توقعات أسعار زوج استرليني/دولار GBP/USD لعام 2024: هل سوف تُفسد السياسة والسياسة النقدية حفلة الاسترليني؟

حافظ زوج استرليني/دولار GBP/USD على تحوله من أدنى المستويات خلال أربعة عقود خلال عام 2023.
يمكن أن تحافظ التوقعات المتباينة لسياسات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وبنك انجلترا BoE على الدولار الأمريكي في وضع ضعيف.
يمكن أن يواجه الاسترليني رياحًا معاكسة من حالة عدم اليقين بشأن الانتخابات والمشاكل الاقتصادية في المملكة المتحدة.
يُظهر الرسم البياني الشهري لزوج استرليني/دولار GBP/USD نهج تداول جيد "بشراء الانخفاضات" لعام 2024.

 

عند الشروع في تحليل توقعات أسعار زوج استرليني/دولار GBP/USD لعام 2024، هناك الكثير من الأمور المجهولة والشكوك التي تلوح في الأفق، والتي تجعل من الصعب التنبؤ بشكل مقنع بمسار الاسترليني في مقابل الدولار الأمريكي في العام المقبل. على جانبي المحيط الأطلسي، من المتوقع أن تكون احتمالات الركود المتزايدة وحركة التيسير المحورية في السياسات النقدية والانتخابات العامة هي العوامل الرئيسية التي تدفع حركة أسعار زوج استرليني/دولار GBP/USD في العام المقبل، باستثناء أي مخاطر جيوسياسية غير مسبوقة.

شهد زوج استرليني/دولار GBP/USD تحركات متقلبة خلال عام 2023 ولكن تمكن الاسترليني من الحفاظ على مكاسب الارتداد الذي شهده في النصف الأول من العام إلى أعلى مستوياته خلال 15 شهرًا عند منطقة 1.3142. في الوقت نفسه، فشل الدولار الأمريكي في الحفاظ على التحول، مما ساعد زوج استرليني/دولار GBP/USD على الارتفاع بأكثر من 5.0% خلال العام. ومع ذلك، يبقى أن نرى ما إذا كان الاسترليني سوف يواصل ارتفاعه في مقابل الدولار الأمريكي، مع اقترابنا من عام 2024.

من أجل قياس المسار المستقبلي لزوج استرليني/دولار GBP/USD، من الهام أن نكون على دراية بخلفية تحركات عام 2023؛ المحفزات الرئيسية التي أدت إلى تمديد ارتداد الزوج من أدنى مستوياته خلال 37 عامًا عند منطقة 1.0339 المسجلة في سبتمبر / أيلول 2022.

 

ما الذي ساعد الإسترليني على الصمود في عام 2023؟

 

وسط الدعوات إلى ركود وشيك، أرقام تضخم مكونة من رقمين وفورة تشديد بنك انجلترا BoE في النصف الأول من العام، نجا زوج استرليني/دولار GBP/USD من كل شيء وأوقف انخفاض العام السابق. تحول المد لصالح الاسترليني في النصف الثاني من العام، حيث عاد التباين في السياسة النقدية بين البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي وبنك انجلترا BoE إلى مقدمة المشهد وسط تكهنات بشأن حركة محورية في السياسة في عام 2024 وتخفيف الضغوط التضخمية.

 

1. التضخم: مشكلة أكبر بالنسبة للمملكة المتحدة

 

أثبت التضخم في المملكة المتحدة أنه أكثر استدامة من الاقتصادات الكبرى الأخرى، بما في ذلك الولايات المتحدة، حيث بلغ معدل مؤشر أسعار المستهلك CPI السنوي الرئيسي 10.1٪ في يناير / كانون الثاني، وهو ما يعني تمديد النهج المكون من رقمين في بداية العام.

ظل بنك انجلترا BoE واثقاً بشكل متزايد من أن انخفاض أسعار الطاقة والاقتصاد الأكثر مرونة من شأنه أن يؤدي إلى انخفاض التضخم بسرعة أكبر خلال الأشهر المقبلة. انخفض التضخم إلى أقل من 10.0٪ في الربع الثاني ولكنه استمر في تجاوز توقعات الإجماع بينما استمر المعدل الأساسي في الارتفاع.

