نظرة عامة على البنك المركزي الأوروبي: أسعار الفائدة دون تغيير مع توقع الأسواق أول خفض في يونيو/حزيران

• من المرجح أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير مرة أخرى.
• يمكن لرئيسة البنك المركزي الأوروبي كريستين لاجارد تغيير لهجتها الحذرة والتلميح إلى خفض سعر الفائدة القادم.  
• كان مؤشر أسعار المستهلكين الأمريكي أقوى مما كان متوقعًا في مارس/آذار، مما أدى إلى حالة عزوف عن المخاطرة.
• تكتسب الحالة الهبوطية لزوج يورو/دولار EUR/USD زخمًا حيث يقف الزوج دون المستوى 1.0800.

سيعلن البنك المركزي الأوروبي (ECB) عن قراره بشأن السياسة النقدية يوم الخميس. لا يتوقع المشاركون في السوق أي تغييرات في السياسة الحالية، لكن صناع السياسة يواصلون تمهيد الطريق نحو خفض أسعار الفائدة في يونيو/حزيران. شدد البنك المركزي الأوروبي أسعار الفائدة لمكافحة التضخم المرتفع في أعقاب الوباء، حيث رفع معدل الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية إلى 4.50٪ ومعدل الفائدة على تسهيلات الودائع إلى 4٪ من المستويات السلبية في أكثر من عام بقليل. 

بالإضافة إلى أسعار الفائدة، يستخدم البنك المركزي الأوروبي أدوات أخرى: برنامج مشتريات الأصول (APP) وبرنامج مشتريات الطوارئ الوبائية (PEPP). الأول يتم تخفيضه بشكل منهجي ومتوقع مع توقف نظام اليورو عن إعادة الاستثمار من الأوراق المالية المستحقة. فيما يتعلق ببرنامج مشتريات الطوارئ الوبائية، خطط البنك المركزي لخفض المحفظة بمعدل 7.5 مليار يورو شهريًا بدءًا من النصف الأخير من عام 2024 ووقف إعادة الاستثمار بموجب برنامج مشتريات الطوارئ الوبائية بحلول نهاية عام 2024. من غير المتوقع حدوث تغييرات هناك أيضًا في اجتماع أبريل/نيسان. 

قرار البنك المركزي الأوروبي بشأن سعر الفائدة: ما الذي يجب معرفته في الأسواق يوم الخميس

أبقت البنوك المركزية الكبرى أسعار الفائدة ثابتة في الربع الأول من عام 2024، مدعية أنها ستحتاج إلى مزيد من البيانات قبل العودة إلى سياساتها النقدية التقييدية الحالية. وبشكل عام، يتقارب صناع السياسات في أسعار الفائدة بعد أن وصلت إلى ذروة الدورة. 

توقع مجلس الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) ثلاثة تخفيضات في أسعار الفائدة في عام 2024 في ملخص التوقعات الاقتصادية لشهر ديسمبر/كانون الأول (SEP)، وكررها في وثيقة مارس/آذار. ومع ذلك، فإن التعليقات الأخيرة من رئيس مجلس الإدارة جيروم باول هدأت التوقعات، حيث قال إن صناع السياسات ليسوا في عجلة من أمرهم لخفض أسعار الفائدة. 

في هذه المرحلة ، من المرجح أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وهو أمر ملحوظ للغاية ويمكن أن يضغط على زوج يورو/دولار EUR/USD. 

قدمت أحدث استطلاعات بنك هامبورغ التجاري (HCOB)وستاندرد آند بورز جلوبال مفاجأة إيجابية في منطقة اليورو حيث  أظهرت مؤشرات مديري المشتريات المركبة لشهر مارس/آذار توسع النشاط التجاري لأول مرة منذ أكثر من عام. 

في اجتماع مارس، توقع البنك المركزي الأوروبي أن ينخفض التضخم العام من 5.4٪ في عام 2023 إلى 2.3٪ في عام 2024 ثم إلى 2.0٪ في عام 2025، ليصل إلى 1.9٪ في عام 2026. وفي الوقت نفسه، يتوقع صناع السياسات أن يرتفع الناتج المحلي الإجمالي الحقيقي بنسبة 0.6٪ في عام 2024، وبنسبة 1.5٪ في عام 2025، وبنسبة 1.6٪ في عام 2026.

نشرت الولايات المتحدة مؤشر أسعار المستهلك لشهر مارس (CPI) يوم الأربعاء، والذي كان أعلى من المتوقع، مما دفع الأسواق المالية إلى دوامة عزوف عن المخاطرة. ارتفع الدولار الأمريكي، في حين انهارت الأسهم، حيث أعطت الأرقام بنك الاحتياطي الفيدرالي متسعًا من الوقت قبل خفض أسعار الفائدة. 

يتجه زوج يورو/دولار EUR/USD إلى إعلان البنك المركزي الأوروبي مكتسبًا زخمًا هبوطيًا ويتداول دون الحاجز السعري 1.0800.

ما الذي يمكن توقعه من اجتماع البنك المركزي الأوروبي وكيف يمكن أن يؤثر على زوج يورو/دولار EUR/USD؟

من المتوقع أن يبقي البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة الرئيسية الثلاثة دون تغيير. في مارس/آذار، أعلن البنك المركزي أن "سعر الفائدة على عمليات إعادة التمويل الرئيسية وأسعار الفائدة على تسهيلات الإقراض الهامشي وتسهيلات الودائع ستبقى دون تغيير عند 4.50٪ و 4.75٪ و 4.00٪ على التوالي". كما أكد البيان أن صناع السياسة المحليين يهدفون إلى إبقاء أسعار الفائدة عند المستويات الحالية طالما كان ذلك ضروريًا وأن القرارات سوف تُتّخذ بناءً على البيانات. 

