توقعات الذهب الأسبوعية: قوة الدعم 2300 دولار هي علامة مشجعة لثيران الذهب

• انخفض الذهب بشكل حاد يوم الاثنين لكنه استعاد جزءًا من خسائره في النصف الثاني من الأسبوع.
• لا يزال زوج الذهب/الدولار XAU/USD صعوديًا من الناحية الفنية على الرغم من إغلاق الأسبوع في المنطقة الحمراء.
• قد تؤثر إعلانات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي وبيانات الوظائف الأمريكية على تقييم الذهب الأسبوع المقبل.

بدأ سعر الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) الأسبوع تحت ضغط هبوطي شديد وسجل أكبر خسارة له في يوم واحد هذا العام يوم الاثنين. تمكن الزوج من تنظيم انتعاش في النصف الثاني من الأسبوع لكنه أغلق في المنطقة السلبية. قد تؤدي إعلانات السياسة النقدية لمجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) وبيانات سوق العمل لشهر أبريل/نيسان من الولايات المتحدة إلى دفع الحركة السعرية لزوج الذهب/الدولار XAU/USD الأسبوع المقبل.

تمكن الذهب من الصمود فوق 2300 دولار بعد الانخفاض الحاد يوم الاثنين

تحول الذهب هبوطًا في بداية الأسبوع مع تراجع التوترات الجيوسياسية بعد عطلة نهاية أسبوع هادئة نسبيًا من حيث الأخبار المتعلقة بالصراع الإيراني الإسرائيلي. بعد الاستفادة من تدفقات الملاذ الآمن وتسجيل مكاسب مثيرة للإعجاب خلال الأسابيع القليلة الماضية، حدث التصحيح المتأخر يوم الاثنين وانخفض الذهب مقابل الدولار الأمريكي XAU/USD بنسبة 2.7٪ على أساس يومي. استمر الزوج في التمدد هبوطيًا ولامس أضعف مستوى له في أكثر من أسبوعين بالقرب من 2290 دولار في وقت مبكر من تعاملات يوم الثلاثاء. ومع تعرض الدولار الأمريكي لضغوط بيع بعد صدور بيانات مؤشر مديري المشتريات الأمريكية المخيبة للآمال، تعافى الذهب فوق 2300 دولار وأغلق اليوم دون تغيير يذكر تقريبًا. 

انخفض مؤشر ستاندرد آند بورز جلوبال لمديري المشتريات المركب في الولايات المتحدة إلى 50.9 في التقديرات السريعة لشهر أبريل/نيسان من 52.1 في مارس/آذار. وأظهرت هذه القراءة فقدان زخم النمو في النشاط التجاري للقطاع الخاص. بالإضافة إلى ذلك، أشارت التفاصيل الأساسية للتقرير إلى تراجع تضخم المدخلات، مما زاد من الضغط على الدولار الأمريكي.  وعند تقييم نتائج استطلاعات مؤشر مديري المشتريات، قال كريس ويليامسون، كبير اقتصاديي الأعمال في ستاندرد آند بورز جلوبال لأبحاث السوق: "إن تدهور الطلب وتراجع سوق العمل غذيا انخفاض ضغوط الأسعار، حيث شهد شهر أبريل/نيسان انخفاضًا مرحبًا به في معدلات الزيادة في أسعار البيع لكل من السلع والخدمات".

يوم الأربعاء، حافظ الدولار الأمريكي على قوته أمام العملات الرئيسية بعد أن أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي أن طلبيات السلع المعمرة ارتفعت بنسبة 2.6٪ إلى 238.4 مليار دولار في مارس/آذار. في المقابل، كافح الذهب لاكتساب الزخم لتحقيق انتعاش.

أفاد مكتب التحليل الاقتصادي الأمريكي (BEA) يوم الخميس أن الناتج المحلي الإجمالي الأمريكي (GDP) توسع بمعدل سنوي قدره 1.6٪ (التقدير الأول) في الربع الأول. جاءت هذه القراءة بعد النمو بنسبة 3.4٪ المسجل في الربع الأخير من عام 2023 وخالفت توقعات السوق للتوسع البالغة نسبة 2.5٪ بهامش واسع. ونتيجة لذلك، استمر الدولار الأمريكي في الضعف، مما سمح لزوج الذهب/الدولار XAU/USD بإنهاء اليوم في المنطقة الإيجابية. ومع ذلك، ظل انتعاش الذهب محدودًا؛ إذ أظهر تقرير الناتج المحلي الإجمالي أيضًا أن مؤشر أسعار الناتج المحلي الإجمالي، المعروف أيضًا باسم معامل انكماش أسعار الناتج المحلي الإجمالي، ارتفع إلى 3.1٪ من 1.7٪، مما يسلط الضوء على تأثير أقوى للتضخم على نمو الناتج المحلي الإجمالي.

يوم الجمعة، أعلن مكتب الإحصاءات الاقتصادية الأمريكي (BEA) أن مؤشر أسعار نفقات الاستهلاك الشخصي الأساسي (PCE) ارتفع بنسبة 2.8٪ على أساس سنوي في مارس/آذار. تطابقت هذه القراءة مع زيادة فبراير/شباط وجاءت أعلى من توقعات السوق البالغة 2.6٪. حافظ الدولار الأمريكي على قوته وجعل من الصعب على زوج الذهب/الدولار XAU/USD استئناف انتعاشه في عطلة نهاية الأسبوع.

