افتتح سهم أرامكو السعودية تداولات اليوم الاثنين 5 مايو/أيار 2025، على استقرار نسبي قبل أن يتراجع بشكل طفيف بنسبة 0.16% ليغلق عند مستوى 24.90 ريال سعودي، مقارنة بسعر الإغلاق السابق عند 24.94 ريال. وسجل السهم خلال الجلسة أعلى مستوى له عند 24.98 ريال، وأدنى مستوى عند 24.82 ريال. وبلغ حجم التداول 8.53 مليون سهم بقيمة تجاوزت 212.6 مليون ريال موزعة على أكثر من 24 ألف صفقة، وهو نشاط يعكس استمرار الحذر في التعاملات، لا سيما في ظل الضغوط المتصاعدة من سوق النفط والقرارات المفاجئة من أوبك+.
جاء هذا الأداء في سياق تراجع قطاع الطاقة بالسوق السعودية بنسبة 0.2%، رغم الارتفاع الطفيف الذي شهده مؤشر السوق السعودية "تاسي" بنسبة 0.1% إلى 11423 نقطة، مدعومًا بتحركات إيجابية في قطاعات المواد الأساسية والاتصالات، إلا أن سهم أرامكو ظل تحت ضغط ليواصل أداءه السلبي، متأثرًا بشكل مباشر بانخفاض أسعار النفط وتداعيات قرار أوبك+ الأخير برفع الإنتاج، في وقت تنخفض فيه مؤشرات الطلب العالمي ويزداد التشاؤم حيال التوقعات الاقتصادية الكلية.
عوامل مؤثرة على أداء سهم أرامكو
قرار أوبك+: صدمة المعروض تضرب المعنويات
تلقى سهم أرامكو ضربة موجعة مع أول رد فعل فعلي على قرار أوبك+ المفاجئ برفع الإنتاج بمقدار 411 ألف برميل يوميًا خلال يونيو/حزيران، أي ما يقارب ثلاثة أضعاف الحجم المتوقع سابقًا، وذلك في سعي سعودي واضح لمعاقبة الدول التي تتجاوز حصصها الإنتاجية مثل العراق وكازاخستان. يعكس هذا التحول توجهًا استراتيجيًا جديدًا من السعودية يضع الحفاظ على حصتها السوقية فوق دعم الأسعار، وهو ما يرسل إشارات سلبية للأسواق، ويضغط على شركات النفط الكبرى وعلى رأسها أرامكو، التي تعتمد بشكل رئيسي على مبيعات النفط الخام.
تجلى تأثير هذا القرار فورًا في تداولات النفط بنهاية الأسبوع، حيث هبط خام برنت بنسبة 1.35% إلى 61.29 دولارًا للبرميل، وهو أدنى مستوى منذ أكثر من أربع سنوات، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط 1.6% إلى 58.29 دولارًا.
ومع هبوط سهم أرامكو بنهاية تعاملات أمس إلى قرب أدنى مستوياته التاريخية عند 24.6 ريال، يبدو أن الأسواق تترجم هذه الإشارات على أنها بداية لفترة ممتدة من انخفاض العوائد على شركات الطاقة، مما يزيد من الضغوط الواقعة على إيرادات أرامكو التي ترتبط أرباحها مباشرة بأسعار النفط.
خلال اليوم، انخفضت العقود الآجلة لخام برنت بنسبة 4.6% إلى 58 دولارًا للبرميل، قبل أن تقلص الخسائر إلى 1.24% وتعود فوق حاجز 60 دولارًا للبرميل مرة أخرى، بينما بلغ سعر خام غرب تكساس الوسيط 57.5 دولار للبرميل، بعدما قلص خسائره إلى 1.3%، وفقًا لبلومبرج.
ضغوط متزايدة على أسعار النفط: مراجعات هبوطية لتوقعات الأسعار
تتزايد الضغوط على أسعار النفط من جميع الاتجاهات؛ فمن جهة يواجه الطلب العالمي صعوبات بسبب تباطؤ الاقتصاد الأمريكي وتراجع التصنيع في الصين، ومن جهة أخرى تتسع فجوة المعروض نتيجة قرارات أوبك+، مما دفع بنوك الاستثمار الكبرى مثل جولدمان ساكس وستاندرد تشارترد إلى خفض توقعاتها لأسعار النفط خلال العام الجاري. وفي ظل اعتماد أرامكو الكبير على أسواق آسيا، فإن أي تباطؤ في الطلب من هذه الأسواق ينعكس سلبيًا على الأداء المالي للشركة وعلى شهية المستثمرين تجاه سهمها.
