مؤشرات الأسهم الأمريكية تسترد خسائرها مدعومة من التعافي السريع للاقتصاد العالمي


مؤشرات الأسهم الأمريكية تسترد خسائرها مدعومة من التعافي السريع للاقتصاد العالمي

 

خلقت جائحة فيروس كورونا أزمات صحية واجتماعية واقتصادية غير مسبوقة في العالم، وتحملت الأسواق المالية المختلفة أضرار بالغة حيث سقطت أسواق الأسهم العالمية وهوت أسواق النفط الخام فاقدة أكثر من نصف قيمتها، كما تأثرت أسواق الفوركس بشكل بالغ فخسرت العملات العالمية أمام الدولار الأمريكي الذي كان الرابح الأكبر خلال الأزمة باعتباره أنه الاستثمار الآمن والبديل.

قد لا يكون الأسوأ قد انتهي حيث لا يزال الاقتصاد العالمي يواجه العديد من التحديات الصعبة التي قد تؤدي به إلى ركود عميق، وقامت الحكومات والبنوك المركزية العالمية الكبرى باتخاذ إجراءات تحفيزية سريعة وواسعة غير مسبوقة لتقليص الأضرار الناجمة من تفشي الفيروس.

في غضون عدة أسابيع تمكنت أسواق الأسهم الأمريكية من التعافي ومسح أغلب الخسائر التي تكبدها في أسرع انتعاش لها منذ عقود، حيث كان المستثمرون يراهنون على التعافي الاقتصادي السريع من فيروس كورونا.

المؤشرات الأمريكية تمحو خسائر عام 2020

مع بداية شهر حزيران/ يونيو الجاري تمكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500 من استرداد خسائره التي تكبدها خلال 2020، مدفوعًا برغبة المستثمرين على التغلب على مخاوفهم حيال التداعيات الدائمة لجائحة فيروس كورونا في ظل قيام أغلب الدول بتقليص إجراءات الإغلاق والعمل على فتح اقتصاداتهم التي استمرت قرابة الشهرين.

لم يكن مؤشر ستاندرد آند بورز 500أول مؤشر رئيسي يعوض خسائره الحادة، استطاع مؤشر ناسداك أيضًا استعادة خسائره في 7آيار/ مايو، حيث ارتفع التدفق الداخلي المتزايد على أسهم الشركات الكبرى خاصة الشركات التي تعمل في مجال التكنولوجيا، ويعد تعافي مؤشر ستاندرد آند بورز 500 أسرع انتعاش له من أدنى مستوى منذ عام 1933.

انخفض مؤشر الأسهم الأمريكي القياسي بنسبة 34% تقريبًا دون ذروة منتصف شباط/ فبراير في 23 آذار/ مارس، حيث أدت المخاوف المرتفعة الناجمة من حجم الأضرار الاقتصادية والتداعيات السلبية لتفشي فيروس كورونا إلى أسرع انخفاض لسوق الأسهم الأمريكية على الإطلاق، في نفس اليوم أعلن البنك الاحتياطي الفيدرالي عن خطوات غير مسبوقة لتخفيف الضغوط على الأسواق والمقرضين، وأدى تعهد البنك بشراء ديون الشركات إلى رفع معنويات المستثمرين والبدء في نشاط شراء الأسهم بوتيرة قياسية.

كانت الإجراءات التحفيزية السريعة والغير مسبوقة التي اتخذها البنك الاحتياطي الفيدرالي بمثابة شرارة التعافي السريع للأسواق ووضع نهاية لهبوطه، بالإضافة إلى ذلك زادت ثقة المستثمرين بالسياسة النقدية للبنك التي كانت بمثابة بداية جيدةلدعم للأسعار الغارقة الأمر الذي حسن من شهية المخاطرة في أسواق الأسهم.

لم تنال الاحتجاجات التي اجتاحت الولايات المتحدة ضد وحشية الشرطة اهتمام المستثمرين وتجاهلوها بشكل كبير، لأنهم كانوا يراهنون على إعادة فتح الاقتصاد وتعافيه السريع.

