كيفية تداول الوظائف غير الزراعية NFP.. أحد أكثر الأحداث تقلبًا

NFP هو اختصار لبيانات الوظائف غير الزراعية، ويمكن القول إنها أهم إصدار للبيانات الاقتصادية في العالم.

عادة ما يتم إصدار المؤشر - الذي يوفر لمحة شاملة عن صحة سوق العمل في الولايات المتحدة - في أول جمعة من كل شهر. يهز الإصدار الأسواق المالية لفترة طويلة، مما يؤثر بشكل عام على أسعار الأسهم والذهب والدولار الأمريكي (USD) والعديد من الأصول الأخرى.

هذا يجعلها أحد أفضل الفرص للمتداولين لتحقيق الربح، وإن كانت تحمل مجموعة من المخاطر المتضمنة فيها.

هل توفر بيانات الوظائف غير الزراعية NFP فرصًا للمتداولين؟

نعم.. الكثير من الفرص.

تعد الوظائف غير الزراعية مؤشرًا حاسمًا على الصحة الاقتصادية للولايات المتحدة، وهي أكبر اقتصاد في العالم.

التداولات حول إصدار وظائف غير زراعية NFP متقلب ويمكن أن يكون محفوفًا بالمخاطر لأن جميع الأصول تقريباً تميل إلى التحرك بشكل حاد في غضون دقائق، وأحيانًا خلال بضع ثوان. بينما يفضل بعض المتداولين البقاء على الهامش خلال الحدث، يجد البعض الآخر فرصًا وسط تقلبات السوق تلك.

بعد عدة ساعات من صدور البيانات، تغلق الأسواق لهذا الأسبوع. لذلك، فإن المتداولين - خاصة أولئك الموجودين في المركز المالي الكبير في لندن - ليس لديهم سوى القليل من الوقت للاستجابة لهذه البيانات. هذه الحقيقة تضيف إلى الاندفاع والتقلبات العالية.

ارتفع تقييم زوج يورو/دولار EUR/USD في 2 أغسطس/آب خلال الساعة التالية بعد إصدار الوظائف غير الزراعية NFP، عندما جاءت البيانات أقل من التقديرات. هذا لأن النتيجة لم تكن جيدة للدولار الأمريكي، لذلك حفزت زوج يورو/دولار EUR/USD الرئيسي.

كيف تتداول بيانات الوظائف غير الزراعية NFP؟

تأتي البيانات جنبًا إلى جنب مع العديد من المؤشرات الأخرى. عند التداول، من الضروري معرفة أن التأثير الأول ينتمي إلى قراءة الوظائف غير الزراعية الرئيسية - التغيير في عدد الوظائف. يتم التعبير عنها بالآلاف، ويمكن أن تكون إيجابية أو سلبية.

تعني القراءة الإيجابية أن الاقتصاد الأمريكي خلق وظائف جديدة خلال الشهر، في حين أن القراءة السلبية تعني أن أرباب العمل في المتوسط يخفضون الوظائف.

قبل أيام قليلة من نشر البيانات، يقدم العشرات من الاقتصاديين والمحللين تقديراتهم لعدد الوظائف التي يعتقدون أن الاقتصاد الأمريكي خلقها (أو خفّضها) خلال الشهر، مما يشكّل إجماعًا.

وأي انحراف كبير عن هذا الإجماع - إلى أي مدى يبعد أو يقترب من الرقم الفعلي عما كان متوقعًا - عادة ما يصبح العامل الرئيسي الذي يحرك الأسواق.

من الصعب التنبؤ بكيفية رد فعل الأسواق، ولكن بشكل عام فإن بيانات الوظائف غير الزراعية التي تأتي أعلى من الإجماع تميل إلى دفع أسعار الأسهم الأمريكية إلى الارتفاع لأنها قد تعني أرباحًا أعلى للشركات في المستقبل.

ومع ذلك، فإن السياق مهم أيضًا: عندما ترتفع معدلات الفائدة، يخشى المستثمرون من أن الاقتصاد القوي سيعني معدلات أعلى. في مثل هذه الحالة، قد تنخفض أسعار الأسهم على الرغم من القوة الاقتصادية التي يشير إليها المؤشر.