خفضت مجموعة جولدمان ساكس توقعاتها لأسعار النفط الخام في 2025، حيث توقعت أن يصل متوسط سعر خام برنت إلى 60 دولار وخام غرب تكساس الوسيط إلى 56 دولار (انخفاضًا من 63 دولار و59 دولار على التوالي سابقًا)، وحذر البنك الاستثماري من احتمالية هبوط أسعار النفط أكثر إذا استمرت زيادة المعروض وتراجع الطلب.
فيما خفض بنك باركليز توقعاته لخام برنت في 2025 إلى 66 دولارًا (من 70 دولارًا سابقًا)، مشيرًا إلى أن أوبك+ قد تلغي جميع التخفيضات الإنتاجية بحلول أكتوبر/تشرين الأول 2025، ومحذرًا من أن نمو المعروض قد يؤدي إلى تراجع طفيف في توازن سوق النفط العالمية، الأمر الذي قد يضع مزيدًا من الضغوط على أسعار النفط. كما خفض البنك توقعاته لإنتاج النفط في الولايات المتحدة، متوقعًا انخفاضًا بمقدار 100 ألف برميل يوميًا في عام 2025 وبمقدار 150 ألف برميل يوميًا في عام 2026.
تعزز هذه التوقعات المخاوف من انخفاض هوامش ربح أرامكو، خاصة مع ارتفاع تكاليف الإنتاج والتوزيع.
أسعار بيع أرامكو لخام يونيو: سياسة تسعيرية انتقائية بين الأسواق
أعلنت أرامكو اليوم عن سياسة تسعيرها الرسمية لخام يونيو/حزيران، حيث اتبعت نهجًا تفاضليًا بين الأسواق الرئيسية. ففي آسيا، التي تمثل السوق الأكبر لصادراتها النفطية، رفعت الشركة أسعار بيع الخام العربي الخفيف بمقدار 0.2 إلى 1.4 دولارًا فوق سعر دبي/عمان، في محاولة لتعويض خسائر انخفاض الأسعار العالمية عبر زيادة الهوامش في هذه المنطقة الحيوية.
في المقابل، خفضت أرامكو أسعار الخام الموجه لأوروبا بمقدار 1.1 إلى 1.45 دولار مقابل خام برنت، كما خفضت السعر المخصص للسوق الأمريكية بمقدار 0.2 دولار إلى 3.4 دولار مقابل مؤشر آرغوس. تعكس هذه الخطوة مرونة أرامكو في التعامل مع ظروف السوق المختلفة، حيث تسعى لتحقيق التوازن بين الحفاظ على حصتها السوقية في أوروبا وأمريكا، وتعزيز إيراداتها من آسيا.
غير أن هذه الاستراتيجية قد تواجه تحديات في ظل علامات تراجع الطلب الآسيوي، لا سيما من الصين، مما قد يحد من فعالية زيادة الهوامش هناك. كما أن الخفض في الأسواق الغربية يؤكد استمرار المنافسة الشرسة مع المنتجين الآخرين، في وقت تواجه فيه أرامكو ضغوطًا متزايدة من تراجع الأسعار العالمية وتوسع المعروض.
نتائج ضعيفة مرتقبة
يتزامن هذا الضغط النفسي والفني مع حالة ترقّب حذرة في السوق مع اقتراب موعد إعلان النتائج المالية لأرامكو في 11 مايو/أيار الجاري، وسط توقعات باستمرار الأداء الضعيف نتيجة استمرار تراجع الإيرادات وارتفاع التكاليف التشغيلية، وهي امتداد لتوجهات العام 2024 الذي شهد انخفاضًا بنسبة 12.39% في الأرباح إلى نحو 398.4 مليار ريال، مما يشير إلى أن تدهور الثقة الاستثمارية يظل عاملًا إضافيًا في كبح أي محاولات ارتداد فنية للسهم.
