توقع تقرير حديث أصدرته وكالة ستاندرد آند بورز جلوبال (S&P) أن يظل القطاع المصرفي السعودي مستقرًا في عام 2025، مع ربحية مستقرة، مدعومًا بنمو قوي في الإقراض، لا سيما في قطاعي الأعمال والعقارات. يأتي هذا في إطار بيئة اقتصادية مواتية ومشاريع ضخمة ضمن "رؤية 2030" التي تسهم في دفع النمو. يقدّر التقرير أن يتجاوز نمو الإقراض 10%، مع استمرار انخفاض أسعار الفائدة وتزايد الطلب على العقارات بفضل النمو السكاني، بالإضافة إلى زيادة الإقراض للشركات في إطار المشاريع الكبرى.
نمو الإقراض: الشركات والعقارات في الصدارة
من المتوقع أن يكون الإقراض للشركات المحرك الرئيسي لنمو الائتمان في السعودية، حيث تساهم المشاريع الكبرى ضمن "رؤية 2030" مثل "نيوم" و"العلا" في تحفيز هذا النمو. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يشهد الإقراض العقاري ازدهارًا، بفضل انخفاض أسعار الفائدة والنمو السكاني الذي يعزز الطلب على الوحدات السكنية. ستظل البنوك تركز على الإقراض العقاري والشركات كعوامل أساسية لزيادة حجم الائتمان في المملكة.
تأثير انخفاض أسعار الفائدة على ربحية البنوك
تتوقع الوكالة انخفاضًا في صافي هامش الفائدة بنحو 20 إلى 30 نقطة أساس بحلول نهاية 2025 مقارنة بعام 2023، ولكن هذا التراجع قد يتم تعويضه من خلال زيادة حجم الإقراض، مما سيحافظ على استقرار ربحية البنوك. يُتوقع أن يستمر العائد على الأصول بين 2.1% و2.2%. في الوقت نفسه، يلعب البنك المركزي السعودي دورًا في مواءمة سياسته النقدية مع سياسة الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي، مما قد يؤثر على تكاليف التمويل وهامش الفائدة في القطاع المصرفي.
إدارة القروض المتعثرة
من المتوقع أن تظل القروض المتعثرة عند مستويات منخفضة بفضل البيئة الاقتصادية المستقرة وأسعار الفائدة المنخفضة. تشير التوقعات إلى أن القروض المتعثرة قد تبلغ 1.7% من إجمالي القروض بحلول نهاية 2025، مقارنة بـ 1.3% في سبتمبر/أيلول 2024. تعتبر هذه النسب منخفضة مقارنة بالمعايير الدولية، مما يعكس قوة النظام المصرفي السعودي في إدارة المخاطر.
التحديات التمويلية: الاعتماد على التمويل الخارجي
على الرغم من النمو الكبير في الإقراض، تواجه البنوك السعودية تحديًا يتمثل في الحاجة إلى تمويل بديل. شهد النظام المصرفي السعودي تحولًا نحو زيادة صافي الديون الخارجية التي تمثل حوالي 1% من إجمالي القروض في النصف الثاني من عام 2024. تشير التوقعات إلى أن هذا الاتجاه سيستمر، مع الاعتماد على أسواق الدين الدولية، مثل إصدار الصكوك الدولارية من بعض البنوك السعودية الكبرى. في الوقت نفسه، قد تسهم مبادرات مثل برنامج الأوراق المالية المدعومة بالرهن العقاري في تعزيز السيولة وتقليل الضغط على البنوك.
رأس المال كدعامة استقرار
يلعب رأس المال القوي دورًا حاسمًا في دعم استقرار القطاع المصرفي، حيث سجلت البنوك السعودية نسبة كفاية رأسمال تبلغ 19.2% بنهاية سبتمبر 2024، مما يتجاوز بكثير الحد الأدنى المطلوب البالغ 10.5%. توفر هذه النسبة للبنوك القدرة على تمويل النمو في الأصول مع الحفاظ على توزيعات أرباح مستقرة، والتي يُتوقع أن تبقى عند 50% في المتوسط.
آفاق الاقتصاد غير النفطي ومشاركة قطاع السياحة
من المتوقع أن يواصل الاقتصاد السعودي نموه المستدام بين 2025 و2027، مع تقديرات بنمو الناتج المحلي الإجمالي بنسبة 4% سنويًا. سيتحقق هذا النمو بفضل التحسينات في قطاعات البناء والخدمات، بالإضافة إلى المشاريع الكبرى المتوافقة مع "رؤية 2030". كما يُتوقع أن يسهم قطاع السياحة بشكل كبير في تحقيق التنوع الاقتصادي، حيث يُعتبر قطاع السياحة محركًا رئيسيًا للنمو، بعد أن أسهم بنسبة 4% في الناتج المحلي الإجمالي في 2023، وبلغت نسبته 9% من إيرادات الحساب الجاري.