أما بالنسبة للدولار الأمريكي، فإن رد الفعل واضح في الغالب. تقرير يظهر سوق عمل مرن صعودي بشكل عام للدولار الأمريكي لأنه يعني اقتصادًا قويًا. على العكس من ذلك، فإن التقرير الضعيف يعني اقتصادًا أكثر ضعفًا، مما يؤثر سلبًا على الدولار الأمريكي.

ومع ذلك، فإن الاقتصاد الأمريكي يقود العالم والدولار الأمريكي هو العملة الاحتياطية في العالم.

وهذا يجعل رد فعل الدولار الأمريكي مختلفًا في أوقات الأزمات. إذا كان الاقتصاد الأمريكي يعاني، فهذا يعني أن أماكن أخرى تعمل بشكل أسوأ. يتسبب تقرير الوظائف غير الزراعية الضعيف في فرار الناس إلى ملاذ الدولار الأمريكي. بعبارة أخرى، عندما تكون الأمور سيئة، يمكن للدولار الأمريكي أيضًا أن يكسب.

بالنسبة للذهب، فإن تقرير الوظائف غير الزراعية الذي يظهر زيادة أعلى من المتوقع في الوظائف يميل إلى التسبب في انخفاض الأسعار. على العكس من ذلك، فإن المفاجأة السلبية - بمعنى أن الاقتصاد خلق وظائف أقل من المتوقع أو حتى خفض بعض الوظائف - تدعم ارتفاع أسعار المعدن الأصفر.

ارتفع سعر الذهب (زوج الذهب/الدولار الأمريكي XAU/USD) في 2 أغسطس/آب خلال أول 20 دقيقة بعد صدور تقرير الوظائف غير الزراعية، عندما جاءت البيانات أقل من التقديرات. ومع ذلك، سرعان ما تحول المتداولون بعد ذلك واختاروا جني الأرباح.

بصرف النظر عن البيانات الرئيسية للوظائف غير الزراعية NFP، ما هي البيانات التي تحتاج إلى إلقاء نظرة عليها؟

يتم تضمين بيانات الوظائف غير الزراعية NFP الرئيسية في ما يسمى تقرير التوظيف.

يتضمن ذلك الكثير من الإحصائيات الأخرى التي يهتم بها المتداولون أيضًا. في حين أن تغيير الوظائف غير الزراعية يسبب أول رد فعل كبير في الأسواق، يجب أن تؤخذ الفروق الدقيقة التي تجلب مؤشرات أخرى في الاعتبار بمجرد أن يستقر الغبار لأنها يمكن أن تخفف تمامًا من رد الفعل الأولي.

مكونان آخران يستحقان المراقبة: الأول هو متوسط الدخل بالساعة، خاصة عندما يكون التضخم مرتفعًا، حيث يعكس ذلك التغيرات في الأجور.

عندما ترتفع الأجور - الأموال التي يستطيع الناس إنفاقها - يميل التضخم المرتفع إلى أن يأتي في أعقابها.

عندما تنخفض الأجور، تميل زيادات الأسعار إلى الاعتدال.

المكون الثاني الذي يستحق الدراسة هو معدل البطالة. عندما تكون الأسواق قلقة بشأن الركود الاقتصادي - عندما لا ينمو الاقتصاد - فإنها تتحقق من كل تغيير في معدل البطالة لأن الزيادة السريعة في معدل البطالة هي علامة مبكرة على الركود.

وهذا ليس كل شيء.

في بعض الحالات، يتضمن تقرير الوظائف غير الزراعية NFP للشهر الحالي مراجعات كبيرة للأشهر السابقة. بينما تركز الأسواق على أحدث الأرقام، فإن المراجعات التصاعدية الكبيرة تجعل التقرير يبدو أفضل والمراجعات الهبوطية الكبيرة تجعل الاستجابة أسوأ.

