توقعات سعر البيتكوين السنوية: البيتكوين تحتفظ بالهيكل الفني الصعودي طويل الأجل مع اقترابنا من 2026

• أدت الارتفاعات الحادة والتصحيحات العميقة في البيتكوين إلى أداء ثابت إلى سلبي قليلاً في عام 2025 مع اقتراب نهاية العام.
• ارتفع التبني المؤسسي مع الإشارات التي قدمتها التطورات التنظيمية والسياسية حول نضوج السوق المتزايد.
• على الرغم من انخفاض بنسبة تقارب 30% من القمة التاريخية، تواصل المؤشرات الفنية وتوقعات الخبراء الإشارة إلى إمكانية الارتفاع في عام 2026.

تختتم البيتكوين (BTC) عام 2025 كواحد من أكثر أعوامه حيوية، حيث يتميز بمشاركة مؤسسية غير مسبوقة، وتطورات تنظيمية رئيسية، وتقلبات سعرية شديدة. بينما ارتفعت أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية إلى أعلى مستوى جديد على الإطلاق، حافظت الظروف الاقتصادية الكلية المتغيرة والشكوك الجيوسياسية المتزايدة على حركة الأسعار غير المتسقة على المدى القصير، مع الحفاظ على نظرة إيجابية على المدى الطويل. ومع ذلك، تواصل توقعات خبراء العملات المشفرة البارزين الإشارة إلى إمكانية الارتفاع في عام 2026.

البيتكوين في عام 2025: تحولات تنظيمية مواتية، وتبني مؤسسي، وتقلبات قياسية

رحلة مثيرة من القمم القياسية والتصحيحات الحادة

ارتفعت البيتكوين إلى قمة تاريخية جديدة عند 126199 دولار في 6 أكتوبر/تشرين الأول، مما رفع قيمتها السوقية فوق 2.47 تريليون دولار وجعلها سابع أكبر أصل في العالم، متجاوزة عمالقة التكنولوجيا مثل أمازون (AMZN) وميتا بلاتفورمز (META). 

ومع ذلك، تلا هذا الارتفاع تصحيح حاد، حيث تم تداول البيتكوين في محيط منطقة 85000 دولار في منتصف ديسمبر/كانون الأول. على الرغم من أن عام 2025 انتهى بشكل عام على نحو ثابت، إلا أنها كانت فترة متقلبة تميزت بتحقيق قمم قياسية، وانخفاضات عميقة، وتقلبات مرتفعة.

موقف ترامب المؤيد للعملات المشفرة

اعتُبر انتصار دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأمريكية في نوفمبر/تشرين الثاني 2024 علامة إيجابية لأسواق البيتكوين والعملات المشفرة. خلال حملته الانتخابية، اعتمد ترامب موقفًا مؤيدًا للعملات المشفرة ووعد بإعداد المسرح لتحول دراماتيكي في سياسة العملات المشفرة الأمريكية، على عكس الحملة القمعية التي قامت بها إدارة بايدن ضد الصناعة، والتي شملت أكثر من 100 إجراء تنفيذي من قبل لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية (SEC) ضد شركات العملات المشفرة. 

بدأت التطورات الإيجابية في العملات المشفرة مع إعلان رئيس لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية غاري جينسلر في 21 نوفمبر/تشرين الثاني 2024 أنه سيستقيل من رئاسة الوكالة، اعتبارًا من 20 يناير/كانون الثاني، يوم تنصيب ترامب. كان لهذا الخبر تأثير إيجابي على أسواق العملات المشفرة، حيث كان جينسلر قد اتخذ سابقًا موقفًا غير مواتٍ بشأن سياسات الأصول الرقمية.

يوضح الرسم البياني أدناه من كريبتو كوانت (CryptoQuant) أن نسبة النمو الشهرية لحيازات البيتكوين بين المستثمرين الكبار تسارعت من -0.25% في 14 يناير/كانون الثاني إلى +2% في 17 يناير، مما يمثل أعلى معدل شهري منذ منتصف ديسمبر/كانون الأول 2024. دفع هذا الارتفاع في الطلب سعر البيتكوين إلى قمة قياسية جديدة عند 109588 دولار في يوم تنصيب ترامب، 20 يناير. ومع ذلك، تراجعت إلى 100 ألف دولار بعد فترة وجيزة من أدائه اليمين.

في نفس الوقت، أعلن الرئيس الأمريكي دونالد ترامب على منصة تروث سوشيال Truth Social أنه عفا بلا شروط عن روس أولبريخت، مؤسس سوق الدارك الويب - سيلك رود (Silk Road).

اعتقلت السلطات الفيدرالية الأمريكية أولبريخت في عام 2013، وحُكم عليه بالسجن مدى الحياة لإنشائه وتشغيله موقعًا (سيلك رود) سمح للمستخدمين بشراء وبيع المخدرات غير القانونية، من بين منتجات وخدمات غير مشروعة أخرى. أعطى هذا الخبر ثقة لمجتمع العملات المشفرة، حيث وفى ترامب بوعده للصناعة.

من وعود الحملة إلى مصالح ترامب الشخصية في الأصول الرقمية

بعيدًا عن الموقف الإيجابي تجاه العملات المشفرة، عززت زيادة تعرض دونالد ترامب الشخصي للأصول الرقمية الثقة في سوق العملات المشفرة. أطلقت عائلة ترامب مشروع وورلد ليبرتي فاينانشال "World Liberty Financial" (WLFI)، وهو مشروع تمويل لامركزي (DeFi) مبني على بلوكتشين الإيثريوم ومدعوم من قبل أبنائه (دونالد جونيور، إريك، وبارون) في سبتمبر/أيلول 2024.

