توقعات زوج يورو/دولار EUR/USD: قد يتم بيع محاولات الارتداد في أعقاب توقعات تيسير البنك المركزي الأوروبي ECB

يشهد زوج يورو/دولار EUR/USD ارتداداً متواضعًا من أدنى المستويات خلال ستة أشهر، مدعوماً من الدولار الأمريكي الأضعف.
تبين أن حافز الرغبة في المخاطرة يمثل عامل رئيسي يؤدي إلى جني الأرباح حول الدولار.
الرهانات على رفع معدل الفائدة مرة أخرى من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed في عام 2023 تصب في صالح ثيران الدولار الأمريكي وقد تحد من المكاسب في الزوج.
رفع معدل الفائدة الذي يميل نحو التيسير من جانب البنك المركزي الأوروبي ECB يوم الخميس يتطلب الحذر أيضاً قبل وضع رهانات صعودية جديدة.

يجذب زوج يورو/دولار EUR/USD بعض عمليات الشراء في اليوم الأخير من الأسبوع ويعكس جزءًا من انخفاض اليوم السابق إلى أدنى المستويات خلال ما يقرب من ستة أشهر الذي تم تسجيله في أعقاب قرار البنك المركزي الأوروبي ECB بشأن معدل الفائدة الذي يميل نحو التيسير. اختار البنك المركزي الأوروبي ECB رفع معدلات الفائدة للمرة العاشرة على التوالي، بمقدار 25 نقطة أساس، ليصل معدل الفائدة الرئيسي إلى أعلى مستوياته على الإطلاق عند 4٪ من أجل مواجهة التضخم المرتفع بشكل عنيد. في بيان السياسة النقدية المصاحب، أرسل البنك المركزي رسالة واضحة مفادها أن دورة تشديد السياسة النقدية التي استمرت 14 شهرًا يمكن أن تكون قد وصلت إلى ذروتها بالفعل. بالإضافة إلى ذلك، فإن خفض توقعات مؤشر أسعار المستهلك CPI ونمو الناتج المحلي الإجمالي GDP للأعوام القادمة 2024 و 2025 أكد من جديد التوقعات بأن المزيد من الارتفاعات في معدل الفائدة قد تكون غير مطروحة في الوقت الحالي. تفاعلت الأسواق سريعًا وهي الآن تقوم بتسعير إمكانية لخفض معدل الفائدة خلال النصف الأول من عام 2024، مما يضغط بشكل كبير على العملة الموحدة.

مع قول ذلك، فإن الرغبة في المخاطرة تؤدي إلى بعض عمليات جني الأرباح حول الدولار الأمريكي كملاذ آمن، وخاصة بعد الارتفاع الأخير إلى أعلى المستويات منذ مارس / آذار، مما يساعد زوج يورو/دولار EUR/USD على الارتفاع قبل الجلسة الأوروبية يوم الجمعة. أصبحت الأسواق متفائلة بعد أن خفض بنك الشعب الصيني PBoC نسبة متطلبات الاحتياطي للمقرضين المحليين بمقدار 25 نقطة أساس - وهي الخطوة الثانية من نوعها هذا العام. من المتوقع أن يؤدي ذلك إلى تحرير مزيد من السيولة وربما دعم النمو في ثاني أكبر اقتصاد في العالم، مما يخفف من مخاوف الركود. بالإضافة إلى ذلك، أعلنت الصين نمو الإنتاج الصناعي ومبيعات التجزئة بأكثر من المتوقع في أغسطس / آب، مما يعزز ثقة المستثمرين بشكل أكبر. مع قول ذلك، فإن احتمالات إجراء مزيد من التشديد في السياسة من جانب البنك الاحتياطي الفيدرالي Fed من المفترض أن تعمل بمثابة رياح مواتية للدولار وتحد من تسجيل أي ارتداد ملموس في زوج يورو/دولار EUR/USD.

