توقعات أسعار الذهب: هل سوف يحتفظ مشتري زوج الذهب/الدولار XAU/USD بالسيطرة على خلفية صدور مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي؟

تجد أسعار الذهب دعماً مرة أخرى بالقرب من منطقة 2020 دولار، حيث تظل كل الأنظار على بيانات التضخم الأمريكية.
يتراجع الدولار الأمريكي بشكل أكبر على الرغم من الارتفاع الأخير في عوائد سندات الخزانة الأمريكية.
لا تزال أسعار الذهب بين المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا والمتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا، في انتظار اختراق النطاق السعري.

 

تحاول أسعار الذهب الارتداد خلال التداولات الآسيوية في وقت مبكر من يوم الخميس، بعد أن وجدت طلبًا جديدًا مرة أخرى بالقرب من منطقة 2020 دولار. يعيد مشتري الذهب اختبار حظهم، حيث تتجه الأنظار نحو بيانات تضخم مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي المقرر صدورها الساعة 13:30 بتوقيت جرينتش.

 

أسعار الذهب تستعد للتقلبات على خلفية تقرير مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي

 

يشهد المتداولون الآسيويون بعض التفاؤل الحذر، بعد الإغلاق الإيجابي في وول ستريت خلال التداولات المسائية. ومع ذلك، فإنهم يفضلون البقاء خارج السوق قبل صدور بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي الهامة للغاية، والتي من المرجح أن تؤثر بشكل كبير على تسعير السوق لتخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي هذا العام.

من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي بوتيرة سنوية قدرها 3.2% في ديسمبر / كانون الأول، بارتفاع طفيف عن الزيادة البالغة 3.1% في نوفمبر / تشرين الثاني. من المتوقع أن ينخفض التضخم في مؤشر أسعار المستهلك CPI الأساسي إلى 3.8% على أساس سنوي في الفترة المذكورة في مقابل 4.0% في نوفمبر / تشرين الثاني. في الوقت نفسه، من المتوقع أن يرتفع مؤشر أسعار المستهلك CPI الشهري بنسبة 0.2% في نفس الفترة في مقابل ارتفاع بنسبة 0.1% في نوفمبر / تشرين الثاني، بينما من المرجح أن يظل التضخم في مؤشر أسعار المستهلك CPI الأساسي مستقراً عند 0.3% على أساس شهري في ديسمبر / كانون الأول.

من المرجح أن يفوق تضخم أسعار المأوى الراسخ الانخفاض الأخير في أسعار النفط، مما يؤدي إلى زيادة الارتفاع في قراءة مؤشر أسعار المستهلك CPI الشهرية. قد تساعد أرقام أكثر قوة من المتوقع في مؤشر أسعار المستهلك CPI الشهري في التراجع عن تخفيضات معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في الربع الأول من عام 2024، مما يوفر دفعة جديدة للدولار الأمريكي على حساب أسعار الذهب الذي لا يقدم عوائد.

من ناحية أخرى، يمكن أن تمدد أسعار الذهب الارتداد إلى ما فوق منطقة 2050 دولار إذا جاءت بيانات التضخم أضعف من المتوقع ودعمت توقعات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed، فسوف يعزز ذلك خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس. تقوم الأسواق حاليًا بتسعير احتمالية بنسبة 66% بأن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بخفض معدلات الفائدة في مارس / آذار.

في الوقت نفسه، من المتوقع أن تترك حالة الحذر في الأسواق أسعار الذهب تتداول ضمن نطاق سعري مألوف، على الرغم من الضعف الأخير في الدولار الأمريكي.

يوم الأربعاء، تم الحد من المحاولات الصعودية في أسعار الذهب من قبل عوائد سندات الخزانة الأمريكية المرنة، حيث أدى ارتفاع شهية المخاطرة في الأسهم العالمية إلى تقليل التدفقات الداخلة إلى سندات الخزانة الأمريكية.

 

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

تظل التوقعات الفنية اللحظية لأسعار الذهب دون تغيير، حيث من المرجح أن يظل المعدن اللامع محصورًا بين المتوسط المتحرك البسيط 21 يومًا والمتوسط المتحرك البسيط 50 يومًا عند منطقة 2045 دولار ومنطقة 2016 دولار، على التوالي، في الفترة التي تسبق صدور مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي.

يداعب مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا خط المنتصف، مما يدعم مشتري الذهب إلى جانب التقاطع الصعودي بين المتوسطات المتحركة البسيطة 100 و 200 يوم الذي تم تأكيده يوم الجمعة الماضي.

إذا استمر الارتداد في حالة صدور قراءات ضعيفة للتضخم الأمريكي، فسوف تظهر المقاومة الفورية عند المتوسط ​​المتحرك البسيط 21 يومًا عند منطقة 2045 دولار. من المتوقع أن يظهر المستهدف التالي في الاتجاه الصاعد في أسعار الذهب عند أعلى مستويات يوم الجمعة عند منطقة 2054 دولار، والتي فيما فوقها سوف يتم فتح الأبواب مرة أخرى أمام اختبار حاجز منطقة 2100 دولار.

في حالة تسجيل مفاجأة صعودية في بيانات مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي، سوف يظهر الدعم الأولي عند منطقة الالتقاء 2015 دولار، حيث يتزامن المتوسط ​​المتحرك البسيط 50 يومًا مع أدنى مستويات يوم الاثنين. الإغلاق اليومي فيما دون هذه المنطقة الأخيرة أمر بالغ الأهمية من أجل استئناف الاتجاه الهابط نحو حاجز منطقة 2000 دولار.
 

الأسئلة الشائعة عن الذهب
 

لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.