تحليل

تقرير سوق العمل الأمريكي المُحبط يهبط بالدولار ويدفع الذهب لمواصلة الإرتفاع

تعرض الدولار الأمريكي للضغط بشكل واضح أمام كافة العملات الرئيسية بعد صدور تقرير سوق العمل الأمريكي لشهر إبريل الذي أظهر إضافة 266 ألف وظيفة فقط خارج القطاع الزراعي في حين كانت تُشير التوقعات لإضافة 978 ألف وظيفة بعد إضافة 916 ألف وظيفة في مارس تم مراجعتهم اليوم ليُصبحوا 770 ألف.

بعدما سبق وجاء أيضاً دون التوقعات بيان التغيُر في عدد الوظائف داخل القطاع الخاص الأمريكي عن شهر إبريل بإضافة 742 ألف وظيفة فقط في حين كان المُتوقع إضافة 800 ألف وظيفة بعد إضافة 517 ألف وظيفة في مارس تم مُراجعتهم ليُصبحوا 565 ألف.

 

كما أظهر تقرير اليوم في نفس الوقت إرتفاع مُعدل البطالة إلى 6.1% في حين كان المُتوقع إنخفاض ل 5.8% من 6% هبط إليها في مارس بعد 6.2% كان عليها في فبراير ويناير، ليشهد هذا المُعدل أول ارتفاع منذ أن بدء في التراجُع مرة أخرى في إبريل من العام الماضي بعد بلوغه 14.7% نتيجة الحظر الذي تسبب فيه فيروس كورونا، بعدما كان عند أدنى مُعدل له منذ ديسمبر 1969 بتسجيله 3.5% في فبراير من العام الماضي.

بينما جاء مُعدل البطالة المُقنعة الذي يحتسب العاملين لجزء من اليوم الراغبين في العمل ليوم كامل على إنخفاض جديد ل 10.4% من 10.7% في مارس بعد إستقرار عند 11.1% في كل من فبراير ويناير ليتواصل هبوطه منذ بلغ 22.8% في إبريل من العام الماضي.

 

أما عن الضغوط التضخُمية للأجور في الولايات المُتحدة خلال شهر إبريل،يوليو فقد أظهر تقرير سوق العمل اليوم إرتفاع متوسط أجر ساعة العمل ب 0.3% سنوياً في حين كان المُتوقع إنخفاض ب 0.4% بعد إرتفاع في فبراير ب 4.2% في مارس.

كما سبق وجاء بالأمس عن الأجور داخل سوق العمل بيان تكلفة الوحدة العاملة في الولايات المُتحدة في الربع الأول من هذا العام على تراجُع مبدئي ب 0.3% بينما كان المُتوقع إنخفاض أكبر ب 1% بعد إرتفاع في الربع الرابع بلغ 6% تم مراجعته ليكون ب 5.6% فقط.

بينما جائت إنتاجية الوحدة العاملة خارج القطاع الزراعي في الربع الأول من هذا العام على ارتفاع مبدئي ب 5.4% في حين كان المُتوقع إرتفاع ب 4.3% فقط بعد تراجع ب 4.2% في الربع الرابع من العام الماضي تم مراجعته ليُصبح ب 3.8%.

في حين كان البيان الأكثر إيجابية هذا الإسبوع عن أداء سوق العمل هو بيان إعانات البطالة عن الإسبوع المُنتهي في 30 إبريل الذي أظهر بالأمس إنخفاض ل 498 ألف لتكون القراءة الأولى لهذا البيان دون ال 500 ألف والأدنى منذ الإسبوع المُنتهي في 13 مارس 2020 في حين كانت تُشير التوقعات لانخفاض إلى 540 ألف فقط من 553 ألف في الإسبوع المُنتهي في 23 إبريل تم مُراجعتهم ليُصبحوا 590 ألف.

 

بالطبع بعد صدور تقرير سوق العمل بهذة الصورة أدركت الأسواق أنه وقت أطول مما كانت تنتظر من دعم الفدرالي للوصول لأهدافه داخل سوق العمل   وهو ما يحد من الضغوط على الفدرالي للقيام بتقليص دعمه الكمي أو رفع سعر الفائدة لتحجيم التضخُم.

فمع هذه البيانات عن أداء سوق العمل يُستبعد أي تدخُل قريب من جانب الفدرالي لعرقلة صعود التضخُم الذي يراه الفدرالي إلى الأن بالفعل غير مُقلق، كما جاء أكثر من مرة على لسان رئيس الإحتياطي الفدرالي جيروم باول الذي أوضح بعد اجتماع لجنة السوق الإسبوع الماضي أنه لا توجد حتى حاجة للحديث حالياً عن تضيق سياسات الفدرالي التحفيزية في الوقت الراهن.

ليبقى الإحتفاظ بالوضع القائم حالياً هو الأقرب للفدرالي المُحتفظ إلى الأن بسعر الفائدة ما بين الصفر وال 0.25% كما هو منذ مارس من العام الماضي بجانب عمل سياسات الدعم الكمي التي بلغ معدل شرائها الشهري 120 مليار دولار.

إلا أن إستمرار السياسات التحفيزية بهذا الكم وتتابُع خطط الإنفاق من جانب إدارة بايدن مع تواصل تعافي أداء الاقتصاد من المُنتظر يُسهم في تزايُد الضغوط التضخُمية على الفدرالي بالأخير في ظل إستمرار تزايُد المعروض من الدولار وهو ما قد تحدُث معه مبالغات في المُضاربة وإنتفاخات سعرية داخل أسواق الأصول وأسواق الأسهم والمواد الأولية والطاقة أيضاً مع دورة السيولة.  