نظر المشاركون في السوق إلى هذا التوافق بين المصالح المالية الشخصية والنفوذ السياسي كرياح مواتية قوية لتبني العملات المشفرة وكتوقعات لسياسات وتنظيمات مواتية لصناعة الأصول الرقمية. 

حتى الآن في عام 2025، تم شراء رموز وورلد ليبرتي فاينانشال (WLFI) من قبل العديد من الأفراد والشركات المعروفة في مجال العملات المشفرة، بما في ذلك جاستن صن، مؤسس ترون؛ مؤسسة Aqua 1 (شركة رأس المال الاستثماري التي تتخذ من الإمارات العربية المتحدة مقرًا لها)، وشركة ALT5 Sigma، والعديد من الآخرين.

تشير بيانات أركام انتيلجنس (Arkham Intelligence) أدناه إلى أن وورلد ليبرتي فاينانشال (WLFI) تمتلك حاليًا 6.93 مليار دولار من الرموز، والتي تشمل الإيثريوم (ETH)، وعملة Aave (AAVE)، وعملة تشين لينك Chainlink (LINK)، وغيرها. أطلق مشروع التمويل اللامركزي (DeFi) أيضًا عملته المستقرة الخاصة، USD1، المدعومة بالدولار الأمريكي (USD) بنسبة 1:1. بخلاف هذه التطورات، يستمر اهتمام ترامب بالأصول الرقمية في النمو حيث قدمت شركته "مجموعة ترامب للإعلام والتكنولوجيا" (Trump Media and Technology Group (DJT)) طلبًا لصندوق تداول البيتكوين (ETF) لدى لجنة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية، والذي لا يزال قيد المراجعة.

حرب التجارة والتعريفات الجمركية

مع تولي ترامب السيطرة على المكتب البيضاوي، أدت سياساته التعريفية، التي غالبًا ما تُسمى "حرب التجارة" مع دول مثل الصين وكندا والمكسيك وغيرها، إلى خلق مزاج عزوف عن المخاطرة للأصول الأكثر خطورة، بما في ذلك البيتكوين والسوق الأوسع للعملات المشفرة، على الرغم من موقفه المؤيد للعملات المشفرة بشأن التنظيم.

في أوائل فبراير/شباط، عندما تم الإعلان عن أول التعريفات الجمركية (أي 25% على كندا والمكسيك، و10% إضافية على الصين)، أدى رد فعل السوق إلى انخفاضات وهوى سعر بيتكوين (BTC) لفترة وجيزة دون 100 ألف دولار وسط حالة عزوف عن المخاطرة في الأسواق. تصاعدت هذه التطورات التجارية عندما أعلن الرئيس ترامب عن "يوم التحرير" في أبريل/نيسان، حين فرض تعريفات متبادلة على 180 دولة.

أدى ذلك إلى شعور عزوف عن المخاطرة عبر الأسواق، حيث وصل سعر بيتكوين إلى أدنى مستوى سنوي له عند 74508 دولار في 7 أبريل/نيسان. ومع ذلك، أدى التوقف عن تنفيذ الرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا إلى انتعاشه، حيث عاد سعر بيتكوين مرتفعًا فوق حاجز 100 ألف دولار بحلول أوائل مايو/أيار.

في أكتوبر/تشرين الأول، أدى الإعلان عن تعريفات جمركية إضافية بنسبة 100% على البرمجيات والسلع الصينية، والتي تدخل حيز التنفيذ في 1 نوفمبر/تشرين الثاني، إلى أكبر حدث تصفية للعملات المشفرة في التاريخ، مما أدى إلى محو مليارات الدولارات في عمليات التصفية، مع انهيار سعر بيتكوين بنسبة تصل إلى 16% من قرب 122 ألف دولار إلى 102 ألف دولار في انهيار سريع في 10 أكتوبر/تشرين الأول.

بشكل عام، تزامنت إعلانات التعريفات الجمركية هذا العام مرارًا مع انخفاضات حادة في البيتكوين، بينما كانت الانتعاشات تميل إلى اتباع التوقفات أو التطورات المتعلقة بالصفقات التجارية، على الرغم من استمرار التقلبات المرتفعة طوال العام.

الصراعات الجيوسياسية وتقلبات سعر البيتكوين

في عام 2025، أدت التوترات المتصاعدة، خاصة في الشرق الأوسط وأوروبا الشرقية وآسيا، إلى حدوث تقلبات قصيرة الأجل في أكبر عملة مشفرة من حيث القيمة السوقية، حيث انخفضت الأسعار بنسبة تصل إلى 10% مع قيام المستثمرين بتقليل تعرضهم للمخاطر. 

في الربع الأول، أدت تصعيدات روسيا-أوكرانيا والتوترات المبكرة في آسيا بين الهند وباكستان إلى زيادة التقلبات في BTC. تلا ذلك تجدد الصراع في اليمن (ضربات الحوثيين على الشحن)، وتعطيل طرق التجارة، وانخفاض بيتكوين دون 100 ألف دولار وسط ارتفاع أسعار النفط.

