توقعات يورو/دولار EUR/USD للنصف الثاني من 2016: أوروبا لن تكون كما كانت قبل خروج بريطانيا Brexit

هناك قبل وهناك بعد خروج بريطانيا Brexit وذلك ليس فقط بالنسبة للمملكة المتحدة. في بداية العام كانت الأسواق تركز على بنك الاحتياطي الفيدرالي ومرات رفع معدل الفائدة الأربعة المتوقعة خلال اجتماع ديسمبر 2015. بعد ذلك بستة أشهر ومع رفع واحد للمعدل، تغير سيناريو العالم، أولًا بسبب رفض الضغوط الانكماشية التراجع، وثانيًا بسبب قرار المملكة المتحدة مغادرة الاتحاد الأوروبي.

بدأت بنوك مركزية رئيسية في سياسات تيسيرية هائلة. ماريو دراجي رئيس البنك المركزي الأوروبي أعلن في مارس عن حزمة التدابير التيسيرية الأخيرة، مخفضًا المعدلات أكثر إلى المنطقة السلبية إلى -0.4% وزاد من الحجم الشهري لمشتريات السندات إلى 80 مليار يورو من 60 مليار يورو، والتي تتضمن إصدار بعض السندات للشركات غير المالية بالإضافة إلى رفع الحدود على السندات الصادرة من قبل المؤسسات الأوروبية وبنوك التنمية. لتيسير الأثر على البنوك، أضاف البنك المركزي الأوروبي قروضًا منخفضة التكلفة وقصيرة الأجل، وسيولة للمدى الأطول على معدلات الفائدة السلبية لزيادة الإنفاق الاستثماري. لكن تهديد الانكماش لازال سيفًا معلقًا على رقبة المنطقة. في فبراير، خفضت المفوضية الأوروبية توقعاتها للتضخم إلى 0.5% لهذا العام في مايو، لكنها خفضتها مجددًا إلى 0.2% لعام 2016.

بنك الاحتياطي الفيدرالي في الولايات المتحدة هو البنك المركزي الكبير الوحيد الذي لا يطبق التيسير، لكن كان عليه الامتناع عن رفع المعدلات، معلنًا في البداية عن أن المرات الأربع ستصبح مرتين، والآن يتنبى موقف انتظار، مع إشارة توقعات السوق لرفع ليس قبل النصف الثاني من العام 2017.

مع ذلك فقد بدأ النمو الاقتصادي العام بوتيرة أعلى. وفقًا لليوروستات - مكتب الإحصاء التابع للاتحاد الأوروبي - فإن نمو الناتج المحلي الإجمالي في الربع الأول كان 0.6% بعد تقليصه إلى 0.5% في التقدير السابق، دافعًا معدل النمو السنوي صعودًا من التقدير السابق عند 1.6% بأسرع وتيرة منذ الربع الأول من 2015. مع ذلك، من المتوقع أن تكون البيانات الأولية لنمو الاتحاد الأوروبي للربع الثاني عند قرابة 0.3%، أدنى 0.4% للربع الرابع من 2015، متضررًا بتصويت المملكة المتحدة على مغادرة الاتحاد الأوروبي. معظم المحللين قدروا أن يتم تقليص النمو في الاتحاد بـ 0.5 نقاط مئوية خلال 2017 و 2018.

لذا، مع عدم وجود نمو، والضغوط الانكماشية، وإطلاق البنك المركزي لدرعه الكامل بالفعل: ما الذي بإمكان الاتحاد الأوروبي فعله الآن؟ ليس كثيرًا في الواقع. غياب تكامل أعمق - أبعد من الاتفاقيات التجارية والعملة الموحدة - سيستمر في تعريض سلامة الاتحاد الأوروبي للخطر. ناهيك عن ذكر الاتحاد المالي الذي نوقش لسنوات بالفعل، وهو نقاش لازال في مراحله المبكرة. طالما أن البلدان الأقوى عليها دائمًا إنقاذ الأضعف، ستبقى مشاكل القدرة التنافسية الأساسية لكل بلد في مقدمة أي غياب للنجاح.