 

فبعد صدور بيان تقرير سوق العمل اليوم أخذت مؤشرات الأسهم الرئيسية الأمريكية في الإرتفاع مُنتشية بمزيد من التفاؤل بتوصل دعم الفدرالي لأسواق المال بسيولة مُنخفضة التكلفة تدعم الإستثمار وتزيد من الطلب على المُخاطرة، ليُسجل مؤشر ستاندرد آند بورز 500 المُستقبلي مُستوى قياسي جديد عند 4237.9 إلى الأن، كما تواصل صعود مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي ليتواجد حالياً بالقرب من 13800 مُتجاوزاً حديث جانيت يلين الذي أرق الأسواق خلال هذا الأسبوع عن احتمال الاحتياج لرفع سعر الفائدة للحد من زخم الأداء الاقتصادي وصعود التضخُم!

 

تقرير سوق العمل ايضاً كان تأثيره بالغ على الذهب الذي وجد مزيد من الدعم بعد صدوره ليواصل الإرتفاع ل 1843.21 دولار للأونصة إلى الأن مع مزيد من الطلب على كخيار طبيعي للتحوط ضد التضخُم مع توقع مزيد من السيولة المنخفضة التكلفة من الفيدرالي لمدة أطول لدعم الاقتصاد دفعت العوائد داخل أسواق المال الثانوية للتراجع فور صدور تقرير اليوم الذي هبط معه العائد على إذن الخزانة الأمريكية لمدة عشرة أعوام مُباشرةً دون ال 1.50% ما تسبب في تراجُع جاذبية الدولار أمام كافة العملات الرئيسية.

 

ليعود اليورو ويقترب من مقاومته عند 1.2149 مرة أخرى التي سبق وحالت بينه وبين مواصلة الصعود في 29 إبريل الماضي كما صعد الإسترليني للتداول حالياً بالقرب من 1.3980 أمام الدولار الذي هبط من قرب ال 109.30 أمام الين إلى 108.32 مُباشرةً.

وفور صدور تقرير سوق العمل الأمريكي الذي تزامن أيضاً مع صدور تقرير سوق العمل الكندي الذي أظهر اليوم فُقدان 207.1 ألف وظيفة في إبريل في حين كان المُتوقع فُقدان 175 ألف فقط بعد إضافة 303.1 ألف وظيفة في مارس مع ارتفاع مُعدل البطالة إلى 8.1% في جين كان المُنتظر إرتفاعه إلى 7.8% من 7.5% في مارس إلا أن هذا لم يمنع الدولار الكندي من أن يُمارس الضغط على الدولار الأمريكي هو الأخر ليهبط زوج الدولار الأمريكي أمام الكندي للتواجُد حالياً بالقرب من 1.214.

بينما شهد خام غرب تكساس تذبذب بين 64 دولار و65 دولار للبرميل ما بين التشاؤم من ضعف أداء سوق العمل الذي يُظهر ضعف أيضاً في الطلب على التشغيل وبالتالي الطلب على النفط والطاقة والتفاؤل بتوقع مزيد من السيولة مُنخفضة التكلفة من الفيدرالي لمدة أطول لتحفيز الاقتصاد الأمريكي.

 

الرسم البياني اليومي للذهب:

 

 

امتد ارتداد الذهب ليصل اليوم ل 1843.21 دولار للأونصة بعد حصوله هذا الإسبوع على مزيد من الزخم الشرائي نتيجة تخطيه مُستوى ال 180 دولار للأونصة وتجاوزه متوسطه المتحرك لإغلاق 100 يوم المار حالياً ب 1797 دولار للأونصة بعدما سبق وصعد فوق متوسطه المتحرك لإغلاق 50 يوم المار حالياً ب 1746 دولار للأونصة.

 

ليتواجد الذهب حالياً في يومه الخامس على التوالي فوق مؤشر (0.02) Parabolic Sar الذي تُشير قراءته اليوم ل 1763 دولار للأونصة بعد تدرُج صعوده وتكوينه عدة قيعان مُتصاعدة على المدى القصير أعقبها بكسر مُستوى ال 1800 دولار للأونصة بالأمس.

 

فيُظهر الرسم البياني اليومي للذهب حالياً وجود مؤشر ال RSI 14 في مكان أعلى داخل منطقة التعادل حيثُ تُشير قراءته الآن ل 68.801 بالقرب من منطقة التشبع الشرائي الخاصة به فوق ال 70، بينما أصبح يتواجد الخط الرئيسي لمؤشر ال STOCH (5.3.3) الأكثر تأثراً بالتذبذب بالفعل داخل منطقة التشبع الشرائي الخاصة به فوق ال 80 حيثُ تُشير قراءته الحالية ل 86.837 لا يزال يقود بها لأعلى خطه الإشاري المار دونه داخل منطقة التعادل عند 77.283 بعد تقاطُع من أسفل لأعلى تم داخل منطقة التعادل.

 

مُستويات دعم ومُقاومة سابق اختبارها:

 

مُستوى دعم أول 1756.15دولار، مُستوى دعم ثاني 1723.50دولار، مُستوى دعم ثالث 1677.52دولار.

مُستوى مقاومة أول 1843.21دولار، مُستوى مقاومة ثاني 1855.30دولار، مُستوى مقاومة ثالث 1875.56دولار.

 

تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.


RELATED CONTENT

Loading ...



حقوق الطبع والنشر © 2024 FOREXSTREET S.L.، جميع الحقوق محفوظة.