وعلى الرغم من ذلك لا تزال هناك مخاوف حيال التوقعات الاقتصادية القاتمة والتحديات التي تواجه الاقتصاد العالمي، بالإضافة إلى احتمالية حدوث موجة ثانية من فيروس كورونا والتي قد تؤدي إلى جولة جديدة من القيود في المنازل والمزيد من حالات البطالة التي يمكن أن تذهل المستثمرين وبالتالي ستزعزع ثقتهم، خاصة وأن أسعار الأسهم نمت دون قيود من الأساسيات الاقتصادية القاتمة التي تواجهها المستهلكين والشركات.

الأسهم الأمريكية تسجل أسوأ تراجع منذ عام 1987

وهوت أسواق الأسهم العالمية في منتصف شهر آذار/ مارس، حيث خسر مؤشر داو جونز الصناعي نحو 12.9% مسجلًا أسوأ تراجع يومي منذ عام 1987، وتراجع مؤشر ستاندرد آند بورز 500 بنحو 11.9% وانخفض مؤشر ناسداك بنحو 12.3%، لتتكبد الثلاثة مؤشرات أكثر من 25% من أعلى مستوياتها.

شهدت أيضًا الأسواق الأوروبية الرئيسية انخفاضات حادة مماثلة، حيث فقد مؤشر فوتشي100 في لندن نحو 4%، وتراجع مؤشر كاك40 الفرنسي بأكثر من 5.7% وهبط مؤشر داكس في ألمانيا بأكثر من 5.3%، على الرغم من أنها استعادت أغلب تلك الخسائر فيما بعد.

تبدو الأوضاع الاقتصادية خلال أزمة كوفيد19أسوأ بكثير من فترات الركود السابقة للاقتصاد،فالناتج المحلي الإجمالي تقلص بنحو 27% خلال فترة الكساد الكبير وحوالي 5% في الأزمة المالية العالمية 2008، وشهد الناتج المحلي الإجمالي للولايات المتحدة انكماشًا في الربع الأول من عام 2020بنسبة 4.8% ويبدو من المرجح حدوث انكماش يزيد عن 30% في الربع الثاني.

في حين أن سوق الأسهم كان منتعشًا خلال الأسابيع الأخيرة، إلا أن الانتعاش النهائي يتوقف على تعافي الاقتصاد الأمريكي وتوقيته الذي يعتمد على الاحتواء النهائي لفيروس كورونا.

تأثير أزمة فيروس كورونا على أسواق الفوركس

مع انتشار جائحة فيروس كورونا تدافع المستثمرون إلى الملاذات الآمنة للتحوط من التقلبات الحادة التي شهدتها الأسواق المالية خلال جائحة فيروس كورونا، حيث تزايد الاقبال على شراء الدولار الأمريكي نظرًا لأنه العملة الأكثر سيولة في العالم مع تنامي حالة الذعر من تبعات جائحة فيروس كورونا، بينما تكبد اليورو والجنيه الإسترليني خسائر واسعة.

تقليديًا تعتبر عملات الملاذ الآمن مثل الين الياباني والفرنك السويسري الملجأ للمستثمرين في أوقات الأزمات، لكن مع أزمة فيروس كورونا شعر المستثمرون بحالة من الذعر والخوف الشديد لتكون العملة الأمريكي هي الوجهة الرئيسية لهم.

الجنيه الإسترليني يسقط لأدنى مستوياته منذ عام 1985

وهوي الجنيه الإسترليني أمام الدولار الأمريكي بنحو 5% مسجلًا أسوأ مستوى له منذ عام 1985، وذلك بسبب عمليات البيع الكثيفة من قبل المستثمرين واقبالهم المتزايد على شراء الدولار الأمريكي كأفضل عملة احتياطية في العالم، عقب تعثر الأسواق المالية نتيجة تفاقم المخاوف حيال التأثير الاقتصادي للفيروس.

يري محللون أن الضعف الشديد للباوند البريطاني ينبع جزئيًا من الغموض حول خطط الحكومة لدفع ثمن الإجراءات الاقتصادية الطارئة التي أدخلتها لمكافحة الأضرار الاقتصادية لتفشي وباء فيروس كورونا، خاصة بعدما أعلن وزير الخزانة البريطاني عن حزمة تحفيزية بأكثر من 330 مليار جنيه إسترليني لدعم الاقتصاد وهذا يعني أن الدولة تلجأ إلى مزيد من الاقتراض، وعلى الرغم من ذلك لم تكن كافية لدعم الاقتصاد المتعثر.