التضخم الراسخ بشكل واضح في المملكة المتحدة أقنع الأسواق بأن بنك انجلترا BoE سوف يضطر إلى رفع معدلات الفائدة إلى أعلى مستوياتها عند 6.50% في الصيف، مع ظهور ما يسمى بتأثيرات الجولة الثانية. شهدت مثل هذه التأثيرات تاريخياً ارتفاع أسعار الطاقة والمواد الغذائية الذي يتسرب إلى الأجور ويؤدي إلى ارتفاع التضخم المحلي.

شهدت بريطانيا تباطؤًا مفاجئًا في وتيرة نمو الأسعار السريعة في الربع الثالث، وعلى الرغم من ذلك فإنها ظلت أكثر من ضعف مستهدف بنك انجلترا BoE البالغ 2.0٪. على مدار العام، واصل البنك مراقبة سوق العمل في بريطانيا بشكل وثيق، حيث ظل يشعر بالقلق من أن نقص العمالة سوف يُبقي نمو الأجور مرتفعًا ويجعل من الصعب إعادة التضخم إلى هدفه البالغ 2٪.

في أخبار سارة لبنك انجلترا BoE، تباطأ تضخم الأجور البريطانية بأكبر قدر خلال ما يقرب من عامين في الربع الثالث - وهو دليل إضافي على تهدئة القوة التضخمية في سوق العمل. كانت الأجور باستثناء المكافآت مرتفعة بنسبة 7.3٪ في الربع المنتهي في أكتوبر / تشرين الأول مقارنة بعام سابق، بانخفاض من معدل نمو قدره 7.8٪ في الأشهر الثلاثة حتى سبتمبر / أيلول.

 

النسبة المئوية للتغير السنوي في مؤشر أسعار المستهلك CPI

على الجانب الأمريكي، تم إحراز تقدم ملحوظ في ترويض التضخم من قبل صناع السياسة في الولايات المتحدة، حيث مدد التضخم السنوي لمؤشر أسعار المستهلك CPI اتجاهه الهابط من 6.4٪ في يناير / كانون الثاني إلى قراءة عند 3.1٪ مسجلة في نوفمبر / تشرين الثاني. ظهر الانخفاض في أسعار الطاقة كمساهم كبير في الانخفاض، ولكن ما يسمى بالخدمات "الأساسية للغاية" (الخدمات باستثناء الطاقة والمأوى) ظلت تشكل تهديدًا كامنًا أمام البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي للوصول إلى مستهدف استقرار الأسعار عند 2.0٪.

في الوقت نفسه، ارتفع مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسي بوتيرة سنوية قدرها 3.5٪، متراجعًا بشكل كبير عن الزيادة البالغة 4.9٪ المسجلة في يناير / كانون الثاني. هذا المؤشر يمثل مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، حيث أنه لا يتعرض للتشويه من قبل التأثيرات الأساسية ويوفر رؤية واضحة للاتجاه الأساسي لسلوك المستهلك من خلال استبعاد العناصر المتقلبة.

 

2. التباين في السياسة بين البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وبنك انجلترا BoE

 

في معركتهما لترويض التضخم الهائج، قام كل من البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وبنك انجلترا BoE بتمديد دورة تشديد السياسة النقدية، ولكن حدث انعكاس في الأدوار في عام 2023. تحول البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed إلى موقف غير فعال إلى حد ما بالمقارنة مع مسيرة رفع معدلات الفائدة القوية في العام السابق. على النقيض من ذلك، حافظ بنك انجلترا BoE على لهجة التشديد، مكررًا التأكيد على أن "المزيد من تشديد السياسة النقدية سوف يكون مطلوبًا إذا كانت هناك أدلة على استمرار الضغوط التضخمية بشكل أكبر".

نفذ البنك الاحتياطي الفيدرالي  11 زيادة في معدلات الفائدة منذ مارس / آذار 2022. اختار البنك المركزي الأمريكي توقفًا مؤقتاً قصيرًا في يونيو / حزيران أعقبه رفع نهائي آخر في معدل الفائدة بعد اجتماع يوليو / تموز. بوجه عام، رفع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed معدلات الفائدة بمقدار نقطة مئوية واحدة خلال عام 2023، تاركًا النطاق المستهدف لمعدلات الفائدة بين 5.25٪ - 5.50٪، وهي أعلى المستويات خلال أكثر من 22 عامًا. المخاوف بشأن التأثيرات المتأخرة للسياسة النقدية على الاقتصاد، تباطؤ التضخم وتباطؤ أوضاع سوق العمل، كل ذلك أجبر البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed على التخلص من خطاب التشديد، مما يمهد الطريق لخفض معدلات الفائدة في العام المقبل.

