توقعات أسعار الذهب: هل سوف تحفز قراءات قوية من بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية NFP تصحيحاً في زوج الذهب/الدولار XAU/USD؟

تتماسك أسعار الذهب على الارتفاع إلى أعلى المستويات الشهرية مع ترقب صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP في الولايات المتحدة يوم الجمعة.
يحاول الدولار الأمريكي وعوائد سندات الخزانة الأمريكية الارتداد وسط مزاج الرغبة في المخاطرة.
لا تزال أسعار الذهب تتبع نهج تداول "شراء الانخفاضات" بعد اختراق نموذج المثلث، حيث يظل مؤشر القوة النسبية RSI اليومي في حالة صعودية.

تأخذ أسعار الذهب استراحة في وقت مبكر من يوم الجمعة، بعد أن ارتفعت بنسبة 1٪ لتسجيل أعلى المستويات الشهرية الجديدة عند منطقة 2065 دولار يوم الخميس. الارتفاع الطفيف في الدولار الأمريكي USD، متتبعًا الارتداد في عوائد سندات الخزانة الأمريكية، يعمل بمثابة رياح معاكسة لأسعار الذهب قبل صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP المرتقبة بشدة في الولايات المتحدة.

بيانات الوظائف الأمريكية غير الزراعية NFP سوف تؤدي إلى زيادة تقلبات أسعار الذهب

يستعد متداولي الذهب لزيادة التقلبات على خلفية صدور بيانات سوق العمل الأمريكية الهامة، حيث من المتوقع أن تأتي قراءة الوظائف غير الزراعية NFP عند 180 ألف لشهر يناير/كانون الثاني، بينما من المتوقع أن يرتفع متوسط الأجور في الساعة بنسبة 4.1% سنوياً في نفس الفترة. من المرجح أن تؤكد قراءة أقوى من المتوقع من بيانات الوظائف غير الزراعية NFP جنبًا إلى جنب مع مفاجأة صعودية في بيانات تضخم الأجور معارضة البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي ضد التخفيضات المبكرة في معدلات الفائدة، مما سوف يقدم دفعة جديدة لعوائد سندات الخزانة الأمريكية بينما يقود الدولار الأمريكي للعودة للارتفاع نحو أعلى المستويات خلال عدة أسابيع في مقابل نظرائه الرئيسيين.

في مثل هذه الحالة، يمكن أن تشهد أسعار الذهب تصحيحًا من أعلى المستويات الشهرية. على العكس من ذلك، يمكن أن تستأنف أسعار الذهب الاتجاه الصاعد نحو حاجز منطقة 2100 دولار إذا جاءت بيانات التوظيف الأمريكية مخيبة للآمال وأحيت احتمالات خفض معدلات الفائدة من قبل البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في مارس/آذار. من المرجح أن يؤدي تجدد توقعات تيسير البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed إلى تعزيز المعنويات الهبوطية حول عوائد سندات الخزانة الأمريكية، وكذلك الدولار الأمريكي. ومع ذلك، من المتوقع أيضًا أن تلعب تدفقات نهاية الأسبوع دورًا محوريًا، حيث تقوم الأسواق بتعديل مراكز التداول في أعقاب حدث البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.

لا تزال أسعار الذهب في طريقها لتسجيل أفضل أسبوع خلال سبعة أسابيع، وخاصة بعد تسجيل ارتفاع قوي يوم الخميس. عكس الدولار الأمريكي مكاسبه وانخفض بشكل حاد بعد أن أظهرت وزارة العمل الأمريكية أن مطالبات البطالة الأولية ارتفعت بأكثر من المتوقع الأسبوع الماضي. ارتفاع الرغبة في المخاطرة في المؤشرات الأمريكية، بفضل نتائج شركات التكنولوجيا الرائعة، ألحق الضرر أيضًا بالطلب على الدولار الأمريكي كملاذ آمن، مما ساعد أسعار الذهب على استعادة الخسائر.

مع اقتراب موعد صدور بيانات الوظائف غير الزراعية NFP في الولايات المتحدة، تقوم الأسواق بتسعير احتمالية بنسبة 39% بأن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بخفض معدلات الفائدة في مارس/آذار بينما تبلغ احتمالية خفض معدلات الفائدة في مايو/أيار حوالي 85%.

التحليل الفني لأسعار الذهب: الرسم البياني اليومي

كما هو موضح على الرسم البياني اليومي، لا تزال أسعار الذهب في طريقها لتسجيل مزيد من الارتفاع بسبب اختراق نموذج مثلث ومؤشر القوة النسبية RSI الصعودي.

يستمر مؤشر القوة النسبية RSI بإعدادات 14 يومًا في الصمود بشكل راسخ فوق خط المنتصف، على الرغم من الانخفاض الأخير، مما يشير إلى أن أسعار الذهب لا تزال تمثل فرصة شراء جيدة عند التراجعات.