تباطؤ القطاع النفطي في السعودية
من جهة أخرى، أظهرت بيانات الهيئة العامة للإحصاء الصادرة الأسبوع الماضي أن مساهمة القطاع النفطي في الناتج المحلي الإجمالي تراجعت بنسبة 1.4% على أساس سنوي في الربع الأول من 2025 بينما نمت القطاعات غير النفطية بنسبة 4.2%، وهو ما يعزز الإشارات على أن ضعف القطاع ليس عابرًا بل ناتج عن تحول هيكلي في السياسة الإنتاجية، وتراجع الأسعار، وزيادة الاعتماد على الأنشطة غير النفطية. ويضعف هذا التباطؤ الهيكلي من آفاق ربحية أرامكو ويقلل من الجاذبية الاستثمارية للسهم على المدى القصير.
حرب تجارية وتصاعد التوترات الجيوسياسية في الشرق الأوسط
لا تزال حالة عدم اليقين الجيوسياسي ماثلة في الأفق، مع تصاعد الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وتداعيات الرسوم الجمركية التي تؤثر على النشاط الصناعي العالمي، وهو ما ينعكس على استهلاك الطاقة. وعلى الرغم من تصريحات الرئيس ترامب حول إمكانية التوصل إلى اتفاق مع الصين، فإن الخطوات الملموسة ما زالت محدودة، ولا تشمل بعد قطاع الطاقة، مما يحدّ من أي تأثير إيجابي على سهم أرامكو في الوقت الحالي.
كذلك فقد تصاعدت التوترات الجيوسياسية في المنطقة بعد تهديدات إسرائيل بالرد على إيران لإطلاق جماعة الحوثي المدعومة من طهران صاروخًا سقط بالقرب من المطار الرئيس في إسرائيل، مما قد يعطل إمدادات النفط إذا امتدت الأزمة إلى مضيق هرمز. ومع ذلك، فإن السوق يتجاهل حاليًا هذه المخاطر لصالح التركيز على زيادة المعروض.
تطورات مؤشر تداول – تاسي (TASI)
أنهى مؤشر السوق السعودي (تاسي) جلسة الإثنين على ارتفاع طفيف بنسبة 0.1% ليغلق عند مستوى 11423 نقطة، منهيًا بذلك سلسلة خسائر استمرت ثلاث جلسات متتالية، في ظل تحسن طفيف بأسعار النفط وزيادة لافتة في قيم التداول التي بلغت نحو 5.2 مليار ريال مقارنة بـ 3.5 مليار في الجلسة السابقة.
سجل المؤشر أدنى مستوى له خلال الجلسة عند 11313 نقطة قبل أن يرتد صعودًا مدعومًا بارتفاع أسهم قيادية، من بينها سهم معادن الذي صعد بأكثر من 6% إلى 51 ريالًا، والمواساة الذي أغلق على الحد الأعلى عند 78.3 ريال بعد إعلان نتائج مالية إيجابية للربع الأول من العام الجاري. وتزامن هذا الارتداد مع صعود قطاعي المواد الأساسية والاتصالات، رغم استمرار الضغط على قطاعي البنوك والطاقة، ما يشير إلى ارتداد انتقائي أكثر من كونه تحوّلًا في الاتجاه العام.
الراجحي: دون تغيير عند 96.50 ريال
الأهلي: -1.43% إلى 34.40 ريال
أكوا باور: -2.29% إلى 306.80 ريال
سابك: -2.77% إلى 59.60 ريال
التحليل الفني لسهم أرامكو
أنهى سهم أرامكو السعودية تداولات جلسة اليوم عند مستوى 24.90 ريال، مواصلاً بذلك المسار الهابط الواضح الذي يسيطر على أدائه منذ أسابيع. ويعزز هذا الاتجاه السلبي استقرار السهم دون المتوسطات المتحركة لمدة 50 و100 و200 يوم (26.10 و27.07 و27.32 على التوالي)، وهو ما يعكس استمرار الضغوط البيعية وضعف شهية المخاطرة من قبل المستثمرين.
كما أن مؤشرات الزخم لا تزال تشير إلى ميل هبوطي، حيث يقترب مؤشر القوة النسبية (RSI) من منطقة التشبع البيعي عند 34.58 دون أن يُظهر إشارة انعكاس واضحة، مما قد يعني مزيدًا من الانخفاض قبل أي ارتداد فني، في حين يستقر مؤشر الماكد (MACD) في المنطقة السالبة مع استمرار التقاطع الهبوطي، مما يؤكد استمرار الزخم الهبوطي على المدى القصير.