عند هذه النقطة، بدلًا من التساؤل عما إذا كان الاتحاد الأوروبي سيخرج من أزمته أم لا، فإإن العالم يسأل من سيقع تاليًا. تتقدم إيطاليا لوحة النتائج بأزماتها المصرفية، لكن اليونان - التي كانت صامتة مؤخرًا - لازالت قنبلة موقوتة.

في هذا السيناريو، ماذا سيحدث مع زوج يورو/دولار EUR/USD؟

كان زوج يورو/دولار EUR/USD يتداول على الأغلب بين 1.0800 و 1.1460، 600 نقطة فقط منذ بداية العام 2015. عام ونصف بدون ترند اتجاهي محدد. كانت هناك بعض الارتفاعات فوق القمة وانخفاضات أدنى القاع لهذا النطاق، لكنها انعكست سريعًا وأثبتت أنها غير مستدامة. يبدو أن ماريو دراجي ليس الوحيد الذي لا يعلم مع الذي ينبغي فعله مع العملة المشتركة.

القراءات الفنية للمدى الطويل تفضل الاتجاه الهبوطي، ووفقًا للرسم البياني الشهري الموضح أعلاه، فإن هناك مجال لاختبار القاع 1.0460 الذي أسسه في مارس 2015. كان الزوج يتقدم بعيدًا دون 100 و 200 SMA، فيما يتقدم 20 SMA الطريق هبوطيًا، محتويًا الارتفاعات ومحتفظًا بمنحدر هبوطي حاد. مع ذلك، على نفس الرسم البياني تعكس المؤشرات الفنية الغياب الحالي للترند، ولا تتجه إلى أي مكان حول خطوط الوسط.

على أساس أسبوعي فإن النطاق أكثر وضوحًا، لكن القوة الاحتمالية للزوج - مع الاقتراب من 100 SMA - قد جذبت رغبة البيع، مع مسارعة المؤشر انخفاضه خلال الأشهر الماضية. تفتقد مؤشرات الزخم والقوة النسبية لقوة الاتجاه، لكنها ضمن المنطقة السلبية، معززة حالة توسع هبوطي. العقبة الأولى نحو الاتجاه الهبوطي هي 1.0910 - قاع ما بعد خروج بريطانيا Brexit - تليها المنطقة 1.0800/40. سيحتاج السوق إلى محفز هائل لدفع الزوج أدنى هذه الأخيرة، لكن إذا فعل فإن المستوى المذكور 1.0460 هدف هبوطي محتمل للنصف الثاني من 2016. لازال من غير الواضح ما إذا يمكن للزوج الوصول للتكافؤ أم لا بدون تحريك المعدلات من قبل الاحتياطي الفيدرالي.

في حالة حدوث انتعاش، 100 SMA على الرسم البياني الأسبوعي عند 1.1330 - وهو أيضًا مستوى مقاومة ثابتة هامة للغاية؛ إذ أن للزوج عدة قمم وقيعان يومية حوله من هذا العام - هو الهدف الفوري والمستوى الذي ينبغي تجاوزه لرؤية المزيد من المكاسب، صعودًا للمنطقة الرئيسية 1.1460. يبدو من غير المحتمل أن يصل الزوج أبعد من هذه الأخيرة هذا العام إلا إذا غير الاحتياطي الفيدرالي مساره وخفض معدلات الفائدة، فاتحًا المجال بعد ذلك لتقدم صعودي إلى 1.1850. مع ذلك، إذا استمر النمو والتضخم في فتورهما في أوروبا، فإن السيناريو الأرجح سيكون فيه الزوج غير قادر على الارتفاع بثبات وراء المنطقة الحرجة 1.1460، وخاصة على اعتبار أن وتيرة النمو الأمريكي كانت تتحسن بقوة لأكثر من عام بالفعل، ولا توجد إشارات على الأمور ستتحول للأسوأ.