التضخم في السعودية يسجل أعلى وتيرة له منذ يوليو 2023
سجلت معدلات التضخم السنوي في المملكة العربية السعودية ارتفاعًا ملحوظًا خلال شهر مارس 2025، لتصل إلى 2.3% مقارنة بالشهر نفسه من العام الماضي، وفقًا لما أعلنته الهيئة العامة للإحصاء اليوم الثلاثاء. ويُعد هذا الارتفاع هو الأعلى منذ يوليو 2023، أي منذ نحو 21 شهرًا، ما يعكس ضغوطًا متزايدة على الأسعار في عدد من القطاعات الحيوية. ويأتي هذا الارتفاع في وقت تشهد فيه المملكة تحولات اقتصادية وتنموية متسارعة ضمن رؤية السعودية 2030، مما يجعل من مراقبة مؤشرات الأسعار أمرًا بالغ الأهمية لصنّاع القرار والمستثمرين على حد سواء.
القطاعات المؤثرة: الإسكان يقود التضخم
أظهرت البيانات أن السبب الرئيسي وراء تسارع التضخم السنوي هو الارتفاع الكبير في أسعار السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود، والذي بلغ 6.9% في مارس 2025 مقارنة بالعام السابق. ويُعزى هذا الارتفاع بشكل رئيسي إلى زيادة أسعار الإيجارات المدفوعة للسكن بنسبة 8.2%، مدفوعة بدورها بارتفاع أسعار إيجارات الشقق بنسبة كبيرة وصلت إلى 11.9%. وتجدر الإشارة إلى أن قسم الإسكان يمثل نحو 25.5% من وزن سلة المستهلك، ما يجعل تأثيره على المؤشر العام للتضخم بالغ الأهمية، ويُسهم بشكل واضح في استمرار الارتفاع السنوي لمؤشر الأسعار.
ارتفاع أسعار الأغذية والخدمات الشخصية يضيف ضغوطًا إضافية
لم يقتصر التضخم على قطاع الإسكان فقط، بل شمل أيضًا قطاعات حيوية تمس حياة المواطنين اليومية، أبرزها: قطاع الأغذية والمشروبات: سجل ارتفاعًا بنسبة 2% على أساس سنوي، مدفوعًا بزيادة أسعار اللحوم والدواجن بنسبة 3.8%. قطاع السلع والخدمات الشخصية المتنوعة: ارتفع بنسبة 3.9%، متأثرًا بزيادة أسعار المجوهرات والساعات والتحف الثمينة بنسبة لافتة بلغت 26.2%. قطاع المطاعم والفنادق: شهد زيادة بنسبة 1.3%، نتيجة ارتفاع أسعار خدمات الفنادق والشقق المفروشة بنسبة 3.3%. قطاع التعليم: ارتفع بنسبة 1.1%، متأثرًا بزيادة رسوم التعليم العالي بنسبة 4.3%.
تراجع أسعار النقل يخفف من حدة التضخم
في المقابل، شهد قطاع النقل انخفاضًا بنسبة 0.8% على أساس سنوي، ما ساهم في تقليص جزء من تأثيرات الارتفاعات في القطاعات الأخرى، إلا أن هذا التراجع لم يكن كافيًا لتعويض الزيادات المسجلة في قطاعات السكن والغذاء والخدمات.
التضخم الشهري يسجل ارتفاعًا طفيفًا في مارس 2025
وعلى أساس شهري، أي مقارنة بين شهري فبراير ومارس 2025، ارتفع مؤشر أسعار المستهلك بنسبة طفيفة بلغت 0.3%، مما يعكس استمرار الضغوط التضخمية ولكن بوتيرة معتدلة. وسجّل قسم السكن والمياه والكهرباء والغاز والوقود ارتفاعًا بنسبة 0.5%، نتيجة زيادة أسعار الإيجارات الفعلية للمساكن بنسبة 0.6% خلال الشهر.
دلالات اقتصادية وتحليل للمرحلة القادمة
يشير هذا الارتفاع في التضخم إلى عدد من التحديات الاقتصادية المحتملة، أبرزها: الحاجة إلى مراقبة أسعار الإيجارات والسيطرة على زياداتها، لما لها من أثر مباشر على تكاليف المعيشة. ضرورة التوازن بين السياسات المالية والتوسعية وبين مستويات الأسعار لضمان استقرار اقتصادي مستدام. متابعة تأثير التضخم على الفئات محدودة ومتوسطة الدخل، ومدى الحاجة إلى برامج دعم موجهة لتخفيف العبء عنهم. كما أن هذه المؤشرات قد تُؤخذ بعين الاعتبار من قبل مؤسسة النقد (ساما) عند رسم السياسات النقدية، بما في ذلك قرارات الفائدة، لمواءمة استقرار الأسعار مع النمو الاقتصادي.
إخلاء المسؤولية: تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. إن الأسواق والأدوات المذكورة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا يجب أن تظهر بأي شكل من الأشكال كتوصية لشراء أو بيع هذه الأوراق المالية. يجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات الاستثمار. لا تضمن FXStreet بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المعلومات خالية من الأخطاء أو والمغالطات أو الأخطاء المادية. كما لا يضمن أن هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. الاستثمار في الفوركس ينطوي على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك فقدان كل أو جزء من الاستثمار الخاص بك ، فضلا عن التوترات. تقع على عاتقك جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار، بما في ذلك الخسارة الإجمالية لرأس المال.
آخر الأخبار
اختيارات المحررين