 يأتي هذا تزامنًا مع الغموض الملتف حول المفاوضات بشأن الاتفاق التجاري الشامل قبيل الخروج النهائي من الاتحاد الأوروبي المقرر في 31 كانون الأول/ ديسمبر 2020، كما زاد الضغط على الجنيه الإسترليني المخاوف بشأن فراغ القيادة بعد اصابة رئيس الوزراء البريطاني "بوريس جونسون" بفيروس كورونا الذي أدخله المستشفى بسبب الأعراض الشديدة له.


 

 

إخلاء المسؤولية: تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. إن الأسواق والأدوات المذكورة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا يجب أن تظهر بأي شكل من الأشكال كتوصية لشراء أو بيع هذه الأوراق المالية. يجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات الاستثمار. لا تضمن FXStreet بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المعلومات خالية من الأخطاء أو والمغالطات أو الأخطاء المادية. كما لا يضمن أن هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. الاستثمار في الفوركس ينطوي على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك فقدان كل أو جزء من الاستثمار الخاص بك ، فضلا عن التوترات. تقع على عاتقك جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار، بما في ذلك الخسارة الإجمالية لرأس المال.

آخر التحليلات


آخر التحليلات

اختيارات المحررين

الذهب يواصل التراجُع مع عودة العوائد على إذون الخزانة للصعود

الذهب يواصل التراجُع مع عودة العوائد على إذون الخزانة للصعود

عاد صعود العوائد على إذون الخزانة الأمريكية للضغط على شهية المُخاطرة ليدفع العقود المُستقبلية لمؤشرات الأسهم الأمريكية للتراجُع مرة أخرى، بعدما إفتتحت تداولات الإسبوع الجديد على ارتفاع عقب إجازة مجلس الشيوخ الأمريكي لخطة جو بايدن بأغلبية 50 ل 49.

المزيد من تحليلات يورو/دولار EUR/USD

تحليل يورو / دولار EUR / USD: الثيران قد يكتسبون الثقة فوق 1.1180

تحليل يورو / دولار EUR / USD: الثيران قد يكتسبون الثقة فوق 1.1180

ارتفع زوج يورو / دولار EUR / USD لليوم ، ويتداول بالقرب من أعلى مستوى يومي له عند 1.1159 ، حيث تراجع الدولار الأمريكي بسبب انخفاض الطلب قبل إعلان الس

المزيد من تحليلات الاقتصاد الكلي

تراجُع العوائد على إذون الخزانة في الساعات الأخيرة يضع الدولار تحت ضغط

تراجُع العوائد على إذون الخزانة في الساعات الأخيرة يضع الدولار تحت ضغط

مازالت حركة العوائد داخل أسواق المال الثانوية تقود الأسواق وتجتذب أعيُن المُتابعين والمُستثمرين في هذه المرحلة بعد الصعود الملحوظ الذي شهدته منذ بداية العام

المزيد من التحليلات للاقتصاد الكلي

اكتشف مستويات التداول الرئيسية باستخدام مؤشر الملتقيات الفنية

اكتشف مستويات التداول الرئيسية باستخدام مؤشر الملتقيات الفنية

حسّن نقاط الدخول والخروج مع هذا أيضًا. يكتشف من الاختناقات في العديد من المؤشرات الفنية مثل المتوسطات المتحركة أو فيبوناتشي أو نقاط بيفوت ويسلط الضوء عليها لاستخدامها كأساس لاستراتيجيات متعددة.

مؤشر الملتقيات الفنية

تابع السوق باستخدام الرسم البياني التفاعلي من FXStreet

تابع السوق باستخدام الرسم البياني التفاعلي من FXStreet

كن ذكيًا واستخدم الشارت التفاعلي الذي يحتوي على أكثر من 1500 أصل، ومعدلات بين البنوك، وبيانات تاريخية شاملة. يعد أداة احترافية ينبغي استخدامها على الإنترنت لتوفر لك نظامًا أساسيًا متطورًا في الوقت الفعلي قابل للتخصيص بالكامل ومجانيًا.

معلومات أكثر

أزواج العملات الرئيسية

المؤشرات الاقتصادية

الأخبار