بينما في الربع الثاني، بلغت الصراع بين إسرائيل وإيران ذروته، حيث شنت إسرائيل ضربات على المطارات والمواقع النووية الإيرانية. ردت إيران بطائرات مسيرة وصواريخ على أهداف إسرائيلية وأمريكية (أي قاعدة قطر)، مهددة بإغلاق مضيق هرمز، مما أثار شعور عزوف عن المخاطرة، وزيادة التقلبات في السوق الأوسع للعملات المشفرة.

سياسات وتنظيمات مواتية للأصول الرقمية 

بالفعل، شهد عام 2025 تحولًا حاسمًا نحو وضوح تنظيمي أكبر وبيئة سياسية أكثر ودية للعملات المشفرة تحت رئاسة ترامب المؤيدة للعملات المشفرة. يتم شرح هذه السياسات والتنظيمات المواتية بالتفصيل أدناه.

تشكيل فريق عمل العملات المشفرة في هيئة الأوراق المالية والبورصات

في يناير/كانون الثاني، أطلق رئيس هيئة الأوراق المالية والبورصات (SEC) الأمريكية بالإنابة، مارك أويدا، فريق عمل العملات المشفرة برئاسة المفوضة هيستر بيرس لتوفير إطار تنظيمي شامل للأصول الرقمية، كخطوة أولى نحو عملية تنظيمية أكثر وضوحًا لصناعة العملات المشفرة.

تبع ذلك توقيع الرئيس ترامب على أمر تنفيذي لدعم العملات المشفرة وتعزيز القيادة الأمريكية في الأصول الرقمية. كما استهدف إنشاء مخزون استراتيجي وطني من الأصول الرقمية للولايات المتحدة. 

كما حظر الأمر التنفيذي أي إجراء لإنشاء أو تعزيز عملة رقمية للبنك المركزي (CBDC) وعكس الأمر السابق لإدارة بايدن 14067 بشأن الأصول الرقمية. أكد الأمر على الوصول المفتوح إلى شبكات البلوكتشين وحماية العملات المستقرة المدعومة بالدولار، مما يشير إلى التركيز على الابتكار بدلاً من القيود.

أول قمة للعملات المشفرة في البيت الأبيض

عُقدت أول قمة للعملات المشفرة في البيت الأبيض في مارس/آذار وناقشت التنظيم والابتكار في قطاع العملات المشفرة. كانت هذه القمة علامة بارزة في سياسة الأصول الرقمية الأمريكية، مما يبرز موقف الحكومة الداعم للعملات المشفرة والتزامها بإنشاء تنظيمات واضحة، كما وعد الرئيس ترامب خلال حملته.

علاوة على ذلك، وقّع ترامب أمرًا تنفيذيًا في مارس/آذار لإنشاء احتياطي استراتيجي للبيتكوين (SBR) باستخدام بيتكوين (BTC) من "إجراءات مصادرة الأصول الجنائية أو المدنية"، دون نشر رأس مال جديد، واستخدام 207189 بيتكوين وعملات مشفرة أخرى تم الاستيلاء عليها في الإجراءات الجنائية.

تم تصميم هذا التطور لتجميع وإدارة حيازات العملات المشفرة الفيدرالية، بهدف منع الخسائر من المبيعات المبكرة ووضع الولايات المتحدة كقائد في ملكية الأصول الرقمية.

بالإضافة إلى ذلك، تعمل الولايات المتحدة بنشاط على مكافحة عمليات الاحتيال المتعلقة بالثقة في العملات المشفرة والتعاون مع إنفاذ القانون على مستوى البلاد للاستيلاء على الأموال المسروقة ومصادرتها، بينما تحمي أيضًا أموال المستثمرين. أعلنت وزارة العدل الأمريكية (DoJ) في يونيو/حزيران عن أكبر عملية مصادرة للعملات المشفرة في تاريخها، مستهدفة أكثر من 225 مليون دولار مرتبطة بالاحتيال في العملات المشفرة. أفاد مركز الشكاوى المتعلقة بالجرائم الإلكترونية التابع لمكتب التحقيقات الفيدرالي أن الاحتيال في استثمارات العملات المشفرة تسبب في خسائر تزيد عن 5.8 مليار دولار في عام 2024 وحده.

تنظيمات العملات المستقرة: قانون GENIUS

قانون GENIUS، الذي تم سنه في منتصف يوليو/تموز، أنشأ إطارًا تنظيميًا فدراليًا واضحًا للعملات المستقرة ومصدريها في الولايات المتحدة، مما يفرض احتياطيات كاملة مدعومة بالدولار الأمريكي ويوفر إرشادات واضحة لمكافحة غسيل الأموال (AML). 

أفادت أبحاث دويتشه بنك أن هذا القانون التاريخي يضع الولايات المتحدة كرائدة في مجال العملات المستقرة، مما يمهد الطريق لدول أخرى لمراجعة تنظيماتها الخاصة بالعملات المستقرة (أو عدم وجودها). 

قال محللو دويتشه بنك: "هذه علامة بارزة مهمة لصناعة العملات المشفرة، سواء في الولايات المتحدة أو على مستوى العالم".

كما سلط التقرير الضوء على أن تمرير مشروع قانون GENIUS إلى قانون من شأنه أن يعزز هيمنة الدولار الأمريكي، حيث تمثل العملات المستقرة المقومة بالدولار أكثر من 99% من إجمالي القيمة السوقية للعملات المستقرة. وقد أضفى قانون GENIUS طابعًا رسميًا على دور مصدري العملات المستقرة كصناديق سوق المال شبه، مما يدعم أسواق الدين قصيرة الأجل في الولايات المتحدة ويوجه السيولة غير المقومة بالدولار نحو الدولار الأمريكي. 

