وجد الدولار الأمريكي الدعم اليوم أمام العملات الرئيسية مع تخوف المُستثمرين من الإقبال أكثر على المُخاطرة بعد المُستويات السعرية القياسية التي بلغتها الأسهم الأمريكية ومؤشراتها، بينما جائت اليوم بيانات شركة بوينج عن الربع الرابع من العام الماضي لتزيد من الضغوط على أسواق الأسهم بإظهارها خسائر فصلية ب 8.3 مليار دولار.
في حين لايزال التخوف مُستمر من فيروس كورونا وتأثيره وإنتشاره وعدم توافر الجرعات الثانية من التطعيم على مُستوى العالم بشكل عام خاصةً بعدما أعلنت شركة باستور الفرنسية عن فشلها في مُلاحقة ركب اللقاحات وإنتاج لقاح فعال وإن كانت أبحاثها في هذا الشأن ستظل مُستمرة.
الدولار إستفاد من هذا الإتجاة المُسيطر على الأسواق نحو التسييل والتحوط من المُخاطرة ليصعد أمام كافة العملات الرئيسية بما فيها الين الذي عادةً ما يستفيد أيضاً من إنخفاض الإقبال على المُخاطرة نظراً لكونه عملة تمويل مُنخفضة التكلفة يُفضل بيعها للإقبال على المُخاطرة وشراؤها عن تجنُبها، الدولار تمكن من الصعود مُجدداً أمام الين فوق مُستوى ال 104 مع هذا المناخ الإيجابي للدولار.
كما عاود الإسترليني الهبوط دون ال 1.37 أمام الدولار بعدما كان الإسترليني مدعوماً ببيانات سوق العمل البريطاني التي أظهرت بالأمس إرتفاع عدد العاطلين عن العمل الطالبين للإعانة ب 7 ألاف في ديسمبر، بينما كان المُنتظر إرتفاع ب 35 ألف عاطل بعد إرتفاع في نوفمبر ب 64.3 ألف تم مُراجعته اليوم ليكون ب 38.1 ألف.
كما أظهر تقرير سوق العمل بوضوح إرتفاع الضغوط التضخمُية للإجور في المملكة المُتحدة بصعود متوسط الأجور بإضافة الأجور الإضافية عن الأشهر الثلاثة السابقة لنوفمبر ب 3.6% سنوياً، بينما كان المُنتظر إرتفاع ب 2.9% بعد إرتفاع في الأشهر الثلاثة السابقة لأكتوبر ب 2.7% سنوياً تم مُراجعته اليوم ليكون ب 2.8%، كما أظهر متوسط الأجور بعد إستثناء الأجور الإضافية في الأشهر الثلاثة السابقة لنوفمبر إرتفاع ب 3.6% سنوياً، بينما كانت تُشير التوقعات لإرتفاع ب 2.3% بعد إرتفاع ب 2.8% في الثلاثة أشهُر السابقة لأكتوبر.
البيانات عززت التوقعات بعدم قيام بنك إنجلترا بأي خفض جديد لسعر الفائدة قريباً، بعدما سبق و إزدادت هذه التوقعات بتأكيد رئيس بنك إنجلترا أندرو بايلي على عدم الإحتياج الحالي لإقرار أسعار فائدة سالبة لم يُجرى الإستعداد لها بعد بشكل الكامل، بينما لايزال الاقتصاد في عدم إحتياج لخفض جديد لأسعار الفائدة في الوقت الحالي، فرغم صعوبة الوضع الاقتصادي الحالي مع هذا الإغلاق الحالي الذي لم تُعرف بعد أثاره على الإقتصاد بشكل واضح إلا أنه يظل أفضل من الوضع خلال الربيع الماضي ما أدى لدعم الإسترليني ليبلُغ بالأمس 1.3758 أمام الدولار.
