سعر سهم أرامكو اليوم: يقفز 2.2% بعد الإعلان عن أرباح فصلية تفوق 26 مليار دولار متجاوزة التوقعات
|أنهى سهم أرامكو السعودية تداولات اليوم الاثنين 12 مايو/أيار 2025 على ارتفاع ملحوظ بلغت نسبته 2.2%، ليغلق عند مستوى 25.55 ريال سعودي، مقارنة بإغلاق الجلسة السابقة عند 25.00 ريال. جاء هذا الارتفاع القوي في ثاني جلسات الأسبوع بدعم مباشر من النتائج الفصلية المفاجئة التي أعلنتها الشركة أمس الأحد، والتي فاقت التوقعات، ما أعاد الثقة للأسواق ودفع المستثمرين للشراء بوتيرة أعلى.
افتتح السهم التداولات عند 25.05 ريال، وسجل أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 25.70 ريال، بينما بلغ أدنى مستوى 25.05 ريال. وارتفع حجم التداول بشكل لافت إلى نحو 17 مليون سهم، بقيمة إجمالية قاربت 435 مليون ريال، وهي أرقام تفوق المتوسطات الفصلية لحجم وقيمة التداول، ما يعكس عودة الزخم الشرائي بعد مرحلة من الحذر والترقب. وبالرغم من هذا التحسن، لا يزال السهم منخفضًا بنسبة 10.87% منذ بداية العام، و16.25% على أساس سنوي.
عوامل مؤثرة على أداء سهم أرامكو
نتائج تفوق التوقعات وترسّخ مرونة الشركة التشغيلية
جاءت نتائج الربع الأول لأرامكو السعودية أفضل من التقديرات السابقة، حيث بلغ صافي الربح 97.54 مليار ريال (26.0 مليار دولار)، متجاوزًا التوقعات التي كانت تشير إلى 94 مليار ريال، بالرغم من انخفاض الأرباح بنسبة 4.6% مقارنة بالربع الأول من 2024. كما سجلت الشركة إيرادات بقيمة 405.65 مليار ريال، ما يمثل ارتفاعًا طفيفًا على أساس سنوي، ويُظهر مرونة واضحة في الأداء رغم تراجع أسعار النفط ومنتجاته خلال نفس الفترة.
ووفقًا لمحللين لدى شركة جيفريز، فإن هذا الأداء المفاجئ يعود إلى قوة نتائج قطاع المنبع، الذي تفوق على متوسط التوقعات بنسبة 6% في الأرباح قبل الفوائد والضرائب، ما يعكس استمرار تفوق الكفاءة التشغيلية والإنتاجية في هذا القطاع. ويتجه التركيز حاليًا نحو قدرة الشركة على الحفاظ على توزيعات أرباح مستدامة في ظل مستويات الأسعار الحالية للنفط.
تحول استراتيجي يحد من تأثير تقلبات النفط
أظهرت البيانات أن أرامكو استفادت من استراتيجية تنويع مصادر الدخل عبر التوسع في قطاع المصب، حيث ارتفعت الكميات المباعة من الغاز والمنتجات المكررة والكيمياوية، مما خفف من أثر انخفاض الأسعار في السوق العالمية.
وصرح الرئيس التنفيذي لشركة أرامكو السعودية، أمين الناصر، خلال مشاركته في منتدى التنمية الصيني في بكين، إن الشركة ستواصل الاستثمار في قطاعات المنبع والمصب، مع تركيز خاص على التوسع في قطاع المصب في أسواق آسيا مثل الصين وماليزيا والهند وفيتنام وإندونيسيا. كما أشار إلى أن الفجوة بين العرض والطلب في سوق النفط آخذة في التقلص، متوقعًا أن تبدأ أسعار الخام في التوازن صعودًا بحلول نهاية العام. لكنه استبعد في الوقت ذاته عودة الأسعار إلى مستوياتها المرتفعة التي سجلتها خلال عامي 2013 و2014.