تتوقع وزارة الخزانة الأمريكية أن تصل السندات التي تحتفظ بها مصدري العملات المستقرة (باستثناء العملات المستقرة ذات العوائد) إلى حوالي تريليون دولار بحلول عام 2028. كانت عملة التيثر (Tether) وحدها تحتفظ بأكثر من 120 مليار دولار في سندات الخزانة اعتبارًا من الربع الأول من عام 2025، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه، وتحتل مرتبة بين أكبر حاملي سندات الخزانة الأمريكية.

بالإضافة إلى ذلك، بموجب قانون GENIUS، فإن المنافسة بين البنوك التقليدية ومصدري العملات المستقرة والشركات تحفز المتعاملين على دخول الفضاء المتنامي بسرعة وتوسيع استخدام العملات المستقرة خارج تداول العملات المشفرة. تتسابق الشركات في مجالات التجزئة (وول مارت، أمازون، إير بي إن بي) والمدفوعات (باي بال، شوبيفاي) للاستفادة من مزايا العملات المستقرة، بما في ذلك انخفاض تكاليف التحويل، وتوافرها على مدار الساعة، وأوقات التسوية الأسرع، وحواجز أقل مقارنة بتلك المفروضة من قبل حسابات البنوك التقليدية.

في يونيو/حزيران، توقع وزير الخزانة الأمريكي سكوت بيسنت أن ينمو سوق العملات المستقرة من 268 مليار دولار الحالية إلى أكثر من 2 تريليون دولار خلال السنوات القليلة المقبلة.

ستعزز هذه التنظيمات والتطورات من تبني العملات المستقرة ليس فقط في الولايات المتحدة ولكن على مستوى العالم، مما يدعم أيضًا تبني البيتكوين، حيث تعتبر العملات المستقرة بشكل عام بوابة للعملات المشفرة.

موافقة هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية على الإنشاءات والاستردادات العينية لصناديق تداول البيتكوين والإيثريوم

في يوليو/تموز، صوتت هيئة الأوراق المالية والبورصات الأمريكية للموافقة على أوامر تسمح بالإنشاءات والاستردادات العينية من قبل المشاركين المعتمدين لأسهم منتجات التداول بالعملات المشفرة (ETPs)، مما يبرز وضوحًا تنظيميًا متزايدًا في الولايات المتحدة للعملات المشفرة.

تعتبر هذه الأوامر خروجًا عن الآلية السابقة التي كانت تقتصر على النقد فقط لصناديق تداول البيتكوين والإيثريوم، والتي كانت محدودة فقط للإنشاءات والاستردادات النقدية. يسمح هذا التطور الجديد للمستثمرين بتلقي الأصل الأساسي، مما يعتبر أكثر كفاءة، حيث يمكّن المشاركين المعتمدين في الصندوق من تجنب بيع الأصول في السوق، مما قد يقلل من تكاليف المعاملات. علاوة على ذلك، يتماشى مع صناديق المنتجات المتداولة في البورصة (ETP) التقليدية المعتمدة على السلع، مثل الذهب والنفط.

بعيدًا عن هذا التطور، وافقت الهيئة أيضًا على أوامر أخرى تعزز نهجًا محايدًا للجدارة للمنتجات المعتمدة على العملات المشفرة، بما في ذلك طلبات البورصة التي تسعى لإدراج وتداول صندوق منتج متداول في البورصة (ETP) الذي سيحتفظ بمزيج من البيتكوين الفوري والإيثر الفوري، وخيارات على بعض الصناديق المتداولة في البورصة (ETP) للبيتكوين الفوري، وخيارات مرنة (FLEX) على أسهم بعض الصناديق المتداولة في البورصة (ETP) المعتمدة على البيتكوين، وزيادة حدود المراكز حتى الحدود العامة للخيار (حتى 250 ألف عقد) للصناديق المتداولة في البورصة (ETP) المعتمدة على البيتكوين.

سباق احتياطي البيتكوين في الولايات المتحدة 

بالإضافة إلى عمل إدارة ترامب على احتياطي البيتكوين الاستراتيجي، انضمت العديد من الولايات الأمريكية إلى السباق لإنشاء احتياطيات البيتكوين الخاصة بها، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.  

وقعت حاكمة ولاية نيوهامشير كيلي أيوت مشروع قانون مجلس النواب 302 (HB 302) ليصبح قانونًا، مما جعل الولاية الأولى في الولايات المتحدة لإنشاء احتياطي بيتكوين استراتيجي. يسمح القانون لأمين خزينة الولاية باستثمار ما يصل إلى 5% من الأموال العامة في المعادن الثمينة أو الأصول الرقمية التي تتجاوز قيمتها السوقية 500 مليار دولار، حيث يلبي البيتكوين وحده هذا الشرط. بينما لا يفرض مشروع القانون بشكل محدد إنشاء مثل هذا الاحتياطي، فإنه يمنح أمين خزينة الولاية السلطة لتوجيه الاستثمار في واحد.

كما وقع حاكم أريزونا كاتي هوبز مشروع قانون مجلس النواب 2749 (HB 2749) ليصبح قانونًا، والذي يخول الولاية للمطالبة بملكية الأصول الرقمية غير المطالب بها، بما في ذلك العملات المشفرة، التي تم التخلي عنها لمدة ثلاث سنوات على الأقل. كما يتيح القانون إنشاء صندوق احتياطي للبيتكوين والأصول الرقمية، والذي سيجمع القيمة من مكافآت التخزين والتوزيعات لهذه الأصول، دون استخدام أموال دافعي الضرائب.

