بنوك مركزية خليجية تحذو حذو الفيدرالي الأمريكي وتبقي أسعار الفائدة دون تغيير وسط مخاوف جيوسياسية

أبقت عدة بنوك مركزية خليجية على أسعار الفائدة عند مستوياتها الحالية، عقب قرار الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يوم أمس بتثبيت معدلات الفائدة للمرة الرابعة على التوالي عند نطاق يتراوح بين 4.25% و4.50%، في خطوة تعكس حرص دول الخليج على المواءمة النقدية مع السياسة الأمريكية، والحفاظ على استقرار عملاتها المرتبطة بالدولار الأمريكي.

أعلن مصرف الإمارات المركزي الإبقاء على سعر الأساس لتسهيلات الإيداع لليلة واحدة عند 4.40%، وعلى سعر الاقتراض قصير الأجل من خلال التسهيلات الائتمانية عند 50 نقطة أساس فوق سعر الأساس.

وقال المركزي الإماراتي في بيان له إن معدل الأساس الذي يرتبط بمعدل الفائدة على أرصدة الاحتياطي المعتمد من الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي يحدد الموقف العام للسياسة النقدية، ويوفر حدًا أدنى لمعدل الفائدة الفعلي لمعدلات سوق النقد لليلة واحدة في الإمارات.

في السياق نفسه، قرر مصرف قطر المركزي الإبقاء على معدلات الفائدة الرئيسية، حيث ثبّت سعر فائدة الإيداع عند 4.60%، وسعر الإقراض عند 5.10%، وسعر إعادة الشراء (الريبو) عند 4.85%، مؤكدًا أن القرار يأتي بعد تقييم دقيق لتطورات السياسة النقدية والظروف الاقتصادية محليًا ودوليًا.

ويأتي هذا التوجه الخليجي في وقت يشهد فيه الاقتصاد العالمي حالة من الترقب، لا سيما في ظل التصعيد العسكري المستمر بين إسرائيل وإيران، وما يرافقه من مخاوف متصاعدة بشأن أمن مضيق هرمز، أحد أهم الممرات النفطية عالميًا، والذي يمر عبره نحو 20% من إمدادات النفط العالمية.

من جانبه، برر الاحتياطي الفيدرالي الأمريكي قراره بالتثبيت بضرورة التريث والحذر في مواجهة مزيج من التحديات الاقتصادية، أبرزها تباطؤ النمو وارتفاع التضخم ومعدلات البطالة، مرجحًا إمكانية خفض الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس لاحقًا هذا العام، على الرغم من الضغوط السياسية المكثفة من الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، الذي دعا إلى خفض حاد للفائدة بمقدار نقطتين مئويتين، وهاجم رئيس الفيدرالي جيروم باول واصفًا إياه بـ"الغبي".