أسعار النفط تنتعش على خلفية التهدئة في التوترات التجارية
استهلت أسعار النفط تداولات الأسبوع على ارتفاعات قوية مدفوعة بانفراجة كبيرة في العلاقات التجارية بين الولايات المتحدة والصين؛ إذ قرر البلدين خفض الرسوم الجمركية المتبادلة لمدة 90 يومًا. خفّضت الصين الرسوم على السلع الأمريكية من 125% إلى 10%، وخفّضت الولايات المتحدة تعريفتها على الواردات الصينية من 145% إلى 30%.
انعكست هذه التطورات بوضوح على معنويات المستثمرين في أسواق الطاقة، فقد قفزت أسعار النفط الخام بنحو 3% في تعاملات اليوم؛ مع صعود خام برنت إلى 65.22 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط إلى 63.10 دولارًا للبرميل.
عزز هذا التقدم في العلاقات التجارية بين أكبر اقتصادين في العالم، واللذين يعدان من أكبر مستهلكي النفط عالميًا، توقعات الطلب العالمي على الخام، مما انعكس بشكل مباشر على تحسن أسواق الطاقة. كما أسهم التفاؤل بإمكانية تجنب الركود التجاري العالمي في تعزيز شهية المخاطرة بالأسواق، ما دعم الأسهم العالمية والسلع، لا سيما النفط.
في هذا السياق، استفاد سهم أرامكو من هذه الأجواء الإيجابية، إذ يُنظر إلى الشركة على أنها مستفيد رئيسي من تحسن توقعات الطلب على الطاقة، سواء من خلال مبيعات النفط الخام أو من خلال منتجات المصب مثل المكررات والبتروكيماويات. ومع ذلك، فإن المكاسب المحتملة لأسعار النفط تظل محدودة في ظل استمرار خطط أوبك+ لزيادة الإنتاج، والتي قد تضيف ضغوطًا على الأسعار في الأشهر المقبلة.
وفي جانب آخر، أشارت الأسواق إلى متابعة المفاوضات الجارية بشأن البرنامج النووي الإيراني، حيث يُحتمل أن يؤدي أي اتفاق إلى تخفيف القيود على صادرات إيران النفطية، مما قد يزيد المعروض العالمي ويضغط على الأسعار.
هذه العوامل مجتمعة تشكّل بيئة مختلطة لسهم أرامكو، بين دعم قصير الأجل من ارتفاع أسعار النفط وتحسن الطلب العالمي، وبين ضغوط محتملة من جانب زيادة الإنتاج من أوبك+ أو عودة إمدادات من إيران. ومع ذلك، فإن استراتيجية أرامكو في تنويع الإيرادات، خصوصًا عبر قطاع المصب، قد تمنح السهم قدرًا من المرونة والاستقرار النسبي مقارنةً بشركات النفط الأخرى المعتمدة فقط على مبيعات الخام.
توقعات قوية للطلب العالمي تعزز النظرة المستقبلية لأداء السهم
وفقًا لتصريحات زياد المرشد، النائب التنفيذي للرئيس وكبير الإداريين الماليين بالشركة، فإن أرامكو تتوقع أن يتجاوز الطلب العالمي في العام الجاري المستوى القياسي المسجل في 2024، والذي بلغ 104.8 مليون برميل يوميًا بحسب تقديرات ستاندرد آند بورز جلوبال، و103.75 مليون برميل يوميًا وفقًا لتوقعات أوبك. كما تشير تقديرات المنظمة إلى استمرار النمو ليبلغ الطلب 105.05 مليون برميل يوميًا في عام 2025، بزيادة سنوية تُقدّر بـ 1.25%.
رغم التذبذبات العالمية وحالة عدم اليقين الاقتصادي، تُجمع أغلب التحليلات على أن النمو في الطلب سيبقى قريبًا من متوسط معدلات ما بعد الجائحة، مدفوعًا بتوسع الاقتصادات الناشئة. ويمنح ذلك أرامكو ميزة استراتيجية، خصوصًا في ظل امتلاكها طاقة إنتاجية فائضة تصل إلى 3 ملايين برميل يوميًا يمكن تفعيلها بتكاليف منخفضة نسبيًا، مما يعزز قدرتها على الاستجابة السريعة لفرص السوق ورفع صافي الدخل بنحو 43 مليار ريال سنويًا لكل مليون برميل يتم إنتاجه، بحسب المرشد.