في نفس السياق، يلعب قطاع السياحة دورًا متزايدًا في الاقتصاد السعودي، مدعومًا بتحسين إجراءات التأشيرات وزيادة خيارات الترفيه. من المتوقع أن يستمر هذا النمو، مما يعزز الطلب على الخدمات ويقدم دعمًا لجهود المملكة في تنويع مصادر دخلها بعيدًا عن النفط.
اقرأ أيضًا: ستاندرد آند بورز للتصنيفات: قطاع التأمين السعودي يتجه نحو نمو بنسبة 15% في 2025 رغم التحديات
إخلاء المسؤولية: تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. إن الأسواق والأدوات المذكورة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا يجب أن تظهر بأي شكل من الأشكال كتوصية لشراء أو بيع هذه الأوراق المالية. يجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات الاستثمار. لا تضمن FXStreet بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المعلومات خالية من الأخطاء أو والمغالطات أو الأخطاء المادية. كما لا يضمن أن هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. الاستثمار في الفوركس ينطوي على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك فقدان كل أو جزء من الاستثمار الخاص بك ، فضلا عن التوترات. تقع على عاتقك جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار، بما في ذلك الخسارة الإجمالية لرأس المال.
آخر الأخبار
اختيارات المحررين
توقعات سعر الذهب: قد يشهد زوج الذهب/الدولار XAU/USD ارتداداً في حالة صمود الدعم الرئيسي عند منطقة 4070 دولار
يستعيد الذهب منطقة 4100 دولار في وقت مبكر من يوم الاثنين، حيؤث يكسر سلسلة تراجع استمرت لمدة يومين من أعلى مستوياته خلال ثلاثة أسابيع. يرتفع الدولار الأمريكي بشكل راسخ وسط تقلص رهانات خفض معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في ديسمبر/كانون الأول، في انتظار صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP الأمريكية يوم الخميس.
توقعات البيتكوين الأسبوعية: مرحلة الاستسلام تتكشف
تواصل البيتكوين خسائرها يوم الجمعة، حيث انخفضت إلى ما دون 97000 دولار وفقدت أكثر من 7% من قيمتها حتى الآن هذا الأسبوع. شهدت صناديق البيتكوين المتداولة الفورية المدرجة في الولايات المتحدة تدفقات خارجية أسبوعية قدرها 622.70 مليون دولار حتى يوم الخميس، مما يمثل الأسبوع الثالث على التوالي من سحب المستثمرين.
الفوركس اليوم: استقرار الدولار الأمريكي، واستمرار التركيز على تصريحات مسؤولي البنوك المركزية
يظل الدولار الأمريكي مرناً في مقابل نظرائه الرئيسيين في بداية الأسبوع الجديد، حيث تُعيد الأسواق تقييم احتمالية خفض معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في ديسمبر/كانون الأول. في النصف الثاني من اليوم، سوف يتم تقديم تصريحات من جانب صانعي السياسة النقدية في البنوك المركزية الكبرى. سوف يولي المستثمرون اهتمامًا وثيقًا أيضاً لتقرير التضخم لشهر أكتوبر/تشرين الأول من كندا.
إليك ما تحتاج لمعرفته يوم الاثنين، 17 نوفمبر:
يصمد الدولار الأمريكي في مقابل نظرائه الرئيسيين لبدء الأسبوع الجديد حيث تعيد الأسواق تقييم احتمالية خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في ديسمبر/كانون الأول. في النصف الثاني من اليوم، سيقوم صناع السياسة من البنوك المركزية الكبرى بإلقاء خطابات. كما سيولي المستثمرون اهتمامًا وثيقًا لتقرير التضخم لشهر أكتوبر/تشرين الأول من كندا.
من المتوقع أن يتراجع مؤشر أسعار المستهلكين الكندي في أكتوبر بينما يقيّم المتداولون آفاق سياسة بنك كندا
من المتوقع أن يتراجع التضخم الكندي في أكتوبر/تشرين الأول. لا يزال مؤشر أسعار المستهلك CPI الأساسي فوق هدف بنك كندا البالغ 2٪. تمكن الدولار الكندي من استعادة بعض توازنه هذا الشهر.