من الناحية الفنية، يُشكل مستوى 24.82 ريال دعمًا فوريًا مهمًا، إذ يمثل أدنى مستوى لليوم بالإضافة إلى منطقة ارتداد سابقة في مارس/آذار الماضي، بينما يُعد كسر هذا المستوى إشارة على احتمال امتداد الهبوط نحو 24.50 ريال، والذي يُعد مستوى دعم نفسي وفني أكثر أهمية، وقد يشكل الهدف التالي إذا استمر الزخم البيعي.
في المقابل، فإن أي محاولة ارتداد فني تظل مرهونة بتجاوز مستوى 25.40 ريال كمقاومة أولى، وهي قمة فرعية سجلها السهم مؤخرًا، على أن يُعاد النظر في الاتجاه الفني قصير الأجل في حالة نجاح السهم في اختراق مستوى 26.10 ريال المتقاطع مع المتوسط المتحرك لمدة 50 يومًا فقط. وحتى ذلك الحين، تظل النظرة الفنية العامة سلبية ما لم تظهر إشارات انعكاس مؤكدة مدعومة بتحسن في مؤشرات الزخم.
معلومات عن شركة أرامكو السعودية
تُعد أرامكو السعودية من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، تأسست عام 1933 ويقع مقرها الرئيسي في الظهران، المملكة العربية السعودية. وتتميّز بقدرة إنتاجية عالية واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
وتسعى أرامكو لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة والابتكار، وتُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 16%.
إخلاء المسؤولية: تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. إن الأسواق والأدوات المذكورة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا يجب أن تظهر بأي شكل من الأشكال كتوصية لشراء أو بيع هذه الأوراق المالية. يجب عليك القيام بأبحاثك الخاصة قبل اتخاذ أي قرارات الاستثمار. لا تضمن FXStreet بأي حال من الأحوال أن تكون هذه المعلومات خالية من الأخطاء أو والمغالطات أو الأخطاء المادية. كما لا يضمن أن هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. الاستثمار في الفوركس ينطوي على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك فقدان كل أو جزء من الاستثمار الخاص بك ، فضلا عن التوترات. تقع على عاتقك جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار، بما في ذلك الخسارة الإجمالية لرأس المال.
آخر الأخبار
اختيارات المحررين

توقعات سعر الذهب: زوج الذهب/الدولار XAU/USD يتطلع إلى استعادة منطقة 3400 دولار مع تحول التركيز نحو قرار البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed
تمدد أسعار الذهب الارتداد نحو منطقة 3400 دولار في وقت مبكر من يوم الثلاثاء. يظل الدولار الأمريكي في موقف دفاعي وسط مشكلات العملات الأجنبية الآسيوية وتكهنات البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed. من الناحية الفنية، يبدو أن المسار الأقل مقاومة نحو الاتجاه الصاعد في أسعار الذهب.

توقعات سعر البيتكوين: يتأرجح قرب حاجز الـ 95000 دولار مع تلميحات ترامب حول إشارات متباينة بشأن الاقتصاد وصفقات التجارة
يتأرجح سعر البيتكوين حول 95000 دولار يوم الاثنين بعد أن انخفض بنحو 3% خلال عطلة نهاية الأسبوع. اعترف الرئيس ترامب بإمكانية حدوث ركود لكنه يهدف إلى الإعلان عن صفقة تجارية واحدة على الأقل هذا الأسبوع، حسبما أفادت صحيفة وول ستريت جورنال.

الفوركس اليوم: استقرار أزواج العملات الرئيسية مع تحول التركيز نحو البنوك المركزية
تتذبذب أزواج العملات الرئيسية داخل نطاقات سعرية مألوفة في وقت مبكر من يوم الثلاثاء، حيث يمتنع المستثمرون عن دخول مراكز كبيرة قبل اجتماعات البنوك المركزية الرئيسية هذا الأسبوع. سوف يُصدر مكتب إحصاءات الاتحاد الأوروبي Eurostat بيانات مؤشر أسعار المنتجين PPI لشهر مارس/آذار. في وقت لاحق من اليوم، سوف تتضمن الأجندة الاقتصادية أرقام الميزان التجاري من كندا والولايات المتحدة.