من المرجح أن يظل مشتري الذهب متفائلين طالما أنهم يدافعون عن منطقة الدعم الهامة 2030 - 2035 دولار، والتي تتوافق مع مقاومة نموذج المثلث التي تحولت إلى دعم والمتوسطات المتحركة البسيطة 21 يومًا و50 يومًا.

بالنسبة للاتجاه الصاعد، تظهر المقاومة القوية الفورية عند القمة الشهرية عند منطقة 2065 دولار. في حالة تسجيل مزيد من الارتفاع، يمكن أن يتحدى حاجز منطقة 2070 دولار الالتزامات الهبوطية، حيث يستهدف المتفائلون بالذهب حاجز منطقة 2100 دولار.

في الاتجاه المعاكس، في حالة كسر الدعم القوي المذكور أعلاه حول منطقة 2030 دولار، فقد يفتح ذلك الباب أمام حركة هابطة جديدة تستهدف دعم نموذج المثلث عند منطقة 2015 دولار.

يظهر الدعم التالي الملحوظ عند حاجز منطقة 2000 دولار، والتي سوف تعمل بمثابة خط الدفاع الأخير بالنسبة لمشتري الذهب.

 

الأسئلة الشائعة عن الذهب
 

لماذا يستثمر الناس في الذهب؟
 
لعب الذهب دورًا رئيسيًا في تاريخ البشرية، حيث تم استخدامه على نطاق واسع كمخزن للقيمة ووسيلة للمقايضة. في الوقت الحالي، وبصرف النظر عن بريقه واستخدامه في المجوهرات، يُنظر إلى المعدن النفيس على نطاق واسع على أنه أصل ملاذ آمن، مما يعني أنه يعتبر استثمارًا جيدًا خلال الأوقات المضطربة. يُنظر إلى الذهب أيضًا على نطاق واسع على أنه أداة تحوط ضد التضخم وضد انخفاض قيمة العملات لأنه لا يعتمد على أي مُصدر أو حكومة محددة.
 
من يشتري معظم الذهب؟
 
البنوك المركزية هي أكبر حائزي الذهب. في إطار هدفها لدعم عملاتها في الأوقات المضطربة، تميل البنوك المركزية إلى تنويع احتياطياتها وشراء الذهب من أجل تحسين القوة الملموسة للاقتصاد والعملة. يمكن أن تكون احتياطيات الذهب المرتفعة مصدر ثقة لملاءة الدولة. أضافت البنوك المركزية 1136 طنًا من الذهب بقيمة حوالي 70 مليار دولار إلى احتياطياتها في عام 2022، وفقًا لبيانات مجلس الذهب العالمي. هذه تمثل أعلى عمليات شراء سنوية منذ بدء السجلات. تعمل البنوك المركزية في الاقتصادات الناشئة مثل الصين والهند وتركيا على زيادة احتياطياتها من الذهب سريعاً.
 
كيف يرتبط الذهب بالأصول الأخرى؟
 
يرتبط الذهب بعلاقة عكسية مع الدولار الأمريكي وسندات الخزانة الأمريكية، وهما أصول احتياطية رئيسية وملاذ آمن. عندما تنخفض قيمة الدولار، يميل الذهب إلى الارتفاع، مما يُمكن المستثمرين والبنوك المركزية من تنويع أصولهم في الأوقات المضطربة. يرتبط الذهب أيضًا عكسيًا بالأصول ذات المخاطر. يميل الارتفاع في سوق الأسهم إلى إضعاف أسعار الذهب، في حين أن عمليات البيع في الأسواق الأكثر خطورة تميل إلى تفضيل المعدن النفيس.
 
على ماذا تعتمد أسعار الذهب؟
 
يمكن أن تتحرك الأسعار بسبب مجموعة واسعة من العوامل. يمكن أن يؤدي عدم الاستقرار الجيوسياسي أو المخاوف من الركود العميق سريعاً إلى ارتفاع أسعار الذهب  بسبب وضعه كملاذ آمن. باعتباره أصلًا أقل عائدًا، يميل الذهب إلى الارتفاع مع انخفاض معدلات الفائدة، في حين أن ارتفاع تكلفة المال عادةً ما يضغط هبوطياً على المعدن الأصفر. ومع ذلك، تعتمد معظم التحركات على كيفية تحرك الدولار الأمريكي USD، حيث يتم تسعير الأصل بالدولار (زوج الذهب/الدولار XAU/USD). يميل الدولار القوي إلى إبقاء أسعار الذهب تحت السيطرة، في حين أن الدولار الأضعف من المرجح أن يدفع أسعار الذهب نحو الارتفاع.