بعد هذه الإعلانات، أطلقت تكساس احتياطي بيتكوين ممول من الدولة، لتصبح أول ولاية أمريكية تفعل ذلك بشكل مستقل في أواخر يونيو/حزيران. كانت هذه هي الولاية الأولى في الولايات المتحدة التي تخول احتياطيًا مستقلًا ممولًا من الدولة يتم إدارته خارج خزينة الولاية. 

وافق الحاكم غريغ أبوت على مشروع قانون مجلس الشيوخ 21 (SB 21)، الذي يمكّن مراقب تكساس من إدارة الصندوق، ويخول الأطراف الثالثة المؤهلة لإدارة الاحتياطي، ويتطلب عمليات شراء العملات المشفرة، مع تخصيص الأموال من قبل الهيئة التشريعية أو من إيرادات الاحتياطي للاستثمار في الأصول الرقمية، على غرار قانون نيوهامشير.

مشاريع قوانين مماثلة قيد الانتظار في هيئات تشريعية أخرى في الولايات، بما في ذلك ماساتشوستس وميشيغان وكارولينا الشمالية وأوهايو، مما يبرز التبني المتزايد للبيتكوين من قبل الولايات الأمريكية في عام 2025.

العملات المشفرة في خطط التقاعد

في أغسطس/آب، وقّع الرئيس ترامب أمرًا تنفيذيًا يفتح الباب أمام 9 تريليون إلى 12.5 تريليون دولار من أموال التقاعد 401(k)، مما يسمح بالاستثمار في العملات المشفرة، والأسهم الخاصة، والعقارات.

انتقد النقاد هذه الخطوة، بحجة أنها ستخلق حالة من عدم الاستقرار في حسابات التقاعد في حين أن تفاصيل التوجيه لا تزال غير معلنة.

سيسمح الأمر بتوفير الأصول الرقمية، والمعادن الثمينة مثل الذهب، والقروض الخاصة في خطط التقاعد لتكون بدائل لمحفظة الأسهم والسندات التقليدية.

تدفقات مختلطة في الطلب المؤسسي 

كان عام 2025 عامًا محوريًا لصناديق تداول البيتكوين، حيث تم بناء على صناديق التداول الفورية التي أُطلقت في يناير/كانون الثاني 2024. تسارع التبني المؤسسي في ظل بيئة تنظيمية أكثر ودية للعملات المشفرة. ومع ذلك، شهد العام تدفقات مختلطة، مع تدفقات قوية في البداية، تلتها تدفقات كبيرة في الربع الرابع وسط تصحيحات أسعار البيتكوين. 

سجلت صناديق التداول الفورية المدرجة في الولايات المتحدة 22.65 مليار دولار من التدفقات الداخلية الصافية في عام 2025 حتى منتصف ديسمبر/كانون الأول، وفقًا للرسم البياني SoSoValue أدناه. ومع ذلك، في نوفمبر/تشرين الثاني، أدت التدفقات الكبيرة البالغة 3.48 مليار دولار إلى محو بعض المكاسب وساهمت في تراجع البيتكوين من أعلى مستوياتها في أكتوبر/تشرين الأول.

تشير بيانات إجمالي الأصول المدارة (AUM) لصناديق البيتكوين من كوين جلاس (CoinGlass) إلى أن إجمالي أصول صناديق البيتكوين الفورية بلغ ذروته عند 165.15 مليار دولار في 8 أكتوبر/تشرين الأول وانخفض إلى حوالي 123 مليار دولار بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول. 

في غضون ذلك، هيمن صندوق بلاك روك آي شيرز بيتكوين تراست (IBIT) على السوق، حيث بلغت صافي أصوله حاليًا 70.12 مليار دولار، يليه صندوق فيديليتي (FBTC) وصندوق جراي سكيل (GBTC). 

بشكل عام، عززت صناديق البيتكوين المشاركة المؤسسية في عام 2025، مما حسن الوصول إلى السوق ودعم ارتفاع الأسعار خلال فترات التدفقات القوية، بينما قد يخفف من التقلبات على المدى الطويل. على الرغم من الانتكاسات في الربع الرابع، لا يزال التوقع إيجابيًا، حيث من المتوقع أن يستمر التبني حتى عام 2026.

طلب الشركات على البيتكوين 

على الجانب المؤسسي، يتجه الطلب من النطاق الضيق إلى السائد، حيث تتفوق الشركات العامة على صناديق الاستثمار المتداولة في التبني في عام 2025. 

عززت شركة ستراتيجي (MSTR)، وهي شركة تحليلات سحابية مدعومة بالذكاء الاصطناعي، مكانتها كأكبر حائز مؤسسي للبيتكوين، حيث زادت من حيازاتها من 446000 بيتكوين في بداية عام 2025 إلى 671000 بيتكوين (3.19% من إجمالي العرض البالغ 21 مليون بيتكوين) في الوقت الحالي. 

أبرز تقرير نوفمبر/تشرين الثاني من Bitcoin Treasuries أن شركات التعدين تمثل الآن 12% من حيازات البيتكوين للشركات العامة. تمتلك Marathon Digital (MARA) 53250 بيتكوين، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.