قطع صناع السياسات الأوروبيون شوطًا طويلاً منذ اجتماعهم في ديسمبر/كانون الأول، عندما كانت جهود الرئيسة كريستين لاجارد تقاوم توقعات خفض أسعار الفائدة. ومع ذلك، في هذه الأشهر الثلاثة الماضية، بدا العديد من صناع السياسة أكثر تفاؤلاً بشأن خفض أسعار الفائدة في أقرب وقت في يونيو/حزيران. يبدو البنك المركزي الأوروبي أكثر اقتناعًا من بنك الاحتياطي الفيدرالي بالحاجة إلى العودة إلى السياسة النقدية الحالية.

علاوة على ذلك، عززت بيانات الاقتصاد الكلي توقعات السوق لخفض سعر الفائدة، حيث تقوم أسواق المال حاليًا بتسعير خفض الفائدة في شهر يونيو، وتراهن على 90 نقطة أساس من التخفيضات بحلول ديسمبر/كانون الأول وما مجموعه 150 نقطة أساس بحلول سبتمبر/أيلول 2025.

تباطأ التضخم في منطقة اليورو إلى 2.4٪ في مارس، وفقًا للبيانات الأولية من يوروستات، أفضل من المتوقع. كما انخفض معدل التضخم الأساسي، الذي يستثني أسعار الطاقة والغذاء والكحول والتبغ، إلى 2.9٪ من 3.1٪ في فبراير/شباط، مما زاد من احتمالات خفض سعر الفائدة القادم. 

إذا أبقى البنك المركزي الأوروبي على أسعار الفائدة دون تغيير كما هو متوقع، فسيكون التركيز على المؤتمر الصحفي للرئيسة كريستين لاجارد بعد الإعلان. كانت لاجارد حذرة في تصريحاتها، مؤكدة على الحاجة إلى الحفاظ على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول مع خطر استئناف ضغوط الأسعار للتقدم وأن صناع السياسة يعتمدون على البيانات. ولكن إذا كان المسؤولون يفكرون بالفعل في خفض سعر الفائدة في يونيو/حزيران، فسيحتاجون إلى تمهيد الطريق لذلك في هذا الاجتماع. 

يمكن أن يرتفع اليورو كرد فعل أولي على الأخبار، على الرغم من أن خفض أسعار الفائدة يميل إلى إضعاف العملة. إذا قام البنك المركزي الأوروبي بتخفيض أسعار الفائدة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، فيجب أن يتحول زوج يورو/دولار EUR/USD إلى الاتجاه الهبوطي. قد يكون من السابق لأوانه التفكير في ذلك، ولكن بالتأكيد، إذا كانت لاجارد أكثر وضوحًا بشأن التخفيضات القادمة، فسوف يتفاعل السوق وفقًا لذلك. 

انخفض زوج يورو/دولار EUR/USD في أعقاب صدور أرقام التضخم الأمريكية الأقوى من المتوقع ولديه مجال لمواصلة انخفاضه. تشير فاليريا بدناريك، كبيرة محللي FXStreet، إلى أن "الأسواق تدور حول البنوك المركزية هذه الأيام والاختلالات المتزايدة بين بنك الاحتياطي الفيدرالي والبنك المركزي الأوروبي. الأول ليس لديه الكثير مما يدعو للقلق، حيث يمكن أن يكون التضخم أعلى من هدف البنك المركزي، لكنه بعيد عن أن يكون دراميًا، بينما في الوقت نفسه يستمر الاقتصاد في النمو بوتيرة صحية. ومع ذلك، لا يزال البنك المركزي الأوروبي يكافح من أجل رؤية النمو الاقتصادي، في حين أن التضخم أقرب إلى هدفه البالغ حوالي 2٪. هناك احتمالات متزايدة أن يقوم البنك المركزي الأوروبي بخفض أسعار الفائدة قبل بنك الاحتياطي الفيدرالي، وفي هذه الحالة، يبدأ زوج يورو/دولار EUR/USD الآن في اتجاه هبوطي".

وأضافت بدناريك: "من منظور فني، يدعم الرسم البياني اليومي انخفاضات إضافية، بالنظر إلى أن المؤشرات الفنية تراجعت عن خطوط الوسط واكتسبت زخمًا هبوطيًا. تتجه المؤشرات بقوة جنوبا ضمن المستويات السلبية، مما يعكس زيادة رغبة البيع. في الوقت نفسه، يتطور زوج يورو/دولار EUR/USD إلى ما دون جميع متوسطاته المتحركة، مع تسارع المتوسط المتحرك البسيط 20 (SMA) جنوبًا بين المتوسطات الأطول، وتلك أيضًا علامة على تولي البائعين زمام الأمور. يأتي الدعم عند 1.0720 و1.0685، بينما دون المستوى الأخير قد يختبر زوج يورو/دولار EUR/USD الحاجز السعري 1.0600. يصطف البائعون على المدى القريب الآن حول الحاجز 1.0800، بينما يأتي مستوى المقاومة الأكثر ثباتًا عند 1.0870 ".