توقعات أسعار الذهب: دببة زوج الذهب/الدولار XAU/USD يأخذون استراحة وسط حالة تشبع بيعي، قبل صدور بيانات نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأمريكية

تواجه أسعار الذهب صعوبة من أجل الحصول على أي زخم ملموس وتتذبذب داخل نطاق سعري بالقرب من أدنى المستويات خلال عدة أشهر.
انخفاض متواضع في الدولار الأمريكي، تعطيل الحكومة الأمريكية الذي يلوح في الأفق والمخاوف بشأن الصين، كل ذلك يقدم دعماً.
الرهانات على رفع معدل الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed مرة أخرى في عام 2023 تحد من الارتفاع قبل صدور مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأساسي الهام في الولايات المتحدة.

تدخل أسعار الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) في مرحلة تماسك هبوطي خلال الجلسة الآسيوية يوم الجمعة وتتذبذب داخل نطاق سعري ضيق، أعلى بقليل من أدنى مستوياته منذ 10 مارس / آذار، حول منطقة 1858 - 1857 دولار المسجلة في اليوم السابق. ينخفض الدولار الأمريكي USD لليوم الثاني على التوالي ويتراجع بشكل أكبر من أعلى مستوياته خلال ما يقرب من 10 أشهر المسجلة يوم الأربعاء. هذا بدوره يُنظر إليه على أنه عامل رئيسي يقدم بعض الدعم للسلعة المقومة بالدولار الأمريكي. تزايد احتمالات التعطيل الجزئي للحكومة الأمريكية في الأول من أكتوبر / تشرين الأول، والذي يشكل خطرًا على الاقتصاد، والمخاوف المستمرة بشأن أزمة العقارات في الصين، تعملان بمثابة رياح مواتية للمعدن النفيس كملاذ آمن. مع قول ذلك، فإن أي ارتداد ملموس لا يزال يبدو بعيد المنال.

المسارات المتباينة للمجلسين أدت إلى زيادة احتمالية نفاد أموال الوكالات الفيدرالية يوم الأحد. في الوقت نفسه، تقدم مجلس الشيوخ الأمريكي الذي يقوده الديمقراطيون يوم الخميس بمشروع قانون تمويل مؤقت من الحزبين لتمديد الإنفاق الفيدرالي حتى 17 نوفمبر / تشرين الثاني، والذي من المفترض أن يتم إقراره، ولكن ربما ليس قبل الموعد النهائي في عطلة نهاية الأسبوع. ومع ذلك، يضغط بعض الجمهوريين المحافظين في مجلس النواب من أجل تخفيضات كبيرة في الإنفاق، وقالوا إنهم سوف يرفضون دعم مشروع قانون مجلس الشيوخ أو أي تشريع قصير الأجل من شأنه أن يمنح الكونجرس مزيدًا من الوقت للعمل. رفض الجمهوريون في مجلس النواب بالفعل مستويات الإنفاق للعام المالي 2024 المنصوص عليها في اتفاق بين رئيس مجلس النواب كيفن مكارثي والرئيس جو بايدن في مايو / أيار 2023.

يتم تعويض العامل الداعم، إلى حد كبير، من خلال التوقعات القوية بأن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed سوف يلتزم بموقف التشديد ويستمر في تشديد سياسته النقدية. في الواقع، حذر البنك المركزي الأمريكي الأسبوع الماضي من أن التضخم الذي لا يزال راسخاً من المرجح أن يؤدي إلى زيادة أخرى في معدل الفائدة مرة واحدة على الأقل بحلول نهاية العام. بالإضافة إلى ذلك، تستمر بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكية الواردة في تقديم أدلة وافرة على القوة الاقتصادية المستمرة، ومن المفترض أن يسمح ذلك للبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بالحفاظ على معدلات الفائدة أعلى لفترة أطول. أظهر التقدير النهائي الذي نشره مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي BEA يوم الخميس أن أكبر اقتصاد في العالم توسع بنسبة 2.1٪ سنوياً خلال الربع الثاني، وذلك تماشياً مع توقعات السوق.

كشف تقرير منفصل صادر عن وزارة العمل أن مطالبات البطالة الأولية ارتفعت بمقدار متواضع بلغ 2000، لتصل إلى 204 ألف خلال الأسبوع المنتهي في 23 سبتمبر / أيلول، مما يشير إلى أن أوضاع تشديد سوق العمل لا تزال سائدة. هذا بدوره في صالح ثيران الدولار الأمريكي ويشير إلى أن المسار الأقل مقاومة في أسعار الذهب نحو الاتجاه الهابط. ومع ذلك، يبدو أن المتداولين مترددون في وضع رهانات اتجاهية جديدة ويفضلون انتظار صدور بيانات مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي PCE الأمريكي، المقرر صدورها في وقت لاحق خلال جلسة أمريكا الشمالية المبكرة. المؤشر الأساسي، وهو مقياس التضخم المفضل لدى البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، سوف يؤثر على التوقعات بشأن خطوة السياسة التالية، والتي بدورها سوف تقود تحركات الدولار الأمريكي وتوفر زخمًا اتجاهيًا جديدًا في المعدن الأصفر الذي لا يقدم عوائد.

ومع ذلك، لا تزال أسعار الذهب في طريقها لتسجيل خسائر أسبوعية فادحة وتسجيل أدنى إغلاق أسبوعي منذ مارس / آذار. بالإضافة إلى ذلك، تشير خلفية الأساسيات المذكورة أعلاه إلى أن أي محاولة للارتداد قد لا يزال يُنظر إليها على أنها فرصة للبيع ومعرضة لمخاطر التلاشي سريعاً إلى حد ما. وبالتالي، فإن أي رد فعل فوري في السوق في حالة صدور بيانات أمريكية اضعف من المرجح أكثر أن يكون قصير الأجل.

التوقعات الفنية

من منظور فني، فإن مؤشر القوة النسبية RSI على الرسم البياني اليومي يُظهر حالة تشبع بيع ملحوظة ويجعل من الحكمة انتظار بعض التماسك أو ارتداد متواضع على المدى القريب قبل دخول مراكز تستهدف تسجيل مزيد من الخسائر. مع قول ذلك، فإن أعلى مستويات التداولات المسائية، حول منطقة 1880 دولار، من المرجح أن تعمل بمثابة حاجز فوري قوي. قد تحفز القوة المستدامة فوق هذه المنطقة ارتفاعاً مدفوعاً من عمليات تغطية مراكز البيع المكشوفة وتسمح لأسعار الذهب باستعادة حاجز منطقة 1900 دولار.

على الجانب الآخر، فإن منطقة 1858 - 1857 دولار، أو أدنى المستويات خلال عدة أشهر المسجل يوم الخميس، يبدو أنها تحد الآن من الانخفاض الفوري. سوف يُنظر إلى بعض الاستمرارية في عمليات البيع اللاحقة على أنها حافز جديد للدببة يجعل أسعار الذهب معرضة لتسارع الانخفاض نحو الدعم التالي الملحوظ بالقرب من منطقة 1820 دولار. يمكن أن يمتد المسار الهابط بشكل أكبر نحو حاجز منطقة 1800 دولار، والتي من المفترض أن تعمل بمثابة منطقة محورية رئيسية للمتداولين على المدى القصير.