على النقيض من ذلك، أنهى بنك انجلترا BoE سلسلة من 14 زيادة متتالية في سبتمبر / أيلول، بعد أن رفع معدل الفائدة المرجعي للبنك من 0.10% إلى أعلى مستوياته خلال 15 عاما عند 5.25% بين ديسمبر / كانون الأول 2021 وأغسطس / آب 2023. فاجأ بنك انجلترا BoE الأسواق برفع معدلات الفائدة بمقدار نصف نقطة مئوية، مبرراً ذلك من خلال أخبار "هامة" تشير إلى أن التضخم المرتفع المستمر في بريطانيا سوف يستغرق وقتا أطول حتى ينخفض. أعلن بنك انجلترا BoE عن رفع معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في أغسطس / آب قبل أن يلتزم بموقفه المتمثل في معدلات الفائدة الأعلى "لفترة ممتدة من الوقت" لبقية العام. نفذ البنك ما مجموعه 175 نقطة أساس من الزيادات في معدلات الفائدة في عام 2023.

 

3. سوق السندات الأمريكية: الاضطراب والتعافي

 

على الرغم من رفع معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، ظل الاقتصاد الأمريكي مرناً وعزز بشكل أكبر المسار الصاعد لعوائد سندات الخزانة الأمريكية إلى أعلى مستوياتها خلال 16 عاماً في أكتوبر / تشرين الأول، مع اعتقاد الأسواق بأن حقبة جديدة من معدلات الفائدة المرتفعة قد بدأت. في بداية الربع الأخير، استمرت البيانات الاقتصادية الأمريكية في الارتفاع بشكل مفاجئ، مما ساعد المستثمرين على تقليص توقعات خفض معدلات الفائدة لعام 2024، مما يضيف إلى مخاطر رفع معدلات الفائدة مرة أخرى. تجاوز العائد على سندات الخزانة القياسية لأجل 10 سنوات لفترة وجيزة مستويات 5.0٪ الرئيسية، والذي كان مرتفعًا بنحو 4.15٪ في هذا الوقت من العام الماضي وبنحو 1.70٪ منذ عامين. كل هذا ساعد في تغذية الخطاب الصعودي للدولار الأمريكي في نهاية الصيف.

أرجعت الأسواق أيضًا تراجع سوق السندات إلى المخاوف بشأن تزايد إجمالي ديون الحكومة الأمريكية والتضخم الأكثر رسوخاً من المتوقع، الأمر الذي ربما أدى إلى زيادة الطلب على عوائد أعلى على الديون طويلة الأجل.

الاضطراب في سوق السندات الأمريكية دعم ارتداد الدولار الأمريكي، ولكن الانخفاض المستمر في التضخم، بالإضافة إلى عودة ظهور المخاوف بشأن "الاستقرار السلس" المرجح للاقتصاد في العام المقبل، أدى إلى عودة التكهنات بشأن إجراء تخفيضات في معدل الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في وقت مبكر من الربع الأول من عام 2024. زيادة الرهانات على حركة تيسير محورية من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed أدت إلى تصحيح في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، مما يوفر راحة اشتدت الحاجة إليها للسندات الأمريكية بينما يدفع الدولار الأمريكي للانخفاض بحلول نهاية العام.

وضع مجلس الشيوخ الأمريكي حداً للمواجهة المالية الثالثة هذا العام في الكونجرس من خلال إقرار مشروع قانون الإنفاق المؤقت، تجنب تعطيل الحكومة وتخفيف آلام سوق السندات.

 

زوج استرليني/دولار GBP/USD: ما الذي يجب مراقبته في عام 2024؟

 

1. تخفيضات معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وبنك انجلترا BoE مطروحة على الطاولة

 

في حديثه في المؤتمر الصحفي بعد اجتماع ديسمبر / كانون الأول، قال رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول إن التشديد التاريخي للسياسة النقدية قد انتهى على الأرجح، مع "ظهور" مناقشة التخفيضات في تكاليف الاقتراض. أكدت تعليقات باول على حركة التيسير المحورة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وعززت توقعات خفض معدلات الفائدة.

