تركيا ودورها في إعادة إعمار سوريا: تزويد البلاد بالكهرباء والتركيز على قطاعي النفط والغاز
|تسعى تركيا للعب دور كبير في إعادة إعمار سوريا، مع التركيز على تلبية احتياجات البلاد من الطاقة وتعزيز إنتاج النفط والغاز الطبيعي.
في تصريحات للصحافة التركية، كشف وزير الطاقة التركي، ألب أرسلان بيرقدار، عن خطط بلاده لتزويد سوريا بالكهرباء في أقرب وقت ممكن، مؤكدًا أن تركيا ستسهم في تحسين قدرات إنتاج الكهرباء هناك. وأضاف بيرقدار أن بلاده ستبدأ بتوفير الكهرباء للمناطق التي تعاني من انقطاع حاد في الطاقة عبر الاستيراد، على أن تركز في المستقبل القريب على زيادة الإنتاج المحلي للكهرباء.
وتسعى تركيا كذلك إلى تعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة في مشاريع مشتركة لإعادة إعمار قطاع النفط والغاز في سوريا، والتي تأثرت بشكل كبير جراء الحرب. وتطرق الوزير التركي إلى أهمية استغلال الموارد الطبيعية في سوريا من النفط والغاز كجزء من جهود إعادة الإعمار، حيث تراجعت مستويات الإنتاج بشكل ملحوظ، إذ يقدر إنتاج النفط في سوريا حاليًا بنحو 30 ألف برميل يوميًا، أي ما يعادل 5% من إنتاج ما قبل الحرب.
وأشار بيرقدار إلى إمكانية إنشاء خطوط أنابيب جديدة لنقل النفط والغاز من سوريا إلى تركيا، وهو ما سيسهم في ربط أسواق الطاقة بين البلدين، إضافة إلى تعزيز العلاقات الاقتصادية بينهما. كما أشار إلى أن هناك خططًا للتعاون طويل الأمد في هذا المجال، بما في ذلك ربط خط الأنابيب السوري مع الأنابيب العراقية-التركية.
ورغم تراجع إنتاج سوريا من النفط والغاز بشكل كبير بسبب الحرب، فإن مشاركة تركيا قد تلعب دورًا حيويًا في إحياء هذه الصناعات التي كانت تشكل جزءًا صغيرًا من اقتصاد سوريا في السابق.
وفي خطوة تتماشى مع استراتيجيتها الإقليمية، كانت تركيا من أولى الدول التي أعادت فتح سفارتها في دمشق بعد الإطاحة بالرئيس السوري بشار الأسد، وهو ما يعكس رغبة أنقرة في تعزيز التعاون مع الحكومة السورية الجديدة في مختلف المجالات، بما في ذلك قطاع الطاقة. وأوضح بيرقدار أن أنقرة تدرس فرصًا لإرسال الكهرباء إلى لبنان عبر الأراضي السورية، ما يفتح الباب لتعاون أكبر في مجال الطاقة في المنطقة.
بالإضافة إلى دعمها لسوريا، تتوسع تركيا في مشاريع طاقة إقليمية أخرى، حيث تسعى لدعم قطاع الطاقة في الصومال، مع تنفيذ مشاريع للتنقيب عن النفط والغاز، في إطار جهودها لتعزيز دورها الإقليمي والدولي في قطاع الطاقة.
سعر صرف الدولار الأمريكي بالليرة السورية
في الوقت الذي تسعى فيه تركيا لتعزيز تعاونها مع سوريا في قطاع الطاقة، لا تزال الليرة السورية تشهد تقلبات حادة، مما يعكس التحديات الاقتصادية الكبرى التي تواجه البلاد. فقد تراجع سعر صرف الليرة السورية بشكل ملحوظ خلال الأيام الأخيرة، حيث وصل سعر الدولار في السوق السوداء/السوق الموازية إلى 13100 ليرة للشراء و13600 ليرة للبيع في دمشق، بينما سجلت الأسعار في حلب 13200 ليرة للشراء و13700 ليرة للبيع. يعكس هذا التراجع الأزمات الاقتصادية المستمرة التي تعاني منها البلاد، والتي تشمل التضخم الحاد الذي بلغ معدلات غير مسبوقة وصلت إلى 140%، ما دفع نحو 96% من السكان تحت خط الفقر.
كما تواصل الحكومة السورية جهودها للحفاظ على استقرار سعر صرف الليرة عبر إجراءات من ضمنها السماح بتحويل الحوالات الواردة من الخارج بالعملة الأجنبية أو بالليرة السورية حسب رغبة المستفيد. وفي المقابل، تُظهر الأرقام أن الفجوة بين السوق الرسمية والسوق السوداء لا تزال كبيرة، مع تباين واضح في الأسعار بينهما، ما يعرقل قدرة المواطنين على التنبؤ بمستقبل الاستقرار المالي في البلاد.
أخبار ذات صلة:
مصرف سوريا المركزي يحدد سعر الصرف عند 15000 ليرة سورية للدولار الأمريكي
تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.