توقعات الذهب الأسبوعية: استمرار الارتفاع القياسي وسط توترات التجارة بين الولايات المتحدة والصين
واصل الذهب ارتفاعه القياسي، مسجلاً قمماً تاريخية جديدة فوق 4370 دولار. شهد الذهب تصحيحًا حادًا قبل عطلة نهاية الأسبوع. ستكون أخبار الولايات المتحدة والصين وبيانات التضخم الأمريكية تحت مراقبة دقيقة من قبل المستثمرين.

توقعات البيتكوين الأسبوعية: تنخفض دون 105,000 دولار مع تأثير الضغوط الاقتصادية على المعنويات
انخفض سعر البيتكوين ينخفض إلى ما دون 105,000 دولار بعد تراجعه بنحو 9% حتى الآن هذا الأسبوع. تؤثر التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين والإغلاق الحكومي الأمريكي المستمر على معنويات المستثمرين. تشير التقارير إلى أن الأسابيع القادمة قد تقدم نافذة تراكمية مواتية مع بدء ديناميكيات التمويل وأسواق العقود الآجلة الدائمة في العودة إلى طبيعتها.

توقعات الأسبوع القادم: مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي، والتجارة بين أمريكا والصين، ومؤشرات مديري المشتريات أبرزها
على الرغم من الانتعاش الجيد الذي شهده يوم الجمعة، أنهى الدولار الأمريكي (USD) الأسبوع في وضع التراجع، ممددًا الرفض من القمم التي سجلها في الأسابيع السابقة. نتج التحرك الهبوطي في الدولار الأمريكي بشكل أساسي من تجدد النشاط التجاري بين الولايات المتحدة والصين، والقلق بشأن تأثير الإغلاق الحكومي المستمر على الاقتصاد الأمريكي، ووجهات النظر المستمرة حول سياسة نقدية أكثر تيسيرًا من الاحتياطي الفيدرالي في الأشهر المقبلة.

إليك ما تحتاج لمعرفته يوم الجمعة، 17 أكتوبر:
يستمر ارتفاع الذهب المثير للإعجاب دون انقطاع، حيث ارتفع المعدن الثمين إلى قمة قياسية جديدة تتجاوز 4300 دولار. في غضون ذلك، يواصل الدولار الأمريكي ضعفه أمام نظرائه بسبب عدم اليقين المحيط بالعلاقات الأمريكية الصينية وتعطيل الحكومة المستمر.

البيتكوين والإيثيريوم والريبل تكافح مع تزايد ضغوط البيع
يواجه البيتكوين صعوبة في استعادة الزخم الصعودي، حيث يتداول حول 107800 دولار يوم الاثنين بعد انخفاض بنسبة 5.49% الأسبوع الماضي. ينزلق الإيثيريوم دون المستوى الرئيسي 4000 دولار، مما يشير إلى مخاطر هبوطية إضافية، بينما يتداول الريبل أيضًا تحت الضغط مع استمرار ضعف الزخم.