذلك، ظل التأثير الإيجابي للبيانات الأمريكية على الدولار الأمريكي قصير الأمد. وافق مجلس النواب الذي يسيطر عليه الجمهوريون على مشروع قانون ترامب الشامل للضرائب والإنفاق بهامش ضئيل وأرسله إلى مجلس الشيوخ، مما أعاد مشاكل المالية العامة إلى تركيز المستثمرين. في الوقت نفسه، قال الرئيس ترامب يوم الجمعة إنه يوصي بفرض "رسوم جمركية مباشرة بنسبة 50%" على الواردات من الاتحاد الأوروبي، مما أعاد المخاوف بشأن ركود اقتصادي في الولايات المتحدة. ونتيجة لذلك، واصل الذهب ارتفاعه وصعد فوق 3350 دولار يوم الجمعة.

سيواصل مستثمرو الذهب مراقبة التطورات السياسية والجيوسياسية

ستتضمن الأجندة الاقتصادية الأمريكية بيانات طلبيات السلع المعمرة لشهر أبريل/نيسان يوم الثلاثاء. يوم الأربعاء، سيصدر البنك الاحتياطي الفيدرالي (Fed) محضر اجتماع السياسة لشهر مايو. أخيرًا، سيصدر مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي (PCE)، وهو المقياس المفضل للتضخم لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي، يوم الجمعة.

وفقًا لأداة FedWatch من مجموعة CME، تقوم الأسواق حاليًا بتسعير احتمالية بنحو 27% لخفض معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في يوليو/تموز. في حال ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي بمعدل أقوى من المتوقع في أبريل، قد يتسبب رد الفعل الفوري للسوق في ميل المستثمرين نحو عدم تغيير سعر السياسة في يوليو/تموز. في هذا السيناريو، قد يكتسب الدولار الأمريكي قوة ويتسبب في انخفاض زوج الذهب/الدولار XAU/USD مع اقتراب نهاية الأسبوع.

من المتوقع أن يبدأ مجلس الشيوخ الأمريكي مناقشات حول مشروع قانون الإنفاق بعد عطلة يوم الذكرى في 26 مايو/أيار والتصويت عليه قبل 4 يوليو/تموز. في حال ظلت الأسواق مقتنعة بأن مجلس الشيوخ سيوافق على مشروع القانون دون تغييرات كبيرة، قد يواجه الدولار الأمريكي صعوبة في تحقيق انتعاش مستقر.

في الوقت نفسه، ستتم مراقبة العناوين المتعلقة بمفاوضات التجارة الأمريكية عن كثب. إذا فشلت الولايات المتحدة في إحراز تقدم في المحادثات مع الشركاء التجاريين الرئيسيين مثل الاتحاد الأوروبي واليابان، فقد تستمر تدفقات الملاذ الآمن في السيطرة على الحركة في الأسواق المالية وتفتح المجال لارتفاع آخر في الذهب. بالإضافة إلى ذلك، قد تظل تصعيد التوترات في الشرق الأوسط داعمة للمعدن الثمين.

للمزيد من الأحداث المقبلة، اطّلع على أجندة FXStreet الاقتصادية

التحليل الفني للذهب: عودة الثيران

عاد الذهب مع قناة صاعدة وأغلق الأيام الثلاثة الماضية فوق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا، مما يعكس تحيزًا صعوديًا في التوقعات على المدى القريب. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي نحو 60، مما يؤكد تردد البائعين.

يتماشى منتصف القناة الصاعدة كأول مستوى مقاومة عند 3370 دولار قبل 3430 دولار (مستوى ثابت) و3500 دولار (أعلى مستوى على الإطلاق). على الجانب الهابط، يمكن تحديد أول دعم في نطاق 3290-3300 دولار (مستويات تصحيح فيبوناتشي 23.6% للاتجاه الصاعد الذي استمر خمسة أشهر، مستوى دائري، المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يومًا)، و3250 دولار (الحد الأدنى للقناة الصاعدة) و3200 دولار (المتوسط المتحرك البسيط لمدة 50 يومًا).