الذهب يقترب من قمم قياسية وسط حالة من غياب اليقين الجيوسياسي والتكهنات حول سياسة البنك الاحتياطي الفيدرالي

يواصل سعر الذهب صعوده المثير للإعجاب؛ مستقرًا قرابة المستوى السعري 2500 دولار للأونصة في وقت مبكر من هذا الأسبوع، ويحوم بالقرب من قمم قياسية. المحفز الرئيسي الذي يقود هذا الارتفاع هو الطلب المكثف على أصول الملاذ الآمن وسط التوترات الجيوسياسية المستمرة.

لا تزال الأضواء مسلطة على الصراع في الشرق الأوسط؛ إذ من المقرر أن يشارك وزير الخارجية الأمريكي أنتوني بلينكن في محادثات وقف إطلاق النار بين إسرائيل وغزة. ومع ذلك، فإن الأخبار المتقلبة من المنطقة تلقي بظلال من الشك على نجاح هذه المفاوضات، مما يعزز جاذبية الذهب كاستثمار آمن.

ومما يدعم ارتفاع الذهب توقعات السوق المحيطة بالإجراءات القادمة لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي. على الرغم من المؤشرات الاقتصادية القوية، يقترب التضخم من هدف بنك الاحتياطي الفيدرالي، مما أثار تكهنات بتخفيضات أسعار الفائدة القادمة. يتوقع المستثمرون حاليًا خفضًا لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول، مع احتمال إجراء تخفيضات إضافية في الاجتماعات المتبقية لهذا العام، ليصل مجموعها إلى 75-100 نقطة أساس.

يعدّ هذا الأسبوع محوريًا بالنسبة لمستثمري الذهب؛ إذ من المقرر أن يصدر مجلس الاحتياطي الفيدرالي محضر اجتماعه الأخير وخطاب مقرر لرئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول. من المتوقع أن توضح هذه الأحداث موقف بنك الاحتياطي الفيدرالي من السياسة النقدية، مما يؤثر على مسار توقعات سعر زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD.

التحليل الفني للذهب مقابل الدولار الأمريكي XAU/USD

أكمل الذهب هيكلاً صعوديًا وصل إلى 2509.00 دولار على الرسم البياني فريم 4 ساعات. وفي الوقت الحالي، يتشكل نمط تماسك دون هذه القمة، مع ميل التوقعات نحو الاختراق الهبوطي مما يؤدي إلى الانخفاض نحو مستوى 2426.44 دولار، مما يؤدي إلى التراجع نحو 2347.55 دولار. هذه التوقعات الهبوطية مدعومة فنيًا بمؤشر الماكد (MACD)، حيث يتم تعيين خط الإشارة لمسار هبوطي من فوق مستوى الصفر.

ووفقا للرسم البياني فريم ساعة، فقد حقق الذهب الحد العلوي لموجة الصعود الأخيرة عند 2509.77 دولار، يليه تشكيل نطاق تماسك ضيق. من المتوقع أن تنخفض التوقعات إلى 2468.00 دولار مع إمكانية الوصول إلى 2426.90 دولار. يتماشى هذا المنظور الهبوطي مع خط إشارة مؤشر ستوكاستيك، والذي من المتوقع أن ينخفض من أقل من 80 إلى 20، مما يشير إلى عمليات بيع محتملة على المدى القريب.

مع تطور الأحداث الجيوسياسية وتحول السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي إلى مشهد أكثر وضوحًا، من المتوقع أن تظل ديناميكيات أسعار الذهب نقطة محورية للمستثمرين الذين يسعون إلى الاستقرار في الأوقات المضطربة.