تزداد حيازات البيتكوين المؤسسية عالميًا، حيث لا تزال الشركات الأمريكية تهيمن على قائمة العشرين الأوائل، مع أكثر من 2.88 مليون بيتكوين محتفظ بها عبر حوالي 125 شركة عامة وخاصة، متجاوزة تلك الموجودة في كندا والمملكة المتحدة. في الوقت نفسه، تتوسع دول مثل اليابان والصين وأوروبا أيضًا في تبني البيتكوين.

السياسة النقدية والتضخم يثيران التقلبات

أثرت التحولات في السياسة النقدية والديناميات المتطورة للتضخم أيضًا على سعر البيتكوين في عام 2025. قدم الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي (Fed) ثلاث تخفيضات لأسعار الفائدة بمقدار 25 نقطة أساس في سبتمبر/أيلول وأكتوبر/تشرين الأول وديسمبر/كانون الأول، مما خفض سعر الفائدة إلى نطاق 3.5%–3.75% بنهاية العام من 4.25%–4.50% في بداية العام.

دعمت توقعات انخفاض أسعار الفائدة في البداية الأصول ذات المخاطر، حيث أضعفت تكاليف الاقتراض المنخفضة الدولار الأمريكي، مما زاد من شهية المخاطرة للبيتكوين، التي ارتفعت في وقت سابق من العام.

على الرغم من أن المشاركين في السوق توقعوا أن يواصل الاحتياطي الفيدرالي تيسير السياسة النقدية بقوة، إلا أن البنك المركزي تصرف بحذر أكبر لأن بيانات التضخم في الولايات المتحدة ظلت مرتفعة.

ارتفعت البيتكوين في البداية على خلفية العلامات المبكرة التي تشير إلى أن الاحتياطي الفيدرالي أصبح أكثر تيسيرًا، لكنه فقد الزخم وسط موقف الاحتياطي الفيدرالي الحذر. باختصار، قدم التيسير النقدي دعمًا مؤقتًا، لكنه لم يكن كافيًا للحفاظ على الاتجاه الصعودي، مما أدى إلى فترات من التقلبات والتصحيحات.

في مقابلة حصرية مع FXStreet، قال غراسي تشين، الرئيس التنفيذي لشركة Bitget، إنه يعتقد أن التخفيضات الثلاثة في أسعار الفائدة من الاحتياطي الفيدرالي في عام 2025 عملت كعوامل استقرار للبيتكوين، بدلاً من أن تكون محرك نمو. خففت أسعار الفائدة المنخفضة الضغط من العوائد الحقيقية وجعلت الاحتفاظ بالأصول ذات المخاطر مثل البيتكوين أكثر دفاعية.

واصل تشين قائلاً: "لم تؤدي إلى أي ارتفاع كبير. كل تخفيض تلاه تقلب قصير الأجل حيث ركز المتداولون أكثر على شهية المخاطرة بدلاً من السياسة نفسها. لكن السلوك قد تغير. كانت المؤسسات أكثر انخراطًا من خلال المنتجات المتداولة في البورصة ETPs طوال العام، حتى عندما تتراجع الأسعار، أو خلال عمليات التصفية في أكتوبر/تشرين الأول. كانت الأصول ذات المخاطر، بشكل عام، تتعرض للاختبار مرارًا، لكننا نعتقد أن البيتكوين قد حافظت على قوتها".

ماذا ينتظر البيتكوين في عام 2026؟

بالنظر إلى المستقبل، أصبح سوق البيتكوين الآن مدعومًا بتغيرات هيكلية وتدفقات داخلية، وإعادة ترتيب اقتصادية، وقواعد أكثر وضوحًا. إليك بعض التوقعات المحتملة للبيتكوين في عام 2026.

مرحلة ما بعد التوزيع وعودة الطلب من جانب المشترين

يشير تقرير صادر عن K33 للأبحاث إلى أن، بالنسبة لعام 2026، تشير التوقعات إلى انتقال بعيدًا عن مرحلة التوزيع الثقيلة التي لوحظت في عامي 2024 و2025، مع توقعات بتباطؤ بيع حائزي البيتكوين على المدى الطويل.

يذكر التقرير أن معروض البيتكوين لمدة عامين من المتوقع أن ينهي اتجاهه الهبوطي الذي استمر لعدة سنوات ويغلق عام 2026 فوق 12.16 مليون بيتكوين الحالية، مما يشير إلى سلوك احتفاظ متجدد بدلاً من إعادة توزيع مستمرة بين مستثمري البيتكوين.

مع إعادة تنشيط ما يقرب من 20% من إجمالي المعروض على مدار العامين الماضيين، كما هو موضح أدناه، تقترب ضغوط البيع على السلسلة من التشبع، مما يمهد الطريق لعودة الطلب من جانب المشترين الصافين. 

بدعم من سيولة السوق الأعمق، وزيادة الوصول المؤسسي، وإطارات تنظيمية أكثر وضوحًا، من المتوقع أن يكون عام 2026 عامًا ما بعد التوزيع، يتميز باستقرار العرض المحسن وبنية سوق مدفوعة بالطلب بشكل أكبر.

من المتوقع أن تتجاوز القيمة السوقية للمنتجات المتداولة في البورصة ETPs للعملات المشفرة 400 مليار دولار عالميًا

يسلط تقرير 21Shares’ ‘حالة العملات المشفرة’ الضوء على كيفية انتقال المنتجات المتداولة في البورصة للعملات المشفرة ETPs من وسائل الوصول المتخصصة إلى قناة توزيع مهيمنة. 

