الذهب يتراجع بعد الانخفاض المستوحى من البيانات الأمريكية

• توقف الذهب مؤقتًا وتماسك بعد عمليات بيع حادة يوم الجمعة.
• أظهرت بيانات التوظيف الأمريكية انضمام المزيد من الأشخاص إلى القوى العاملة في شهر مايو/أيار، وارتفاع الأجور أعلى من المتوقع.
• تجعل هذه البيانات احتمالية أن يقوم بنك الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي بخفض أسعار الفائدة في سبتمبر/أيلول منخفضة، مما يقلل من جاذبية الذهب للمستثمرين.

يأخذ سعر الذهب (زوج الذهب/الدولار XAU/USD) استراحة يوم الاثنين بعد انخفاضه بنحو ثلاث نقاط مئوية ونصف يوم الجمعة بعد صدور بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية (NFP) التي جاءت أفضل من المتوقع. يتم تداول المعدن الأصفر فوق مستوى 2300 دولار بقليل وسط معنويات متضاربة في السوق.

تشير الصورة الوردية للأجور والعمالة التي رسمتها بيانات الوظائف في الولايات المتحدة يوم الجمعة إلى إعادة تقييم جذرية لتوقعات أسعار الفائدة في الولايات المتحدة، ومن المتوقع الآن أن يبقي بنك الاحتياطي الفيدرالي على أسعار الفائدة مرتفعة لفترة أطول. وهذا بدوره كان له تأثير هبوطي فوري على الذهب من خلال رفع تكلفة الفرصة البديلة لحيازة المعدن الثمين الذي لا يدر عائدًا، مما يجعله أقل جاذبية للمستثمرين.

الذهب يتراجع بعد أن أعادت بيانات التوظيف الأمريكية ضبط توقعات أسعار الفائدة

استأنف سعر الذهب الوتيرة الهبوطية على المدى القصير في نهاية الأسبوع الماضي بعد أن أظهرت بيانات الوظائف غير الزراعية الأمريكية ارتفاعًا أعلى من المتوقع بمقدار 272 ألفًا في عدد العمال الجدد المنضمين إلى الاقتصاد في مايو/أيار، متجاوزة تقديرات الاقتصاديين البالغة 185 ألفًا، وأعلى من 165 ألفًا منقحة بالخفض في أبريل/نيسان.

لم تتفوق الوظائف على التوقعات فحسب، بل أظهرت البيانات أيضًا ارتفاع متوسط ​​الأجور في الساعة بنسبة 4.1٪ على أساس سنوي في مايو، أكثر من التوقعات البالغة 3.9٪ والنسبة المنقحة بالزيادة والبالغة 4.0٪ في أبريل. ويشير هذا إلى أن العمال يحققون المزيد من الكسب، مما قد يؤدي إلى زيادة الإنفاق، وبالتالي ارتفاع التضخم.

انخفضت توقعات السوق بأن بنك الاحتياطي الفيدرالي سوف يخفض أسعار الفائدة في اجتماع سبتمبر/أيلول إلى ما يزيد قليلاً عن 50٪ بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية من 67٪ سابقًا، وفقًا لأداة CME لمراقبة الاحتياطي الفيدرالي التي تعتمد تقديراتها على بيانات تسعير العقود الآجلة لصناديق الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي لأجل 30 يومًا. 

ومع ذلك، فإن سعر الذهب مدعوم بالتوقعات المختلفة لأسعار الفائدة العالمية، والتي لا تزال منخفضة. خفض بنك كندا (BoC) سعر الفائدة لليلة واحدة بنسبة 0.25٪ إلى 4.75٪ الأسبوع الماضي، كما فعل البنك المركزي الأوروبي (ECB). وقد أثار صدور بيانات التضخم المنخفضة في سويسرا تكهنات بأن البنك الوطني السويسري قد يخفض أسعار الفائدة أيضًا في اجتماعه المقرر في 20 يونيو/حزيران بعد التخفيض الأولي في مارس/آذار.

سوف يبحث متداولو الذهب الآن عن مزيد من الإشارات حول اتجاه الأسعار في اجتماع بنك الاحتياطي الفيدرالي لشهر يونيو/حزيران، والذي يختتم يوم الأربعاء، بالإضافة إلى بيانات مؤشر أسعار المستهلك الأمريكي (CPI) لشهر مايو/أيار والتي ستصدر في وقت سابق من نفس اليوم.

تراجع الشغف الآسيوي بالذهب

تعرض الذهب لمزيد من الضغوط في نهاية الأسبوع الماضي بعد صدور بيانات رسمية أظهرت أن بنك الشعب الصيني (PBoC) قد أوقف عمليات شراء المزيد من الذهب في مايو، منهيًا موجة شراء استمرت 18 شهرًا للبنك المركزي.

جاءت هذه البيانات في أعقاب عمليات شراء قوية في أبريل شهدت ارتفاع احتياطيات الصين من الذهب لدى بنك الشعب الصيني إلى أعلى مستوى لها على الإطلاق، وهو ما يمثل 4.9٪ من إجمالي الاحتياطيات، وبعد 18 شهرًا متتاليًا من النمو.

التحليل الفني: توقف الذهب مؤقتًا أثناء عمليات البيع

انخفض سعر الذهب إلى ما دون قاع النطاق عند 2315 دولارًا يوم الجمعة ووصل إلى الهدف الهبوطي الأولي عند 2303 دولارًا، والذي نتج عن اختراق خط الاتجاه الأصلي في مايو/أيار. كان هذا الهدف عند نسبة فيبوناتشي 0.618 لطول الحركة قبل كسر خط الاتجاه "a"، والتي تم استقراءها للأسفل كـ "b" (انظر الرسم البياني أدناه).

الهدف التالي، والذي تم تحقيقه أيضًا تقريبًا، هو عند حوالي 2285 دولارًا، وهو استقراء 100٪ لـ "a". قد يؤدي التحرك القوي هبوطيًا إلى مواجهة الذهب لمستوى الدعم عند 2279 دولارًا (أدنى قيعان سجلها في أواخر أبريل/نيسان وأوائل مايو/أيار).

الرسم البياني لزوج الذهب/الدولار XAU/USD فريم 4 ساعات

 

انخفض مؤشر القوة النسبية (RSI) لفترة وجيزة في منطقة التشبع البيعي قبل الخروج والارتفاع مرة أخرى فوق مستوى 30.00، مما يشير إلى احتمال تراجع الذهب على المدى القصير. ومع ذلك، فإن قوة الحركة الهبوطية السابقة هي التي تجعل من المرجح أن يستأنف الذهب التحرك هبوطيًا بمجرد اكتمال التراجع.

على الرغم من الضعف على المدى القصير، إلا أن اتجاهات المعدن الثمين على المدى المتوسط ​​والطويل لا تزال صعودية، ولا يزال خطر التعافي مرتفعًا.