من المتوقع على نطاق واسع أن يحافظ البنك المركزي الأمريكي على الوضع الراهن الأسبوع المقبل، على الرغم من أن بيانات الاقتصاد الكلي الأمريكية القوية الواردة تُبقي الباب مفتوحًا أمام زيادة أخرى بمقدار 25 نقطة أساس بحلول نهاية هذا العام. أفاد مكتب الإحصاء الأمريكي يوم الخميس بأن مبيعات التجزئة ارتفعت بنسبة 0.6% في أغسطس / آب، متجاوزة التوقعات التي كانت تشير إلى ارتفاع بنسبة 0.2% وقراءة الشهر السابق المعدلة بالخفض عند 0.5%. بالإضافة إلى ذلك، ارتفعت مطالبات البطالة الأولية في الولايات المتحدة بأقل من المتوقع، إلى 220 ألف الأسبوع الماضي، مقارنة بالقراءة السابقة عند 217 ألف. بالإضافة إلى ذلك، نشر مكتب الولايات المتحدة لإحصاءات العمل مؤشر أسعار المنتجين PPI الأمريكي، والذي تسارع إلى 0.7% في أغسطس / آب من 0.4% السابقة وارتفع المعدل السنوي إلى 1.6%، أسرع من 1.2% المتوقعة و0.8% في يوليو / تموز. هذا، إلى جانب تضخم المستهلك الراسخ، كما يُظهر تقرير مؤشر أسعار المستهلك CPI الأمريكي يوم الأربعاء، من المفترض أن يسمح للبنك الاحتياطي الفيدرالي Fed بالحفاظ على معدلات الفائدة مرتفعة لفترة أطول.

تشير خلفية الأساسيات المذكورة أعلاه إلى أن المسار الأقل مقاومة في زوج يورو/دولار EUR/USD نحو الاتجاه الهابط وأي حركة صاعدة لاحقة قد يستمر النظر إليها على أنها فرصة للبيع. يتطلع المشاركون في السوق الآن إلى خطاب رئيسة البنك المركزي الأوروبي ECB كريستين لاجارد من أجل الحصول على زخم جديد. بصرف النظر عن ذلك، فإن الأجندة الاقتصادية الأمريكية - التي تتضمن إصدار مؤشر إمباير ستيت التصنيعي ومؤشر معنويات المستهلك الأولي في ميتشجان - قد تؤثر على ديناميكيات أسعار الدولار الأمريكي وتنتج فرص تداول قصيرة الأجل حول الزوج. ومع ذلك، لا تزال الأسعار في طريقها لتسجيل خسائر للأسبوع التاسع على التوالي، ويبدو أنها معرضة لتسجيل مزيد من الانخفاض.

التوقعات الفنية

من منظور فني، كان يُنظر إلى الكسر الأخير للمتوسط المتحرك البسيط 200 يوم الهام الغاية، لأول مرة خلال عام 2023، على أنه حافز جديد للدببة. بالإضافة إلى ذلك، فإن مؤشرات التذبذب على الرسم البياني اليومي تستقر في عمق المنطقة السلبية ولا تزال بعيدة عن مناطق التشبع البيعي، مما يؤكد صحة النظرة السلبية لزوج يورو/دولار EUR/USD. بعض الاستمرارية في عمليات البيع اللاحقة فيما دون منطقة 1.0635-1.0630، أو أدنى المستويات خلال عدة أشهر المسجلة يوم الخميس، سوف تؤكد صحة التوقعات الهبوطية وتدفع الأسعار للانخفاض إلى حاجز منطقة 1.0600. الكسر المقنع لهذه المنطقة الأخيرة من المفترض أن يمهد الطريق لتمديد الهبوط نحو الدعم التالي الملحوظ بالقرب من منطقة 1.0525 (قاع 8 مارس / آذار)، في الطريق إلى الحاجز النفسي عند منطقة 1.0500 وأدنى المستويات منذ بداية العام، حول منطقة 1.0480 المسجلة في يناير / كانون الثاني.

على الجانب الآخر، من المرجح أن يواجه أي ارتداد إضافي مقاومة بالقرب من القاع الشهري السابق، حول منطقة 1.0685، والتي يليها مباشرة حاجز منطقة 1.0700، والتي فيما فوقها يمكن أن تؤدي موجة من تغطية مراكز البيع المكشوفة إلى رفع زوج يورو/دولار EUR/USD نحو الحد العلوي لنطاق التداول الأسبوعي، حول منطقة 1.0765-1.0770، والتي تليها عقبة ملحوظة بالقرب من حاجز منطقة 1.0800 ودعم المتوسط المتحرك البسيط 200 يوم الهام للغاية المكسور الذي تحول إلى مقاومة، والتي تقع حاليًا بالقرب من منطقة 1.0820-1.0825. القوة المستدامة فوق الحاجز المذكور من المفترض أن تسمح للأسعار باستعادة حاجز منطقة 1.0900، والتي تتزامن مع المتوسط ​​المتحرك البسيط 100 يوم وتحد من تسجيل أي مكاسب أخرى. ومع ذلك، فإن بعض الاستمرارية في عمليات الشراء اللاحقة سوف تشير إلى أن الزوج قد شكل قاعًا وتحول التحيز على المدى القريب لصالح الثيران.