تشكل هذه التوقعات الإيجابية أساسًا متينًا لدعم استقرار إيرادات الشركة على المدى المتوسط، وتنعكس مباشرة في تقييم السهم وجاذبيته الاستثمارية، خاصة في ظل التزام الشركة بتوزيعات نقدية مجزية ونمو تدريجي في الأرباح المستهدفة.
تطورات مؤشر تداول – تاسي (TASI)
شهد مؤشر السوق السعودي "تاسي" ارتفاعًا ملحوظًا خلال جلسة اليوم بنسبة 1.3% ليغلق عند مستوى 11489 نقطة، مدعومًا بمكاسب جماعية للأسهم القيادية، لاسيما في قطاعي الطاقة والبنوك. وتزامن هذا الصعود مع تحسّن شهية المخاطرة لدى المستثمرين عقب الإعلان عن اتفاق تجاري مؤقت بين الولايات المتحدة والصين يقضي بخفض متبادل للرسوم الجمركية لمدة 90 يومًا، ما خفف من حدة التوترات الجيوسياسية والتجارية وأعاد الزخم للأسواق.
الراجحي: +0.94% عند 96.90 ريال
الأهلي: +0.14% إلى 35.05 ريال
أكوا باور: +1.39% إلى 292.00 ريال
سابك: +3.07% إلى 60.50 ريال
التحليل الفني لسهم أرامكو
اخترق السعر فوق المتوسط المتحرك البسيط لـ 20 يومًا (SMA)، والذي يقع حاليًا عند 25.40 ريال سعودي، وهو تطور فني صعودي قد يشير إلى احتمالية انعكاس الاتجاه على المدى القصير. ومع ذلك، فإن المتوسطات المتحركة لـ 50 يومًا (25.86 ريال سعودي) و100 يوم (26.90 ريال سعودي) و200 يوم (27.24 ريال سعودي) لا تزال أعلى بكثير من السعر الحالي، مما يشير إلى أن الاتجاه الأوسع لا يزال هبوطيًا. يواجه السعر مقاومة فورية عند المتوسط المتحرك البسيط على مدى 50 يومًا، والذي سيكون مستوى حرجًا يجب مراقبته. قد يعزز الإغلاق المستمر فوق هذا المستوى احتمال انعكاس الاتجاه، ولكن حتى يحدث ذلك، سيظل الاتجاه الهبوطي السائد على المدى الطويل قائمًا.
من جهة أخرى، تؤكد المؤشرات الفنية تحسنًا واضحًا في القوة النسبية للسهم، حيث ارتفع مؤشر القوة النسبية (RSI) إلى 51.26، متجاوزًا مستوى 50 المحايد، والذي غالبًا ما يشير إلى عودة الزخم الإيجابي. بالإضافة إلى ذلك، أصبح الرسم البياني لمؤشر الماكد (MACD) إيجابيًا قليلاً (0.01) مع اقترابه من تقاطع صعودي محتمل، وهو ما يدعم احتمالات استمرار الصعود الفني. تشير مؤشرات الزخم هذه إلى عودة الإقبال على الشراء بعد الاتجاه الهبوطي الأخير، مدعومًا بتزايد حركة السعر وقوة حجم التداول في الشمعة الأخيرة.
جاء هذا التحرك مصحوبًا بارتفاع في أحجام التداول إلى 17 مليون سهم، متجاوزًا متوسط الثلاثة أشهر البالغ 11.6 مليون، ما يضيف موثوقية أكبر على الإشارة الفنية، خصوصًا في ظل إعلان نتائج مالية إيجابية عززت ثقة المستثمرين في السهم.
معلومات عن شركة أرامكو السعودية
تُعد أرامكو السعودية من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، تأسست عام 1933 ويقع مقرها الرئيسي في الظهران، المملكة العربية السعودية. وتتميّز بقدرة إنتاجية عالية واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
وتسعى أرامكو لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة والابتكار، وتُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 16%.
تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.