بيان التوقعات الاقتصادية SEP، أو ما يسمى بمخطط النقاط، أظهر أن مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed قدروا تخفيضات معدلات الفائدة بمقدار 75 نقطة أساس في عام 2024، مع تضخم يبلغ 2.4٪ في نهاية العام القادم.

بل يبدو أن الأسواق أكثر تحيزاً نحو التيسير، حيث يتم تسعير خفض معدلات الفائدة بمقدار 150 نقطة أساس للعام المقبل، أي ضعف متوسط توقعات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، أي ما يعادل ستة تخفيضات بمقدار 25 نقطة أساس على مدار العام. تبلغ احتمالية خفض معدل الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس / آذار حوالي 75٪ بينما تبلغ احتمالية خفض معدل الفائدة في اجتماع مايو / أيار 95٪، وفقًا لأداة FedWatch التابعة لمجموعة CME.

المصدر: مجموعة CME

 

في الوقت نفسه، يواصل صناع السياسة في بنك انجلترا BoE التقليل من توقعات تخفيض معدلات الفائدة في العام المقبل، حيث أشار بيان السياسة الصادر في ديسمبر / كانون الأول إلى أن "المؤشرات الرئيسية على استمرار التضخم في المملكة المتحدة لا تزال مرتفعة".

ومع ذلك، دفع تدهور الأداء الاقتصادي أسواق المال إلى البدء في تسعير أربع تخفيضات في معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس بداية من الصيف، حيث يتوقعون تخفيض معدلات الفائدة الرئيسية من 5.25% إلى 4.25% بحلول نهاية عام 2024. من المتوقع أن يتم التخفيض الأول في وقت مبكر من يونيو / حزيران، إلى 5.0٪.

قال بنك جولدمان ساكس إنه يتوقع أن يُعلن بنك انجلترا BoE عن أول خفض في معدل الفائدة في يونيو / حزيران مقارنة بالتوقعات السابقة للخفض الأول في أغسطس / آب. قال الاقتصاديون في جولدمان ساكس: "نتوقع أن تخفض لجنة السياسة النقدية MPC معدل الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في كل اجتماع حتى تصل معدلات الفائدة إلى 3.0٪ في يونيو / حزيران 2025".

 

2. التوقعات الاقتصادية للولايات المتحدة والمملكة المتحدة

 

تعتقد الأسواق أن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed ربما رأى الحاجة إلى تحول محوري نحو خفض معدلات الفائدة في وقت أبكر مما كان متوقعًا في السابق، حيث من غير المرجح أن يحقق الاقتصاد الأمريكي استقراراً سلسًا. أشارت اللغة الضعيفة في بيان اللجنة الفيدرالية FOMC الأخير إلى أن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed يشعر بقلق متزايد بشأن التوقعات الاقتصادية، وبالتالي، تحول إلى موقف يميل نحو التيسير. يعترف بيان سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بأن "المؤشرات الأخيرة تشير إلى أن نمو النشاط الاقتصادي قد تباطأ من وتيرته القوية في الربع الثالث".

نما الاقتصاد الأمريكي بوتيرة سنوية قوية بلغت 5.2% في الربع الثالث، متجاوزًا القراءة الأولية البالغة 4.9%. ومع ذلك، تعتقد الأسواق أن المرونة الاقتصادية لن تدوم، حيث أن سلسلة زيادات معدلات الفائدة الأكثر قوة خلال 40 عاماً سوف يكون لها أثرها في نهاية المطاف. بالإضافة إلى ذلك، فإن المخاوف من التباطؤ في الاقتصادات الصينية والأوروبية، بالإضافة إلى التأثير السلبي لرفع معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed على البنوك الصغيرة، كل ذلك يمكن أن يؤدي إلى تفاقم الانكماش الاقتصادي في الولايات المتحدة.

على الجانب البريطاني من الأحداث، وعلى الرغم من أن بنك انجلترا BoE قد تجاهل إلى حد كبير انكماش الناتج المحلي الإجمالي GDP بنسبة 0.3% لشهر أكتوبر / تشرين الأول، إلا أن احتمالات الركود في الفترة التي تسبق الانتخابات الوطنية في عام 2024 تظل مرتفعة.