تركيز مستثمري الذهب يتحول إلى قرار الاحتياطي الفيدرالي والبيانات الأمريكية

سيعلن بنك الاحتياطي الفيدرالي عن قرارات السياسة النقدية يوم الأربعاء. تتوقع الأسواق أن يترك البنك المركزي الأمريكي سعر الفائدة دون تغيير عند 5.25٪ -5.5٪. وفقا لأداة مراقبة الاحتياطي الفيدرالي التابعة لمجموعة CME، فإن احتمال اختيار بنك الاحتياطي الفيدرالي للانتظار وتعليق السياسة مرة أخرى في يونيو/حزيران يقف عند حوالي 90٪. من غير المرجح أن يقدم بنك الاحتياطي الفيدرالي أي تلميحات جديدة حول توقيت التحول في موقف السياسة النقدية في بيانه.

ومع ذلك، في المؤتمر الصحفي الذي أعقب الاجتماع، من المرجح أن يسأل رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول عما إذا كان لا يزال هناك احتمال لخفض سعر الفائدة في يونيو/حزيران. في حالة عدم إغلاق باول الباب أمام خفض يونيو، فإن رد الفعل الأولي قد يؤدي إلى انخفاض حاد في عائدات سندات الخزانة الأمريكية ويوفر دفعة للذهب. بعد اجتماع السياسة في مارس/آذار، أشار باول إلى أن أرقام التضخم القوية لشهري يناير/كانون الثاني وفبراير/شباط قد تكون ناجمة عن عوامل موسمية. سيولي المشاركون في السوق اهتمامًا وثيقًا لتعليقات باول حول توقعات التضخم أيضًا. في حالة تبني باول لهجة مقلقة بشأن التطورات التضخمية الأخيرة، فقد يظل الدولار الأمريكي مرنًا مقابل منافسيه، مما يحد من الاتجاه الصعودي للذهب. وأخيرًا، إذا قلل باول من أهمية قراءة الناتج المحلي الإجمالي المخيبة للآمال للربع الأول، فقد يرى المستثمرون ذلك على أنه لهجة متشددة ويجعلون من الصعب على زوج الذهب/الدولار XAU/USD اكتساب الزخم.

يوم الجمعة، سيصدر مكتب إحصاءات العمل الأمريكي تقرير الوظائف لشهر أبريل/نيسان. قد يؤدي الانخفاض الكبير في نمو الوظائف غير الزراعية (NFP) - قراءة قريبة من 150 ألفًا - إلى عمليات بيع للدولار الأمريكي مع رد فعل فوري. حتى لو لم تؤثر هذه البيانات على توقعات خفض سعر الفائدة في يونيو/حزيران بطريقة كبيرة، فقد لا يزال من الممكن أن تؤثر بشكل كبير على الدولار الأمريكي إذا كان المستثمرون يميلون نحو التحول في موقف السياسة النقدية في سبتمبر/أيلول. تظهر أداة CME لمراقبة الاحتياطي الفيدرالي أن الأسواق تقوم بتسعير احتمالية تبلغ نسبة 40٪ تقريبًا لبقاء سعر الفائدة الفيدرالي دون تغيير في سبتمبر. من ناحية أخرى، فإن زيادة أقوى من المتوقع في الوظائف غير الزراعية، خاصة إذا كانت مصحوبة بقراءة تضخم قوي في الأجور، يمكن أن تغذي التوقعات بتقاعس بنك الاحتياطي الفيدرالي في سبتمبر، وتؤدي إلى انخفاض حاد في زوج الذهب/الدولار XAU/USD قبل عطلة نهاية الأسبوع.

لمزيد من الأحداث والإصدارات الاقتصادية للأسبوع المقبل، اطّلع على أجندة FXStreet

التوقعات الفنية للذهب

ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) على الرسم البياني اليومي إلى 60 بعد انخفاضه نحو 50 في وقت سابق من الأسبوع، مما يشير إلى أن التراجع الأخير كان تصحيحًا وليس بداية انعكاس في الاتجاه. بالإضافة إلى ذلك، ارتفع الذهب مرة أخرى فوق المتوسط المتحرك البسيط لمدة 20 يوما (SMA) بعد أن أغلق دون هذا المستوى يوم الأربعاء، مما يعكس تردد البائعين.

على الجانب الصعودي، يعمل المستوى 2360 دولار (مستوى ثابت) كمقاومة مؤقتة قبل 2400 دولار (مستوى ثابت، نقطة النهاية لأحدث اتجاه صعودي) و2430 دولار (أعلى مستوى على الإطلاق حققه في 12 أبريل/نيسان). على الجانب الآخر، يصطف المستوى 2300 دولار (تصحيح فيبوناتشي 23.6٪ لحركة الاتجاه الصعودي الأخيرة منذ منتصف فبراير/شباط) مع دعم قوي قبل 2280 دولار (مستوى ثابت) و2240 دولار (تصحيح فيبوناتشي 38.2٪).