التوقعات الأسبوعية لزوج يورو/دولار EUR/USD: قرارات البنوك المركزية ستستمر في التأثير على الزوج

• أدت التوترات الأوروبية إلى تقويض الطلب على اليورو، وبدأ خفض سعر الفائدة للبنك المركزي الأوروبي في التأثير.
• الدولار الأمريكي يعمل مع تراجع التضخم وعلى الرغم من الآمال الجديدة لخفض أسعار الفائدة.
• لم ينته زوج يورو/دولار EUR/USD من الانخفاض على الرغم من تداوله عند أدنى مستوياته منذ أكثر من شهر.

انخفض زوج يورو/دولار EUR/USD إلى ما دون الحاجز السعري 1.0700 للمرة الأولى منذ أكثر من شهر يوم الجمعة، حيث ارتفع الدولار الأمريكي على خلفية حالة النفور من المخاطرة. ساد المزاج الكئيب طوال الأسبوع، مع استثناء قصير الأجل يوم الأربعاء عندما جلب التضخم الأضعف من المتوقع في الولايات المتحدة نفحة من الهواء النقي للأسواق.

الانتخابات الأوروبية والبيانات الأمريكية تقود الأسواق

انخفض زوج يورو/دولار EUR/USD عند الافتتاح بعد الانتخابات البرلمانية الأوروبية. وعلى الرغم من تمكن الائتلاف الوسطي من الحفاظ على أغلبية ضئيلة، فازت الأحزاب اليمينية المتطرفة في فرنسا والنمسا وألمانيا، مما أدى إلى دعوة الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون إلى إجراء انتخابات برلمانية مبكرة في بلاده. اكتسبت المخاوف بشأن اكتساب الأحزاب اليمينية المتطرفة زخمًا إلى إبعاد المستثمرين عن الأصول ذات العائد المرتفع وإلى الدولار الأمريكي الذي يعتبر ملاذًا آمنًا.

استمرت الحالة المتدهورة للمعنويات حتى يوم الأربعاء عندما أفاد مكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS) أن  مؤشر أسعار المستهلك (CPI) ارتفع بنسبة 3.3٪ على أساس سنوي في مايو/أيار بعد ارتفاعه بنسبة 3.4٪ في أبريل/نيسان. وأظهر التقرير نفسه أن مؤشر أسعار المستهلكين ظل مستقرًا على أساس شهري، متراجعًا من 0.3٪ السابقة. وأخيرًا، كانت القراءات الأساسية، التي تستثني أسعار الغذاء والطاقة المتقلبة، أقل من التوقعات وتراجعت عن قراءات أبريل. اندفعت الأسواق المالية بعيدًا عن الدولار وسط تجدد الآمال في أن يبتعد مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن التشديد النقدي. بلغ زوج يورو/دولار EUR/USD قمة عند 1.0851 بعد صدور الأخبار.

الاحتياطي الفيدرالي يرى تقدمًا متواضعًا في التضخم

ومع ذلك، لم يدم التفاؤل. أعلنت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة (FOMC) عن قرار السياسة النقدية في وقت لاحق من نفس يوم الأربعاء. قرر المسؤولون ترك سعر الفائدة القياسي دون تغيير في نطاق عائم بين 5.25٪ و5.50٪، كما كان متوقعًا على نطاق واسع. أصدرت اللجنة الفيدرالية للسوق المفتوحة ملخصًا محدثًا  للتوقعات الاقتصادية (SEP)، والذي أظهر أن صناع السياسة منقسمون حول عدد تخفيضات أسعار الفائدة التي يمكن أن تأتي هذا العام. يتوقع 4 من أصل 19 مسؤولاً عدم إجراء أي تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024، وتوقع 7 تخفيض سعر الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس، بينما توقع 8 خفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس.

كما عكست الوثيقة مخاوف المسؤولين بشأن التضخم حيث قام صانعو السياسة بمراجعة وجهات نظرهم بشأن تضخم نفقات الاستهلاك الشخصي لهذا العام والعام المقبل. تم ترك توقعات النمو ومعدل البطالة لعام 2024 دون تغيير عند 2.1٪ و4٪ على التوالي.

