الذهب: الثيران يخرجون فائزين، هل مستوى 1500$ محتمل؟

بعد نهاية فظيعة لعام 2015، نظم الذهب تراجعًا قويًا في أول ستة أشهر من عام 2016، بعد أن سجل أفضل نصف عام في أربعة عقود. ارتفع المعدن الأصفر 25% في النصف الأول من عام 2016، مع "رحلة إلى الأمان" التي نشأت عن النمط الأساسي وسط تزايد عدم اليقين والذعر السائد في الأسواق المالية.

البداية المضطربة لعام 2016 التي تتميز باضطرابات الأسهم الصينية في أعقاب النمو المتعثر للصين أدت إلى الانهيار في الأسواق المالية العالمة. التحركات في اليوان الصيني والتي سمحت للسلطات بإضعاف محاولة التعزيز للصادرات الواهنة مما أثار الحذر حول ثاني أكبر اقتصاد في العام. وبالتالي، شهد الذهب ارتفاعًا حادًا فوق 1100 دولا أمريكي في الشهر الأول من عام 2016 إذ اتجه المستثمرون إلى الملاذات الآمنة في محاولة لحماية ثرواتهم وسط الفوضى والذعر في السوق. علاوة على ذلك، فإن الخطوة المفاجئة التي أعلنت من بنك اليابان قد عززت انتعاش الذهب أيضًا. اعتمد البنك المركزي الياباني سياسة أسعار الفائدة السلبية للمرة الأولى على الإطلاق وذلك في محاولة لإنعاش النمو في ثالث أكبر اقتصاد في العالم.

في أواخر فبراير، اكتسب الانتعاش الزخم واقترب المعدن من 1250 دولار – مستويات نفسية رئيسية، بعد أن أعلنت الهند المستهلك الثاني عالميًا للذهب؛ عن ثلاثة تدابير سياسية للذهب (مخطط سك النقود الذهبية، السندات الذهبية السيادية وعملة الذهب الهندية) في ميزانية 2015. أيضًا، وجد الذهب الدعم من التدفقات الضخمة من ETF المدعم بالذهب، لتصل القيمة إلى 200 لف طنت في فبراير، وهي أكبر تدفقات شهرية على الإطلاق. شهد مارس مسيرة ترسيخ للجانب الهابط في أسعار الذهب ولكن تمكن المعدن من البقاء فوق حاجز 1200 دولار وسط الموقف المهادن من البنوك المركزية بما في ذلك الاحتياطي الفيدرالي. ترك الاحتياطي الفيدرالي تكاليف الإقراض دون تغيير وخفض من توقعا 2016 لمعدلات الفائدة في اجتماع مارس مما يقضي على التوقعات برفع المعدلات في الصيف. أتت بعد ذلك التقارير السيئة لسوق العمل الأمريكية لشهر أبريل ومايو مما صب الماء البارد على احتمالات رفع المعدلات هذا العام وبالتالي قاد المعدن إلى قمم 15 شهر عند 1300 دولار.

على أي حال، فقدت المسيرة الزخم بعد وقت قريب نحو معاداة خروج المملكة مما جلبت شهية المخاطرة إلى الأسواق وبالتالي فقد الذهب بريقه وسط مسيرات الأسهم العالمية مما حد الطلب على العملات الآمنة. في نهاية الربع الثاني من عام 2016، استأنف الذهب المسار الصاعد إلى اعلى مستوى في عامين عند 1358.41. بعد أن سعت الأسواق إلى الأمان بعد خروج المملكة. ارتفع الذهب بمقدار 8% بعد أن تسلمت بريطانيا صدمة الخروج في استفتاء 23 يونيو.

النصف الثاني من 2016 – ترقب 1500 دولار أمريكي بعد خروج المملكة

توقعات ما بعد الخروج تبدو قاتمة ما دخلونا للنصف الثاني من عام 2016، مما رفع أسعار الذهب إلى أعلى مستويات في 27 شهرًا عند 1375.17 في الأسبوع الأول بعد خروج المملكة. الاقتصاد المتعلق بخروج المملكة وحالة عدم اليقين السياسة تحكم قبضتها على الأسواق بينما يستمر المستثمرون في نشوة المعدلات في الولايات المتحدة.

مع ذلك، مع وجود رئيسة الوزراء الجديدة في المملكة المتحدة تيريزا ماي وفريق الخروج، فإن مخاوف الخروج قد تراجعت بعض الشيء مما يمهد لبيع حاد في المعدن الأصفر. مع ذلك، فإن الثيران وجدوا الإغاثة ف الانقلاب العسكري الفاشل في تركيا على الرغم من أن الانتعاش كان وجيز مع إعادة ظهور رفع الاحتياطي الفيدرالي لمعدلات الفائدة هذا العام، بعد سلسلة البيانات الأمريكية الاقتصادية التي صدرت خلال الأسبوعين الماضيين.