كانت هناك علامات متزايدة على التوتر في الاقتصاد، حيث لا تزال الأسر والشركات تحت ضغط مستمر بسبب ارتفاع تكاليف الاقتراض. لكن التحفيز المالي الأخير الذي قدمه وزير المالية البريطاني جيريمي هانت، في بيانه في الخريف، يمكن أن يقدم بعض الدعم للاقتصاد بينما يضيف مصداقية لموقف بنك انجلترا BoE بشأن معدل الفائدة "الأعلى لفترة أطول".

من المقرر أن توفر حزمة هانت المالية تحفيزًا بقيمة 6.7 مليار استرليني في 2023-24 وتعزيزًا بقيمة 14.3 مليار استرليني في العام القادم. في الوقت نفسه، أظهرت توقعات مكتب مسؤولية الميزانية OBR استقرار الاقتصاد في السنوات المقبلة مع تباطؤ النمو إلى 0.6٪ في عام 2023. تم رؤية تقديرات النمو باهتة عند 0.7٪ في عام 2024 قبل أن ترتفع إلى 1.4٪ في عام 2025.

سوف يستمر اقتصاد المملكة المتحدة في مواجهة رياح معاكسة في عام 2024 ويمكن أن يشهد ركودًا ضحلًا قرب نهاية العام، حيث بدأ التأثير المتأخر لزيادة معدلات الفائدة بمقدار 515 نقطة أساس في الظهور.

 

3. الانتخابات الوطنية في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة

 

من المتوقع إجراء انتخابات عامة خلال العام المقبل في الولايات المتحدة والمملكة المتحدة، مما قد يؤدي إلى تقلبات شديدة حول زوج استرليني/دولار GBP/USD. في خضم مخاوف التضخم والنمو التي تلوح في الأفق، فمن المرجح أن يتم متابعة التطورات السياسية على جانبي الأطلسي بشكل وثيق.

بعد 13 عاما من حكومة حزب المحافظين، التي تم إلقاء اللوم عليها إلى حد كبير في فشل الاقتصاد، يكاد يكون من المؤكد أن رئيس الوزراء البريطاني ريشي سوناك سوف يدعو إلى إجراء انتخابات عامة في عام 2024. لا ينبغي إجراء الانتخابات العامة في المملكة المتحدة بعد أكثر من خمس سنوات، وبالتالي فإن الانتخابات المقبلة يجب أن تتم بحلول 28 يناير / كانون الثاني 2025.

مع بيان جيريمي هانت للتخفيضات الضريبية في الخريف، اعتقد بعض أعضاء البرلمان من حزب المحافظين أن هذه الخطوة تشير إلى أن داونينج ستريت ترغب في أن تكون في وضع قوي من أجل إرسال الناخبين إلى مراكز الاقتراع في مايو / أيار أو يونيو / حزيران المقبلين، بدلاً من انتظار الخريف كما كان يُعتقد سابقًا، وفقًا لسكاي نيوز.

بعد سلسلة من الهزائم القياسية في الانتخابات الفرعية والأحداث الكارثية من عام 2020 إلى عام 2022، ومع استمرار تخلف حزب المحافظين عن حزب العمال في استطلاعات الرأي، من المتوقع أن يواجه رئيس الوزراء ريشي سوناك وحزبه أوقاتًا مضطربة في العام المقبل.

المصدر: إبسوس

 

في الولايات المتحدة، سوف تبدأ الانتخابات التمهيدية للحزبين الديمقراطي والجمهوري في يناير / كانون الثاني، حيث تتوقع الأسواق معركة مرة أخرى بين الرئيس الحالي جو بايدن والرئيس السابق دونالد ترامب في 5 نوفمبر / تشرين الثاني. انعدام الثقة في قدرة بايدن على التعامل مع مختلف القضايا، بما في ذلك القضايا الاقتصادية وسياسة الهجرة، تسببت في وصول معدلات تأييده إلى مستويات قياسية منخفضة بلغت 33%، وفقًا لاستطلاع أجراه مركز بيو للأبحاث ومقره واشنطن.

تُظهر معظم استطلاعات الرأي على مستوى البلاد للانتخابات الرئاسية لعام 2024 أن الرئيس السابق ترامب يتقدم على الرئيس بايدن في الولايات المتأرجحة الرئيسية التي من المرجح أن تحسم انتخابات 2024.

