سعر سهم أرامكو اليوم: يتراجع تحت ضغط هبوط أسعار النفط والمخاوف من تباطؤ الاقتصاد العالمي
|سجّل سهم أرامكو السعودية تراجعًا خلال تداولات اليوم الثلاثاء 29 أبريل/نيسان 2025، مواصلاً انخفاض يوم أمس بعد سلسلة مكاسب استمرت لعدة أيام، وسط ضغوط واضحة من تراجع أسعار النفط العالمية وتزايد حالة عدم اليقين حيال مستقبل الطلب في ظل استمرار الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، وترقب نتائج مفاوضات الرسوم الجمركية، إلى جانب غياب محفزات مالية قوية من الشركات الكبرى في السوق السعودي.
أغلق سهم أرامكو عند مستوى 25.65 ريال سعودي، متراجعًا بنسبة 0.39% مقارنة بالإغلاق السابق. وافتتح السهم تداولاته عند 25.75 ريال، مسجلًا أعلى مستوى خلال الجلسة عند 25.80 ريال، وأدنى مستوى عند 25.60 ريال. وبلغ حجم التداول نحو 7.63 مليون سهم، بقيمة إجمالية قاربت 195.9 مليون ريال، موزعة على 14252 صفقة.
عوامل مؤثرة على أداء سهم أرامكو
أسعار النفط وعودة القلق بشأن الطلب العالمي
شهدت أسعار النفط انخفاضًا واضحًا خلال التعاملات الأوروبية المبكرة اليوم الثلاثاء؛ حيث هبط خام برنت بنسبة 0.95% إلى 64.14 دولارًا للبرميل، فيما تراجع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 1% إلى 61.15 دولارًا للبرميل، وفقًا لتقرير Fxstreet، متأثرة بتراجع شهية المخاطرة في الأسواق نتيجة تصاعد التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والتي أضعفت من آفاق النمو الاقتصادي العالمي وبالتالي الطلب على الطاقة.
ويؤكد المحللون أن الأسواق باتت أكثر تحسّسًا تجاه أي إشارات ضعف اقتصادي، خصوصًا مع غياب التقدم في مفاوضات واشنطن وبكين، وتزايد التوقعات بعودة النفط الإيراني إلى السوق. هذا التراجع في الأسعار انعكس بشكل مباشر على أداء سهم أرامكو، الذي لطالما ارتبط أداؤه بتحركات أسعار الخام.
وقد ألقى بنك باركليز الضوء على هذه المخاوف، في مذكرة صادرة أمس الاثنين، خفّض فيها توقعاته لسعر خام برنت خلال الربع الثاني من العام الجاري بمقدار 4 دولارات ليصل إلى 70 دولارًا للبرميل، مشيرًا إلى تصاعد التوترات التجارية والتحول في استراتيجية الإنتاج من قبل أوبك+، حيث يتوقع أن تؤدي هذه العوامل إلى فائض في إمدادات النفط هذا العام يُقدر بمليون برميل يوميًا، بحسب رويترز.
ويتوقع بنك باركليز أن متوسط سعر خام برنت قد يصل إلى 75 دولارًا للبرميل إذا هدأت التوترات التجارية الحالية وتراجعت أوبك+ عن موقفها الحالي، فيما قد يهوي السعر إلى نطاق 50 دولار إذا تراجع الطلب واستمرت أوبك+ في سياستها الإنتاجية الحالية.
ويُذكر أن وكالة الطاقة الدولية قد خفضت توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 بشكل كبير بعد تصاعد الحرب التجارية إلى 730 ألف برميل يوميًا في 2025، وهو أبطأ معدل في 5 سنوات، مقابل توقعات سابقة بلغت 1.03 مليون برميل يوميًا.
وتنتظر الأسواق صدور تقرير معهد البترول الأمريكي عن مخزونات النفط في وقت لاحق اليوم، قبل إعلان البيانات الرسمية من إدارة معلومات الطاقة الأمريكية غدًا الأربعاء، مع توقعات الأسواق ارتفاع مخزونات النفط الخام بنحو 500 ألف برميل في الأسبوع المنتهي في 25 أبريل/نيسان.
كان معهد البترول الأمريكي أعلن في تقريره السابق عن المخزونات الأمريكية ارتفاعها بواقع 2.4 مليون برميل، خلال الأسبوع المنتهي في 11 أبريل، في إشارة إلى تباطؤ الطلب في أكبر مستهلك عالمي للطاقة.
وسابقًا، خفضت منظمة أوبك أيضًا توقعاتها لنمو الطلب العالمي على النفط في 2025 بمقدار 1.30 مليون برميل يوميًا مقابل تقديرات الشهر الماضي البالغة 150 ألف برميل يوميًا.
النتائج المالية المرتقبة وتحديات عام 2024
ينتظر المستثمرون إعلان النتائج المالية لأرامكو عن الربع الأول من عام 2025 في 11 مايو المقبل، بعد أن سجّلت الشركة انخفاضًا في أرباح 2024 بنسبة 12.4% إلى 398.4 مليار ريال. وتُعزى هذه النتائج إلى انخفاض الإيرادات، وارتفاع تكاليف التشغيل، وتراجع دخل التمويل، وهو ما يزيد من الضغوط على السهم في غياب أي إشارات بتحسن قريب في المؤشرات التشغيلية أو التدفقات النقدية.