في عام 2025، تحتفظ صناديق الاستثمار المتداولة في البيتكوين وحدها بأكثر من 140 مليار دولار من الأصول المدارة - حوالي 7% من إجمالي معروض البيتكوين -، ومن المحتمل أن تتجاوز 400 مليار دولار، متنافسةً مع ناسداك Nasdaq-100 (QQQ) بحلول نهاية عام 2026. بسبب زيادة الوصول من قبل الأفراد، وانخفاض الحواجز التنظيمية، وزيادة المشاركة المؤسسية والسيادية، يظهر دوامة قوية من التبني المدفوع بالسيولة.

تلاشي دورة البيتكوين الرباعية 

تتلاشى دورة تنصيف البيتكوين التقليدية - التي تمتد لأربع سنوات - بشكل متزايد مع نضوج البيتكوين كأداة تحوط اقتصادي عالمية. ورغم أن دورة التنصيف لا تزال تُشكل ركيزة أساسية للسياسة النقدية الشفافة للبيتكوين، إلا أن تأثيرها الهامشي على السعر قد تضاءل، حيث انخفضت نسبة الإصدار إلى أقل من 1% سنوياً.

"إن التدفقات الداخلية الهيكلية وإعادة تنظيم الاقتصاد الكلي والوضوح التنظيمي هي التي ترسخ السوق الآن"، حسبما أفاد أحد محللي شركة 21Shares.

واصل المحلل قائلاً: "على الرغم من أن نتائج السوق يمكن أن تختلف بشكل كبير عن التوقعات، نعتقد أن البيتكوين قد تكون في وضع يمكنها من الوصول إلى قمم تاريخية جديدة في عام 2026، مع استفادة الأسواق الأوسع من تحسين السيولة وزيادة المشاركة المؤسسية. كل دورة تقدم الآن عوائد أقل بشكل كبير، ولكن أيضًا تصحيحات أكثر اعتدالًا، مما يعكس تطور البيتكوين. قد تظل التخفيضات رمزية، لكنها لم تعد المحرك."

تجاوز القيمة السوقية للعملات المستقرة 500 مليار دولار

يتوقع تقرير Hashdex أنه بحلول عام 2026، ستظهر العملات المستقرة كركيزة أساسية للنظام المالي الرقمي، مدفوعةً بالوضوح التنظيمي بعد تمرير قانون GENIUS وزيادة الثقة المؤسسية. 

أوضح المحلل أن الرقم سيزداد من 295 مليار دولار اليوم إلى أكثر من 500 مليار دولار في عام 2026. 

قال المحلل: "مع انتشار التوقعات للعملات المستقرة - تشير بعض التقديرات إلى أن هذه السوق ستتجاوز 2 تريليون دولار بحلول عام 2028 - من الضروري تحليل الآثار الأوسع لنموها على مستثمري العملات المشفرة، بما في ذلك كيف يمكن أن تعيد تشكيل هيمنة الدولار العالمي ووضع الدين الأمريكي كأصل احتياطي."

توقعات الاحتياطي الفيدرالي والحالة الجيوسياسية العالمية

على الصعيد الكلي، تظهر أداة CME FedWatch احتمالية تزيد عن 75% لتخفيض الاحتياطي الفيدرالي أسعار الفائدة مرتين على الأقل بحلول نهاية عام 2026، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه.  ومع ذلك، أظهر مخطط النقاط للاحتياطي الفيدرالي أن صناع السياسة يرون أن سعر الفائدة على الأموال الفيدرالية سينخفض إلى 3.4% بحلول عام 2026، مما يشير إلى خفض آخر واحد فقط من نطاقه الحالي 3.50%-3.75%.

علاوة على ذلك، فإن توقعات الاحتياطي الفيدرالي التيسيرية مدفوعة بضعف ظروف سوق العمل في الولايات المتحدة واستمرار دعم الرئيس دونالد ترامب لخفض أسعار الفائدة الإضافية. يمكن أن تزيد هذه التوقعات التيسيرية لأسعار الفائدة المنخفضة من شهية المستثمرين للمخاطرة، مما يعزز أسعار البيتكوين في عام 2026.

في الوقت نفسه، على الصعيد الجيوسياسي، قد تنتهي حالة عدم اليقين المستمرة بين روسيا وأوكرانيا، والولايات المتحدة والصين، وتايلاند وكمبوديا بحلول عام 2026. يمكن أن تؤدي هذه التسويات المحتملة لعدم اليقين العالمي إلى إثارة شعور بالمخاطرة، مما يعزز الأصول الأكثر خطورة مثل البيتكوين. 

تحليل فني للبيتكوين في 2026: الهيكل الصعودي طويل الأجل لا يزال سليمًا

يظهر الرسم البياني الأسبوعي للبيتكوين عامًا قويًا ولكنه متقلب في 2025، مع تقلبات ربع سنوية ملحوظة. بدأت البيتكوين العام عند 93576 دولار وحققت أعلى مستوياتها على الإطلاق عند 109588 دولار في 20 يناير/كانون الثاني، بعد فترة وجيزة من تنصيب ترامب، متجاوزًا أعلى مستوى في العام السابق البالغ 108353 دولار.

ومع ذلك، فشلت البيتكوين في الحفاظ على زخم الصعود وصححت بنسبة 32%، لتصل إلى أدنى مستوى سنوي عند 74508 دولار في بداية الربع الثاني في أوائل أبريل/نيسان. 