المصدر: 270towin.com

 

زوج استرليني/دولار GBP/USD: التوقعات الفنية لعام 2024

 

زوج استرليني/دولار GBP/USD: الرسم البياني الشهري

المصدر: FXStreet

 

كما هو موضح على الرسم البياني الشهري، دخل زوج استرليني/دولار GBP/USD في مرحلة تماسك بعد أن فقد ارتداده من محيط منطقة 1.1800 في بداية عام 2023 الزخم بالقرب من الحاجز النفسي لمنطقة 1.3150 في يوليو / تموز.

فشل الزوج في الصمود فوق المتوسط المتحرك البسيط 50 شهرًا الأفقي عند منطقة 1.2875 على أساس مستدام، حيث كان يتذبذب فيما دون هذه المنطقة الأخيرة خلال الجزء الأكبر من العام.

على العكس من ذلك، واصل الاسترليني جذب الطلب في مقابل الدولار الأمريكي حول منطقة 1.1800، حيث تقع مستويات تصحيح فيبوناتشي 50٪ للارتفاع بأكمله من أدنى مستويات سبتمبر / أيلول 2022 عند منطقة 1.0339 إلى القمة السنوية عند منطقة 1.3142.

في الوقت نفسه، تمكن مؤشر القوة النسبية RSI من استعادة المنطقة الصعودية في الشهرين الماضيين، مما يبرر الارتداد الأخير في الزوج من محيط مستويات تصحيح فيبوناتشي 38.2% من نفس الارتفاع، والذي يقع عند منطقة 1.2070.

في الوقت نفسه، استعاد الاسترليني المتوسط ​​المتحرك البسيط 21 شهرًا عند منطقة 1.2260 بعد توقف مؤقت لمدة شهرين، مما عزز التحيز الصعودي في الزوج.

على هذه الخلفية، يحتاج مشتري الاسترليني إلى اختراق اثنين من مناطق المقاومة الرئيسية، المتوسط المتحرك البسيط 50 شهرًا والمتوسط المتحرك البسيط 100 شهر عند منطقة 1.2875 ومنطقة 1.3066، على التوالي، من أجل تمديد الارتداد نحو المقاومة الثابتة عند منطقة 1.3500. يقع المستهدف التالي للثيران عند منطقة العروض القوية حول منطقة 1.3700.

إذا استسلم ثيران الاسترليني للضغوط الهبوطية عند مستويات أعلى، فمن المتوقع ظهور دعم فوري عند المتوسط ​​المتحرك البسيط 21 شهرًا عند منطقة 1.2260، والتي فيما دونها سوف يتم إعادة اختبار مستويات تصحيح فيبوناتشي 38.2٪ عند منطقة 1.2070.

في حالة تسجيل مزيد من الانخفاض، يمكن أن تتحدى مستويات تصحيح فيبوناتشي 50.0% بالقرب من منطقة 1.1800 الالتزامات الصعودية. القبول فيما دون هذه المنطقة الأخيرة يمكن أن يحفز اتجاه هابط جديد نحو مستويات تصحيح فيبوناتشي 61.8% عند منطقة 1.1414.

في الختام، من المرجح أن يواجه زوج استرليني/دولار GBP/USD صعوبات على جانبي التداول، حيث أنه عالق بين مجموعة من مناطق الدعم والمقاومة الصحية. ومع ذلك، فإن أي انخفاض في زوج العملات من المفترض أن يُنظر إليه على أنه فرصة شراء جيدة، باستثناء التعرض لأي حدث غير متوقع.

 

أسعار الاسترليني هذا العام

 

يوضح الجدول أدناه النسبة المئوية للتغير في الاسترليني GBP في مقابل العملات الرئيسية المدرجة هذا العام. كان الاسترليني هو الأقوى في مقابل الين الياباني.

تُظهر الخريطة الحرارية التغيرات المئوية للعملات الرئيسية في مقابل بعضها البعض. يتم اختيار العملة الأساسية من العمود الأيسر، بينما يتم اختيار عملة التسعير من الصف العلوي. على سبيل المثال، إذا اخترت اليورو من العمود الأيسر وتحركت على طول الخط الأفقي إلى الين الياباني، فإن النسبة المئوية للتغير المعروض في المربع سوف تمثل زوج يورو EUR (الأساس) / ين JPY (التسعير).