 

في 6 سبتمبر، جاءت الزيادة في بيانات الوظائف غير الزراعية الرئيسية أقل مما توقعه الاقتصاديون (الأحمر) وتم تعديل بيانات الأشهر السابقة بالانخفاض. حتى مع ارتفاع مكون الأجور أكثر من المتوقع (الأخضر)، اعتبرت الأسواق على نطاق واسع التقرير ضعيفًا.

هل هناك أي استراتيجية معقولة لتداول بيانات الوظائف غير الزراعية NFP لشهر سبتمبر؟

تشير الأجندة الاقتصادية لدى شركة FXStreet إلى زيادة قدرها 140000 وظيفة. هناك خمسة سيناريوهات تعتمد على النتيجة:

1) ضمن التوقعات (130 ألفًا - 150 ألفًا)

إذا نجح خبراء الاقتصاد في ذلك، فإن التكهنات بشأن خفض معدلات الفائدة سوف تستمر، وقد يفوز التشاؤم في نهاية المطاف. لماذا؟ هدأ رئيس مجلس الاحتياطي الفيدرالي جيروم باول التوقعات بمزيد من التحركات العدوانية، بالإضافة إلى اشتداد الصراع في الشرق الأوسط، وتلاشى الحماس الذي أعقب تدابير التحفيز الصينية.

أتوقع حدوث موجة أولية ثم ظهور اتجاه: الذهب هبوطي بسبب تلاشي توقعات خفض معدلات الفائدة، والدولار الأمريكي صعودي على خلفية حالة العزوف عن المخاطرة، والأسهم هبوطية، مستأنفين الاتجاه الأسبوعي.

2) أعلى باعتدال من التوقعات (150 ألفًا - 180 ألفًا)

قد يدفع نمو الوظائف الأقوى بنك الاحتياطي الفيدرالي نحو خفض معدلات الفائدة بشكل أصغر، لكن هذا ليس أمرًا مؤكدًا حتى الآن. والنبأ السار هنا هو أن مخاوف الركود مبالغ فيها. هذا هو سيناريو "أفضل الأحوال": ليس قويًا جدًا ولا ضعيفًا جدًا.

أتوقع هبوط الذهب بسبب مخاوف معدلات الفائدة، وارتفاع الدولار الأمريكي بسبب صدور بيانات أقوى، والأسهم صعودية على خلفية تحسن آفاق نمو اقتصادي.

3) أعلى بكثير من التقديرات (فوق 180 ألفًا)

سيكون تقرير الوظائف الممتاز أخبارًا رائعة للولايات المتحدة، ولكنه قد يخيب آمال الأسواق التي تريد خفض معدلات الفائدة.

أتوقع أن يتراجع الذهب وسط المخاوف من ارتفاع معدلات الفائدة، وأن يرتفع الدولار الأمريكي وسط البيانات القوية، وأن تنخفض الأسهم، حيث قد تطغى المخاوف بشأن معدلات الفائدة على التفاؤل الاقتصادي.

4) أقل من التوقعات بشكل معتدل (100 ألفًا - 130 ألفًا)

من شأن تقرير الوظائف المخيب للآمال أن يرفع التوقعات بخفض سعر الفائدة بمقدار 50 نقطة أساس، وسيسبب بعض القلق، ولكن ليس كثيرا.

في هذه الحالة، الذهب صعودي على انخفاض العوائد، والدولار الأمريكي هبوطي على البيانات الضعيفة، والأسهم هبوطية بسبب المخاوف الاقتصادية.

5) أقل بكثير من التقديرات (أقل من 100 ألف)

إن زيادة أقل من 100 ألف وظيفة ستكون مثيرة للقلق، مما سيثير مخاوف من حدوث ركود.

أتوقع أن يرتفع الذهب بقوة وسط توقعات بانخفاض معدلات الفائدة، والدولار الأمريكي صعودي على تدفقات الملاذ الآمن حيث سترتفع المخاوف بشأن الاقتصاد العالمي، والأسهم هبوطية وسط مخاوف من الانكماش.

تغطي FXStreet بيانات الوظائف غير الزراعية مباشرة، وتقدم رؤى حول جميع المكونات وتأثيرها في كل إصدار.