بالتطلع إلى الأمام، يبقى أن نرى ما إذا سيوفي الاحتياطي الفيدرالي بوعوده برفع المعدلات هذا العام وسط المخاوف بشأن النمو العالمي والمخاطر الجيوسياسية. وبالتالي، فغن النصف الثاني من عام 2016 مرجح أن يشهد تمديد انتعاش الذي من أدنى مستويات تقريبًا في 7 سنوات وتوقعات بجولة جديدة من التيسير للبنوك المركزية حول العالم.

العوامل التي تؤثر على الذهب في النصف الثاني من عام 2016

الانتخابات الرئاسية الأمريكية: من المتوقع أن تكون الانتخابات الأمريكية في نوفمبر حافزًا كبيرًا للذهب ويتوقع أن يكون ذو تأثير أكبر من استفتاء المملكة المتحدة. المرشح الجمهوري دونالد ترامب هو المرشح الأقرب للمرشح الديمقراطي هيلاري كلينتون، تتوقع الأسواق أن سياسات ترامب قد تعيق النمو الاقتصادي في الولايات المتحدة وهو ما يؤدي بالأسواق الأمريكية إلى الاضطراب ودفع الذهب كملاذ آمن للأعلى.

تيسير البنك المركزي: معظم البنوك المركزية الرئيسية حول العالم تفكر في تخفيف إضافي مع استمرار تقييم أثر خروج المملكة المتحدة على الاقتصادات. البنك المركزي الأوروبي ترك السياسة دون تغيير في يوليو وقد ينظر في أمر التيسير في وقت لاحق هذا العام مع بداية تأثير الخروج على منطقة اليورو والاقتصادات الأساسية فيها. من المتوقع أن يخفض بنك إنجلترا المعدلات إلى مستويات قياسية في وقت قرب مثل أغسطس مع تأثر قبيح للخروج على الاقتصاد.

يتوقع أيضًا أن يقوم بنك اليابان بالتيسير في الأشهر المقبلة وسط الارتفاع الحاد للعملة المحلية وتدهور آفاق النمو. قد يمتنع مجلس الاحتياطي الفيدرالي عن رفع المعدلات هذا العام ويمكن أن يعتمد لهجة مهادنة أكثر في الأشهر المقبل (وجهة نظري الشخصية).

ارتفاع الطلب على الملاذ الآمن: ارتفاع الطلب على الذهب كوسيلة تحوط على خلفية المخاطر المتزايدة نحو الأصول ذات المخاطر إذ يبحث المستثمرين عن عوائد أعلى وسط استمرار بيئة منخفضة العوائد. وكل هذا من المرجح أن يدفع الذهب إلى "اللجوء لبر الأمان من ناحية المستثمرين".

الطلب الصيني: تحشد الصين حيازتها من الذهب، مما يرفع احتياطات البنك المركزي من الذهب 71.4% خلال 12 أشهر ماضية، مقارنة مع الزيادة العالمية لاحتياطي البنك المركزي 2.85%. علاوة على ذلك، في أعقاب عدم الاستقرار حول العملة الصينية، فإن الأفراد والشركات يقومون بشراء الذهب للمحافظة على قيمة المال. 

التحليل الفني للذهب خلال النصف

ارتد الذهب من دعم قوي بين 1040-1050 نحو إغلاق 2015 وبدأ 2016 على خطى قوية. في الأشهر اللاحقة، مددت الأسعار الزخم الصاعد على حاسم فوق 100-sma الشهري ثم عند 1267. الثيران تولوا السيطرة الكاملة وراء هذا الأخير مما قاد المعدلات لما بعد 50-sma شهري لتسجيل قمم عامين قبل 1375. ذهب الأسعار إلى قناة تنازلية على المدى الطويل مقاومة 1377 في وقت سابق هذا الشهر وانخفض إلى 1310.76 قبل أن يستعيد بعض قوته 50-sma والآن عند 1323.

سلسلة الهبوط المستمر للذهب من المرجح أن تزداد حدة كسر علامة 1300، مما يأخذ الأسعار لاختبار دعم قوي قرب 1279-77، التقاء 100-sma و 5-sma شهري وفيب 38.20% من 1999-2011 ارتفاع مكافئ. ظاهرة البيع المكثف يمكن أن تثار، في تلك الحالة، يجب على الذهب  اختراق الدعم الرئيسي الأخيرة مما يرسله للأقل نحو منطقة دعم تالية بين 1200-1185 حيث 20-sma شهر و 10-sma شهري والترند الهابط 2012.

أي انخفاض في أسعار الذهب خلال أشهر مقبلة هي فرصة جيدة للشراء حيث من المحتمل ان تبقى المسيرات على قيد الحياة إذ أن فوق المحركات الأساسية من المرجح أن تبقى المسيرة مستمرة. إذا تحول الاحتياطي الفيدرالي للمهادنة هذا العام أو فاز ترامب بالانتخابات الرئاسية الأمريكية، يمكننا رؤية عمليات شراء جديدة في المعدن وقد يؤدي إلى اختراق قناة هابطة والعودة إلى 1475-1525.