قلص الدولار الأمريكي جزءًا من خسائره المستوحاة من مؤشر أسعار المستهلكين مع بنك الاحتياطي الفيدرالي وتحول إلى الارتفاع بقوة بعد ذلك، على الرغم من اندفاع المشاركين في السوق إلى التسعير في خفضين لأسعار الفائدة قبل نهاية العام.

يوم الخميس، أظهرت البيانات أن مؤشر أسعار المنتجين الأمريكي (PPI) ارتفع بنسبة 2.2٪ على أساس سنوي في مايو/أيار، وفقا لمكتب إحصاءات العمل الأمريكي (BLS)، أقل من الزيادة بنسبة 2.3٪ المسجلة في أبريل/نيسان وأقل من توقعات السوق البالغة 2.5٪. ارتفع الرقم الأساسي السنوي بنسبة 2.3٪، أقل من 2.4٪ المتوقعة، في حين انخفض مؤشر أسعار المنتجين الشهري بنسبة 0.2٪. أضافت أخبار تراجع ضغوط الأسعار عند مستويات الجملة إلى التكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيقدم تخفيضًا في أسعار الفائدة مرتين على الأقل في الأشهر المقبلة.

أخيرًا، أصدرت الولايات المتحدة يوم الجمعة التقدير الأولي لمؤشر ثقة المستهلك في ميشيغان لشهر يونيو/حزيران، والذي انكمش بشكل غير متوقع إلى 65.6 من 69.1 في مايو/أيار، مخالفًا التوقعات البالغة 72.

لذلك، حفزت علامات تراجع التضخم تكهنات بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سيخفض أسعار الفائدة ومع ذلك، ارتفع الدولار الأمريكي. يمكن تفسير الطلب المتزايد على الدولار جزئيًا من قبل وول ستريت، حيث أنه على الرغم من الأداء المتباين، سجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 قممًا قياسية إلى حد كبير على أساس يومي الأسبوع الماضي، في حين انخفضت عائدات سندات الخزانة بشكل حاد. تقدم السندات لأجل 10 سنوات حاليا عائدًا يبلغ قرابة 4.20٪، وهو أدنى مستوى منذ أواخر مارس/آذار، في حين أن السندات لأجل عامين تحقق ما يقرب من 4.70٪ ، وهو المستوى الذي شوهد آخر مرة في أوائل أبريل/نيسان.

أضاف المزاج الكئيب بين المستثمرين الأوروبيين إلى الطلب على الدولار الأمريكي هذه الأيام وسط الاضطرابات السياسية في القارة القديمة.

الاضطرابات الأوروبية تضرب اليورو

استمر انتصار اليمين المتطرف في أوروبا في التأثير على العملة المشتركة. أمضت أسواق الأسهم المحلية معظم الأسبوع في المنطقة الحمراء، مع التركيز في الغالب على فرنسا؛ إذ تصدر حزب التجمع الوطني اليميني المتطرف بزعامة مارين لوبان استطلاعات الرأي بهامش كبير. وتشعر رغبة المضاربة بالقلق إزاء التغيرات التي تطرأ على السياسات المالية، وتنظيمات الهجرة، وتدابير تغير المناخ التي قد تؤثر على الاقتصادات إذا استولت الأطراف المناسبة على الحكومات المحلية. فقدت السندات الأوروبية جاذبيتها على مدار الأسبوع، مما زاد من الضغط على الأسهم المحلية واليورو.

كذلك تجدر الإشارة إلى أن البنك المركزي الأوروبي (ECB) خفض أسعار الفائدة قبل أيام قليلة من إعلان بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قراره. من الواضح أن القرار كان هبوطيًا لليورو، لكن انخفاض العملة كان محدودًا قبل أحداث الدرجة الأولى في الولايات المتحدة. بمجرد أن تم تجاوز الحدث الأخير، كان بيع العملة المشتركة أسهل بكثير.