بينما كان موقف اليورو أضعف بكثير بعدما جاء اليوم عن كلاس نوت عضو المركزي الاووربي ورئيس بنك هولاندا تأكيده على ضرورة مُتابعة تقلُبات أسعار الصرف بإهتمام بالغ لتدارُك تبعاتها على التضخم والنمو و هو ما سبق و صرحت به كريستين لاجارد رئيسة المركزي الأوروبي بقولها إن ارتفاع سعر صرف اليورو يتسبب في ضغوط إنكماشية على الأسعار خلال مؤتمرها الصحفي المُعتاد بعد اجتماع أعضاء المركزي الأوروبي بشأن السياسات النقدية للبنك الذي إنتهى دون جديد ليظل مُحتفظاً بسعر الفائدة على الإيداع باليورو عند -0.5% وسعر الفائدة على إعادة التمويل عند الصفر.
كلاس نوت لم يتوقف عند إظهاره القلق من ارتفاع سعر صر اليويو بل أيضاً أشار على إحتمال قيام المركزي الأوروبي بخفض جديد لسعر الفائدة لتحفيز الاقتصاد ما وضع اليورو تحت ضغط أمام العملات الرئيسية ليهبط أمام الدولار القوي بتراجع الإقبال على المُخاطرة للتداول حالياً بالقرب من 1.2060.
بينما تترقب الأسواق اليوم موقف الفدرالي لمعرفة مدى إلتزامه بتحفيز الاقتصاد وتمويل الحكومة من خلال شراؤه لإذون الخزانتها والإحتفاظ بأسعار الفائدة عند مُستوياتها المُتدنية القياسية الحالية من أجل تخفيض تكلفة الإقتراض في أسواق المال بشكل عام وتكلفة إقتراض الحكومة بشكل خاص.
بعدما أكدت سيكرتيرة الخزانة الجديدة جانت يلن على "أنه في ظل التحفيز الغير عادي الذي قام به الفدرالي يتعين على الحكومة التدخل والتدخُل بقوة لدعم الاقتصاد دون تخوف من الأثر السلبي لهذا التدخل على المديونية الأمريكية، فالمردود الاقتصادي لهذة الخطط سيكون أثره أهم من ارتفاع المديونية الذي ستُسببه والمُمكن تداركه لاحقاً دون قلق".
جدير بالذكر أن الدين العام قد بلغ حالياً بعد عدة خطط تحفيزية تشمل خفض للضرائب ودعم للنفقات 27.8 ترليون، كما أصبحت تُمثل نسبة الدين العام لإجمالي الناتج القومي الأمريكي بنهاية الربع الثالث من العام الماضي 127.27% من 79.2% إختتمت به هذه النسبة العام الماضي قبل ظهور الأثار السلبية للفيروس وإدراج خطط حكومية توسعية لمُحاربة أثاره السلبية دفعت هذه النسبة لبلوغ 135.64% بنهاية الربع الثاني قبل أن تتراجع ل 127.27% كما ذكرنا بنهاية الربع الثالث.
كما هو جدير بالذكر هنا أيضاً ما قام به الفدرالي في هذا الشأن فلايزال يحتفظ بسعر الفائدة دون تغيير ما بين ال 0.25% والصفر منذ قيام اللجنة بخفض سعر الفائدة بشكل مُتسارع بواقع ب 0.5% في الثالث من مارس الماضي أتبعها في الخامس عشر من ذلك الشهر ب 1% ليصل ما بين الصفر وال 0.25% كما كان بنهاية أكتوبر 2015 قبل نهاية دورة صعوده بالوصول ل 2.25% في 26 سبتمبر 2018.
كما عاود اللجوء لسياسية الدعم الكمي بشكل لامحدود لتوفير السيولة بأقل تكلفة ممكنة لدعم الإقتصاد من خلال شراء إذون خزانة أمريكية وأصول مالية على أساس عقاري، كما قام أيضاً وبشكل غير مسبوق بعرض توفير السيولة المطلوبة من بنوك مركزية أخرى بضمان ما لديها من إذون خزانة لتجاوز الأزمة ومنع تفاقمها لتصل لأزمة سيولة.