خلال الربعين الثاني والثالث، حققت البيتكوين سلسلة من القمم الأعلى والقيعان الأعلى، متداولًا فوق المتوسط المتحرك الأسي لمدة 100 أسبوع (EMA) لتصل إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 126199 دولار في 6 أكتوبر/تشرين الأول. 

في الربع الأخير، فشلت البيتكوين في الحفاظ على الزخم الصعودي، مما يشير إلى استنفاد الاتجاه وسط جني الأرباح.

في وقت كتابة هذا التقرير، يستقر سعر البيتكوين في محيط نطاق 85000-86000 دولار، فوق مناطق الدعم الرئيسية: خط اتجاه صاعد (مرسوم عن طريق ربط عدة قيعان منذ أكتوبر 2023)، والمتوسط المتحرك الأسي لمدة 100 أسبوع عند 85732 دولار، وأدنى مستوى سنوي عند 74508 دولار. تعمل هذه المناطق كمنطقة طلب حاسمة، مما يمنع عمليات بيع أعمق حتى الآن.

من ناحية أخرى، فإن مستويات المقاومة الفورية هي الافتتاح السنوي عند 93576 دولار وأعلى مستوى في 2024 عند 108353 دولار، والتي تعمل حاليًا كمنطقة مقاومة رئيسية وتحد من محاولات التعافي. في الوقت نفسه، يشير انخفاض الحجم خلال التراجع الحالي أيضًا إلى أن ضغط البيع يتراجع بدلاً من التسارع، مما يشير إلى التماسك بدلاً من انعكاس الاتجاه الكامل بحلول نهاية العام وبداية الربع الأول من 2026.

تشير الهيكلية العامة للسوق للبيتكوين إلى تصحيح صحي ضمن دورة صعودية أوسع، ما لم تغلق البيتكوين دون أدنى مستوى سنوي لها عند 74508 دولار، مما قد يدفعها لتمديد التصحيح إلى مستوى الدعم التالي عند 66783 دولار، وهو المتوسط المتحرك الأسي لمدة 200 أسبوع. 

بينما لا يزال الزخم قصير الأجل ضعيفًا، فإن البقاء فوق مناطق الدعم المذكورة أعلاه يحافظ على الهيكل الصعودي طويل الأجل سليمًا، مع احتمال أن تعتمد الحركة الكبرى التالية على اختراق فوق منطقة 100 ألف دولار إلى 108 ألف دولار، قبل الارتفاع نحو القمة القياسية عند 126199 دولار.

أشار تقرير Copper Research أيضًا إلى التفاؤل بشأن البيتكوين. يشير التقرير إلى أن دورة البيتكوين الرباعية لم تمت؛ بل تم استبدالها. منذ إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الفورية، أظهر البيتكوين دورات عائد قائمة على التكلفة قابلة للتكرار، كما هو موضح في الرسم البياني أدناه. 

قال فادي أبو العفا، رئيس قسم الأبحاث في Copper، لـ FXStreet: "منذ إطلاق صناديق الاستثمار المتداولة الفورية، تحركت البيتكوين في دورات مصغرة قابلة للتكرار حيث تتراجع إلى أساس التكلفة الخاص بها ثم ترتد بنسبة حوالي 70%. مع تداول البيتكوين الآن بالقرب من أساس التكلفة البالغ 84 ألف دولار، تشير تلك النمط إلى حركة فوق 140 ألف دولار في الـ 180 يومًا القادمة. إذا ارتفع أساس التكلفة بنسبة 10-15% كما في الدورات السابقة، فإن العلاوة الناتجة التي شوهدت في القمم السابقة تنتج نطاق أهداف من 138 ألف إلى 148 ألف دولار.

أخيرًا، أجرت FXStreet مقابلات مع عدة خبراء وشخصيات بارزة في مجتمع العملات المشفرة. قدموا آراءهم حول توقعات سعر البيتكوين لنهاية عام 2025 و2026 أدناه: 

الخاتمة 

برز عام 2025 كعام متقلب ولكنه مرحلة تحولية للبيتكوين، حيث شهد تسارع التبني المؤسسي والتجاري، والمعالم التنظيمية الرئيسية، وتقلبات الأسعار الحادة. بدأت البيتكوين العام بالقرب من 93500 دولار قبل أن ترتفع إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق عند 126199 دولار في 6 أكتوبر/تشرين الأول، مدفوعة بالتدفقات الداخلية القوية لصناديق الاستثمار المتداولة وإشارات السياسة المؤيدة للعملات المشفرة.

ومع ذلك، أدت الرياح المعاكسة الاقتصادية الكلية مثل التوترات التجارية، والمخاطر الجيوسياسية، وعدم اليقين الأوسع في السوق إلى تصحيح أعمق لملك العملات المشفرة، مما دفعه إلى ما دون 80 ألف دولار. بحلول منتصف ديسمبر/كانون الأول، تتداول البيتكوين في محيط منطقة 85 ألف دولار، مما يترك الأداء السنوي مسطحًا إلى سلبي قليلاً.

على الرغم من التقلبات، كان عام 2025 علامة على نضوج البيتكوين، مع تراكم الطلب المؤسسي والتجاري على البيتكوين وتجاوز المستويات التي شوهدت في عام 2024. 

بالنظر إلى المستقبل، مع استمرار العديد من هذه المحركات إلى عام 2026، تستمر التحليلات الفنية وتوقعات الخبراء في دعم نظرة إيجابية طويلة الأجل، مع أهداف سعرية تمتد إلى ما بعد 200 ألف دولار بحلول نهاية العام المقبل.