ماذا بعد؟

لا يظهر الدولار الأمريكي الأكثر ثباتًا واليورو المتضرر علامات على تغيير اللعنة في الأيام المقبلة. في الأساس، سيكون الأسبوع القادم أخف من ناحية البيانات الاقتصادية. ستصدر منطقة اليورو التقدير النهائي للمؤشر المنسق لأسعار المستهلك لشهر مايو/أيار (HICP)، ومن المتوقع تأكيده عند 2.6٪ على أساس سنوي. ستكشف ألمانيا النقاب عن استطلاع ZEW لشهر يونيو/حزيران حول المعنويات الاقتصادية ومؤشر أسعار المنتجين لشهر مايو/أيار. أما بالنسبة للولايات المتحدة ، فسيكون التركيز على مبيعات التجزئة لشهر مايو. أخيرًا يوم الجمعة، سيصدر بنك هامبورغ التجاري (HCOB) ووكالة ستاندرد آند بورز العالمية S&P Global التقديرات الأولية لمؤشر مديري المشتريات التصنيعي لشهر يونيو (PMI) للاقتصادات الكبرى.

ولكن بعيدا عن بيانات الاقتصاد الكلي، ستظل المعنويات هي الرائدة في السوق. على الرغم من التخفيضات المحتملة في أسعار الفائدة القادمة في الولايات المتحدة، فإن الآمال في أن تتجنب أمريكا الركود والتوترات في أماكن أخرى من المرجح أن تبقي الدولار الأمريكي على الجانب الفائز.

للمزيد من الأحداث، اطّلع على أجندة FXStreet الاقتصادية

التوقعات الفنية لزوج يورو/دولار EUR/USD

يحافظ زوج يورو/دولار EUR/USD على التحيز الهبوطي دون 1.0700 قبل الإغلاق الأسبوعي، ويتداول عند أدنى مستوياته منذ 1 مايو/أيار. يظهر الرسم البياني الأسبوعي أن زخم البيع قوي، ويتوقع خسائر إضافية في الأيام القادمة. أدت المحاولة الفاشلة للتغلب على المتوسط المتحرك البسيط 20 الهبوطي على نحو هامشي (SMA) إلى انخفاض الزوج نحو المتوسط المتحرك البسيط 100، مما يوفر دعمًا ديناميكيًا في المنطقة السعرية 1.0650. استقر زوج يورو/دولار EUR/USD فوق المنطقة الأخيرة منذ أكتوبر/تشرين الأول الماضي، مما يعني أن الاختراق الواضح تحته من المحتمل أن يثبط الثيران.

في الوقت نفسه، غادرت المؤشرات الفنية المنطقة المحايدة وتحولت إلى انخفاض حاد، مما حافظ على الزخم الهبوطي ضمن المستويات السلبية. أخيرًا، يتحرك المتوسط المتحرك البسيط 200 على ارتفاع تدريجي متواضع عند حوالي 1.1100، بعيدًا جدًا عن أن يكون ذا صلة.

وفقًا للقراءات الفنية على الرسم البياني اليومي، فإن الحالة الهبوطية أكثر ثباتًا. انخفض زوج يورو/دولار EUR/USD إلى ما دون جميع متوسطاته المتحركة، مع اكتساب المتوسط المتحرك البسيط 20 زخمًا هبوطيًا فوق المتوسطات الأطول، والتي لا تزال بلا اتجاه. وفي الوقت نفسه، تتجه المؤشرات الفنية جنوبًا بشكل عمودي تقريبًا وتقترب من قراءات التشبع البيعي دون علامات على الإرهاق الهبوطي.

فيما دون منطقة الدعم 1.0650، قد ينخفض زوج يورو/دولار EUR/USD نحو منطقة 1.0600؛ حيث سجل الزوج أدنى مستوياته هذا العام. بمجرد الهبوط دون المستوى الأخير، تأتي منطقة الدعم التالية ذات الصلة عند 1.0520. في حالة انتعاش الزوج، يأتي مستوى المقاومة الفوري عند 1.0710 في طريقه إلى المنطقة السعرية البالغة 1.0770. من غير المرجح أن تتجاوز المكاسب المنطقة السعرية المذكورة، ولكن قمة هذا الأسبوع عند 1.0851 هي المستوى التالي الذي يجب مراقبته.