شراكات استراتيجية للمستقبل
رغم ذلك، لا تزال أرامكو تحتفظ بموقع استراتيجي عالمي، بدعم من استثماراتها الأخيرة في الصين وشراكاتها في مجالات التكرير والطاقة النظيفة، ما يعزز من فرص تعافي السهم على المدى المتوسط، خاصة مع استمرار توزيعات الأرباح السخية المرتبطة بالأداء.
كانت أرامكو قد وقعت اتفاقية مشروع مشترك مع شركة "سينوبك" الصينية بقيمة 4 مليارات دولار، لتطوير مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في مقاطعة فوجيان الصينية، يوم أمس، وذلك بعد أيام من توقيع اتفاقية مع "بي واي دي" للسيارات الكهربائية، مما يعكس استراتيجية أرامكو لتنويع الشراكات في أسواق الطاقة النظيفة والآسيوية.
التوصيات الإيجابية من بيوت الخبرة
واصلت بيوت الخبرة المحلية دعمها لتوقعات أداء سهم أرامكو، إذ أوصت "الجزيرة كابيتال" يوم أمس بزيادة الوزن النسبي للسهم، مع تحديد سعر مستهدف عند 29.6 ريال سعودي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. استندت التوصية إلى عدة عوامل، أبرزها قوة الطلب العالمي على النفط السعودي، لا سيما مع استمرار القيود المفروضة على صادرات الطاقة من بعض الدول المنتجة الكبرى مثل روسيا وإيران وفنزويلا.
كما أشارت التوصية إلى أن مكانة أرامكو كأحد المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة، وقوة مركزها المالي، يجعلها في موقع متميز للاستفادة من أي تحسن في الطلب العالمي أو تقلبات سوق الطاقة، مما يعزز جاذبية السهم كمصدر استثماري دفاعي ومستقر.
تطورات مؤشر تداول – تاسي (TASI)
أنهى مؤشر السوق السعودي (تاسي) جلسة اليوم على انخفاض بنسبة 0.3% عند 11746 نقطة، في ظل غياب المحفزات القوية وضعف النتائج الفصلية لعدد من الشركات. وشهدت القطاعات القيادية، بما فيها الطاقة والبنوك، ضغوطًا بيعية، وهو ما انعكس على أداء سهم أرامكو القيادي الذي تراجع إلى جانب غالبية الأسهم الكبرى مثل الراجحي وسابك.
الراجحي: -0.20% إلى 98.70 ريال
الأهلي: +0.28% إلى 35.60 ريال
سابك: -0.49% إلى 61.40 ريال
أكوا باور: -1.53% إلى 321.60 ريال
كيان السعودية: -2.83% إلى 5.83 ريال
نظرة فنية على سهم أرامكو
من الناحية الفنية، عاد سهم أرامكو إلى اختبار الدعم المحوري قرب مستوى 25.60 ريال، بعد فشله مجددًا في تجاوز مقاومة 25.85 ريال، مما يؤكد استمرار النطاق الجانبي المسيطر على السهم في المدى القصير. ويستقر السعر حاليًا دون المتوسط المتحرك لـ50 يومًا البالغ 26.32 ريال، مع غياب إشارات فنية واضحة على اختراق وشيك، مما يعكس استمرار الضغوط الفنية على السهم.
يتداول سهم أرامكو حالياً في نطاق أفقي، وسط إشارات فنية متباينة تميل إلى الحياد. يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) عند مستوى 45 تقريباً، ما يشير إلى أن الزخم السعري ما زال ضعيفاً نسبياً دون مستوى الحياد 50، لكنه في الوقت ذاته بعيد عن منطقة التشبع البيعي، ما يعكس حالة من الترقب لدى المستثمرين دون وجود ضغط بيعي حاد أو قوة شرائية واضحة.
من جهة أخرى، يُظهر مؤشر الماكد (MACD) تقاطعًا إيجابيًا طفيفًا، وهو ما يُعد إشارة فنية مبكرة لاحتمال تحسن الأداء السعري، خاصة إذا تواصلت السيولة الإيجابية. لكن بقاء السعر دون المتوسطات المتحركة 50 و100 و200 يوم يعزز الرؤية الحذرة، ويشير إلى أن السهم بحاجة إلى محفزات أقوى لاختراق مستويات المقاومة الفنية عند 26.30 ريال تقريبًا.
في حال كسر الدعم الحالي عند 25.60 ريال، قد يتجه السهم لاختبار مستويات أدنى عند 25.25 ريال، فيما تبقى المقاومة القريبة عند 25.85 ريال بمثابة حاجز رئيسي لاستئناف أي مسار صعودي.
خلاصة
يتعرّض سهم أرامكو حاليًا لضغوط ناتجة عن تراجع أسعار النفط وتفاقم المخاوف من ضعف الطلب العالمي وسط التوترات الجيوسياسية والتجارية، إضافة إلى غياب محفزات مالية قوية في السوق المحلي. ومع ترقب إعلان نتائج الربع الأول، من المتوقع أن يواصل السهم تحركاته الحذرة ضمن نطاق ضيق، بانتظار عوامل جديدة قادرة على تغيير مسار السوق ودفع السهم نحو اختراق فني واضح.
معلومات عن شركة أرامكو السعودية
تُعد أرامكو السعودية من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، تأسست عام 1933 ويقع مقرها الرئيسي في الظهران، المملكة العربية السعودية. وتتميّز بقدرة إنتاجية عالية واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
وتسعى أرامكو لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة والابتكار، وتُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 16%.
تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.