كما أعلن الفدرالي في غير مُناسبة أنه سيظل منفتحاً على سياسات الدعم الكمي دون تحديد حد معين لشرائه من إذون الخزانة الأمريكية المُصدرة مع إستمرار إعادة شراء ما لديه من إذون خزانة عند إستحقاقها حتى تخطي الأزمة التي دفعت لجنة السوق للحديثُ مُؤخراً عن بحث في إمكانية الإحتياج لتوسعة خطة دعمها الكمي أو تمديد زمن إستحقاق ما حصلت عليه بالفعل من سندات من خلال عمل هذه الخطة لتقديم مزيد من الدعم والتحفيز للإقتصاد.
الأمر الذي أدى لإتساع الميزانية العامة للفدرالي ب 2.3 ترليون دولار خلال مارس وإبريل الماضيين قبل أن تتخطى مُستوى ال 7 ترليون دولار خلال شهر يونيو الماضي وتصل لأعلى مُستوياتها على الإطلاق ببلوغها 7.414 ترليون في الثامن عشر من يناير الجاري من أجل دعم الإقتصاد الأمريكي.
إلا أنه لم تصدُر عن الفدرالي بعد أي إشارة واضحة عما إذا كان سيلجئ لخفض سعر الفائدة لما دون الصفر كما هو الحال داخل منطقة اليورو أو انه قد يلجئ لإستهداف عائد مُعين للعوائد على إذون الخزانة كما هو الحال في اليابان من أجل الضغط على تكلفة الإقتراض بالتزامن مع عمل خطط الحكومة.
لا يقع على وليد صلاح الدين ولا على FX recommends أية مسؤولية عن أي خسارة أو ضرر قد ينتج بشكل مباشر أو غير مباشر عن أي نصيحة أو رأي أو معلومات أو تمثيل أو إغفال، سواء كان إهمالًا أو غير ذلك، بشأن الوارد في توصيات التداول.
آخر التحليلات
اختيارات المحررين
الفوركس اليوم: جميع الأنظار تتجه نحو إعلان السياسة النقدية من جانب بنك كندا BoC والبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
تظل الأسواق في حالة ترقب قبل الإعلان الهام عن السياسة النقدية من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي المقرر صدوره في وقت لاحق من جلسة أمريكا الشمالية يوم الأربعاء. يفضل المتداولون البقاء خارج السوق، حيث يمتنعون عن دخول أي رهانات اتجاهية قبل صدور قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.
صمود زوج يورو/دولار EUR/USD بشكل مستقر فيما دون منطقة 1.1650، وجميع الأنظار تتجه نحو قرار معدلات الفائدة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
يتم تداول زوج يورو/دولار EUR/USD بشكل عرضي مستقر بالقرب من منطقة 1.1625 خلال جلسة التداول الأوروبية المبكرة يوم الأربعاء. تتوقع الأسواق المالية أن يقوم البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بالخفض الثالث على التوالي في معدلات الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس. التكهنات المتزايدة بأن البنك المركزي الأوروبي ECB قد أنهى خفض معدلات الفائدة قد تدعم اليورو.
توقعات سعر الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يدافع عن مستويات تصحيح فيبوناتشي 61.8% الرئيسية قبل صدور قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
يرتفع الذهب فوق منطقة 4200 دولار مع استمرار توجه جميع الأنظار نحو توقعات السياسة النقدية للبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed وتصريحات باول. يتوقف ارتفاع الدولار الأمريكي جنبًا إلى جنب مع عوائد سندات الخزانة الأمريكية وسط حذر تقليدي قبل صدور قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.
من المتوقع أن يخفض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مع تزايد الخلافات بين المسؤولين
سيعلن مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) عن قراره بشأن سعر الفائدة يوم الأربعاء، مع توقعات واسعة في الأسواق بأن يقدم البنك المركزي الأمريكي خفضًا نهائيًا بمقدار 25 نقطة أساس لعام 2025.
الفوركس اليوم: جميع الأنظار تتجه نحو إعلان السياسة النقدية من جانب بنك كندا BoC والبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
تظل الأسواق في حالة ترقب قبل الإعلان الهام عن السياسة النقدية من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed الأمريكي المقرر صدوره في وقت لاحق من جلسة أمريكا الشمالية يوم الأربعاء. يفضل المتداولون البقاء خارج السوق، حيث يمتنعون عن دخول أي رهانات اتجاهية قبل صدور قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed.