توقعات أسعار الذهب: التوترات في الشرق الأوسط تدفع زوج الذهب/الدولار XAU/USD إلى قمم قياسية جديدة، ولكن إلى متى؟

تسجل أسعار الذهب أعلى مستوياتها الجديدة على الإطلاق بالقرب من منطقة 2290 دولار في وقت مبكر من يوم الأربعاء وسط توترات في الشرق الأوسط.
تقلص الرهانات على خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران يضغط على الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية، على الرغم من حالة النفور من المخاطرة.
ترتفع أسعار الذهب حتى مع حالة التشبع الشرائي على مؤشر القوة النسبية RSI، مما يستدعي الحذر من جانب المشترين قبل صدور بيانات الوظائف الأمريكية في القطاع الخاص ADP وخطاب باول.

تصمد أسعار الذهب بالقرب من قمة قياسية جديدة عند منطقة 2288 دولار المسجلة خلال الجلسة الآسيوية المبكرة يوم الأربعاء، حيث أن الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية الأضعف يقدمان دعماً للمعدن اللامع جنبًا إلى جنب مع تصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط.

هل سوف تؤدي بيانات الوظائف الأمريكية ADP وباول إلى تحفيز تصحيح في أسعار الذهب؟

تستمر أسعار الذهب في الحصول على دعم من التوترات الجيوسياسية المتصاعدة في الشرق الأوسط وبين أوكرانيا وروسيا، وبالتالي، يظل المشترون غير متأثرين من تقلص الرهانات على خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي في يونيو/حزيران.

يوم الثلاثاء، ضربت طائرة أوكرانية بدون طيار إحدى أكبر مصافي التكرير في روسيا، مما أدى إلى ارتفاع أسعار النفط، مما أدى بدوره إلى تعزيز أسعار الذهب كأداة تحوط من التضخم. بالإضافة إلى ذلك، تسارع المستثمرون نحو الأمان في الذهب كملاذ آمن تقليدي، بعد صدور تقارير عن غارات جوية إسرائيلية على مجمع السفارة الإيرانية في دمشق، سوريا. رداً على ذلك، قال الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي إنه "اعتداء غير إنساني في انتهاك صارخ للقانون الدولي"، محذراً من أنه لن يمر دون رد.

تتجنب الأسواق المخاطرة كرد فعل على الزلزال المدمر الذي بلغت قوته 7.7 درجة الذي ضرب تايوان وتسبب في انهيار 26 مبنى، مع إصدار إنذارات بحدوث تسونامي. أيضاً، أدت عمليات البيع المسائية في أسهم وول ستريت على خلفية تلاشي توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران وبيانات الوظائف الأمريكية القوية إلى إضعاف ثقة المستثمرين.

حتى مع بقاء معنويات المخاطرة فاترة، يفشل الدولار الأمريكي في الاستفادة من عوائد سندات الخزانة الأمريكية الأضعف، حيث أدى التوجه نحو الأمان إلى ارتفاع الطلب على سندات الخزانة الأمريكية.

عززت البيانات القوية لمؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي ISM وبيانات فرص العمل JOLTS في الولايات المتحدة الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، متوقعين أن البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed قد يؤخر إجراء حركة التيسير المحورية في سياسته على خلفية مرونة الاقتصاد الأمريكي.

"قالت مؤسسة ISM يوم الاثنين إن مؤشر مديري المشتريات PMI التصنيعي ارتفع إلى 50.3 الشهر الماضي، وهي القراءة الأعلى والأولى فوق مستويات 50 منذ سبتمبر/أيلول 2022، من 47.8 في فبراير/شباط. أنهى الانتعاش 16 شهرًا متتاليًا من الانكماش في قطاع التصنيع"، وفقاً لوكالة رويترز. قال مكتب إحصاءات العمل التابع لوزارة العمل يوم الثلاثاء إن فرص العمل في الولايات المتحدة ارتفعت بمقدار 8000 إلى 8.756 مليون في اليوم الأخير من شهر فبراير/شباط.

على الرغم من البيانات القوية، تقوم الأسواق الآن بتسعير احتمالية بنسبة 64% لخفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في يونيو/حزيران، ارتفاعًا من احتمالية بنسبة 58% منذ يوم واحد. يمكن أن يُعزى ذلك إلى التعليقات الأخيرة من جانب مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.

قالت رئيسة فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في كليفلاند، لوريتا ميستر، يوم الثلاثاء، إنها لا تزال تتوقع إجراء تخفيضات في معدلات الفائدة هذا العام ولكنها استبعدت اجتماع السياسة المقبل في مايو/أيار. أشارت رئيسة فرع البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في سان فرانسيسكو، ماري دالي، إلى أن ثلاثة تخفيضات في معدلات الفائدة هذا العام هي "حالة أساسية معقولة للغاية" رغم أنها قالت إنه لم يتم التعهد بأي شيء. من المرجح أن تكون خطابات مسؤولي البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed قد حفزت تراجعًا حادًا في عوائد سندات الخزانة الأمريكية في وقت متأخر من يوم الثلاثاء، مما دفع الدولار الأمريكي إلى إغلاق اليوم في المنطقة الحمراء.

يتحول الاهتمام الآن نحو بيانات التغير في التوظيف في القطاع الخاص ADP في الولايات المتحدة عالية التأثير وخطاب رئيس البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed جيروم باول من أجل الحصول على تلميحات جديدة بشأن توقعات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed. من الجدير بالملاحظة أيضًا مراقبة تقرير التضخم من منطقة اليورو، مؤشر مديري المشتريات PMI لقطاع الخدمات ISM ومجموعة من الخطابات من العديد من صانعي السياسة الآخرين في البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed. تستعد أسعار الذهب لجلسة متقلبة، في ضوء الأجندة الأمريكية الحافلة بالأحداث يوم الأربعاء.

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

لا يزال الاهتمام بالشراء حول أسعار الذهب بلا هوادة ولكن يبدو أن هناك شعور بالحذر يزحف إلى الأسواق، حيث لا يزال مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا ضمن مناطق تشبع شرائي مفرطة، حيث يتداول بالقرب من مستويات 82.00.

أي تراجع قد يجد دعمًا مبدئيًا الآن عند منطقة 2266 دولار، والتي تمثل أعلى المستويات السابقة على الإطلاق، والتي فيما دونها سوف يظهر الحاجز النفسي عند منطقة 2250 دولار في المشهد.

كسر هذه المنطقة الأخيرة يمكن أن يحفز انخفاضاً حاداً نحو حاجز منطقة 2200 دولار.

إذا قام مشتري الذهب بتمديد سيطرتهم، فسوف يظل حاجز منطقة 2300 دولار قريباً من المشهد. من المتوقع أن يظهر المستهدف التالي الملحوظ في الاتجاه الصاعد عند منطقة 2350 دولار.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب

 
لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.