سعر سهم أرامكو اليوم: تراجع محدود بعد مكاسب متواصلة وسط تقلبات أسعار النفط وآفاق الطلب العالمي
|سجّل سهم أرامكو السعودية أداءً متباينًا خلال تداولات اليوم الاثنين 28 أبريل/نيسان 2025، لينهي التعاملات على انخفاض طفيف بعد جلسات متتالية من المكاسب، وسط استمرار تفاؤل الأسواق حيال استقرار الطلب على الطاقة، وتطورات إيجابية في شراكات الشركة الخارجية. ورغم الضغوط الناتجة عن توقعات زيادة إنتاج أوبك+، حافظ السهم على نطاق تداول متوازن مدعومًا بأداء إيجابي نسبي في السوق السعودي وأسعار النفط.
أغلق سهم أرامكو عند مستوى 25.75 ريال سعودي، متراجعًا بنسبة 0.19% مقارنة بالإغلاق السابق. وافتتح السهم تداولاته عند 25.80 ريال، ليسجّل أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 25.85 ريال، وأدنى مستوى عند 25.65 ريال. وبلغ حجم التداول نحو 7.2 مليون سهم، بقيمة إجمالية قاربت 185.8 مليون ريال، موزعة على 14824 صفقة.
عوامل مؤثرة على أداء سهم أرامكو
أسعار النفط وآفاق الطلب العالمي
ارتفعت أسعار النفط خلال جلسة اليوم، حيث صعد خام برنت تسليم يونيو/حزيران بنسبة 0.63% إلى 67.29 دولارًا للبرميل، بينما ارتفع خام غرب تكساس الوسيط بنسبة 0.67% إلى 63.44 دولارًا للبرميل، وفقًا لمنصة الطاقة. وتأتي هذه المكاسب في ظل تفاؤل الأسواق حيال تهدئة الحرب التجارية بين الولايات المتحدة والصين، مما يعزز من آفاق نمو الطلب العالمي على الطاقة.
لاحقًا انخفض سعر خام غرب تكساس الوسيط نحو 62.50 دولار وتراجع سعر خام برنت إلى 66.68 دولار وذلك على خلفية تقدم المحادثات النووية بين الولايات المتحدة وإيران مما يرفع من احتمال عودة النفط الإيراني إلى السوق.
ورغم أن الأسواق لا تزال تترقب نتائج المفاوضات التجارية، فإن التقدم المحرز خفف من مخاوف الركود، في حين أن التوقعات بزيادة إنتاج أوبك+ في يونيو/حزيران 2025، بعد الموافقة على زيادته بواقع 411 ألف برميل يوميًا في مايو/أيار، تواصل فرض ضغوط على أسعار النفط.
قال أختر فاروقي المحلل لدى Fxstreet: "على الرغم من هذه التطورات، قد تتأثر المعنويات بعلامات على تباطؤ الطلب من الصين. تشير التقارير إلى أن بعض الشركات المصنعة الصينية تقوم بتعليق الإنتاج والبحث عن أسواق بديلة بسبب التعريفات الأمريكية، مما يؤدي إلى تقليل الطلبات ويؤثر على التوظيف. على الرغم من أن هذه الاضطرابات ليست واسعة النطاق بعد، إلا أنها قد تضر في النهاية بالطلب على النفط، حيث تظل الصين أكبر مستورد للنفط".
شراكة استراتيجية جديدة مع سينوبك الصينية
عززت أرامكو من استراتيجيتها العالمية بتوقيع اتفاقية مشروع مشترك مع شركة "سينوبك" الصينية بقيمة 4 مليارات دولار، لتطوير مجمع متكامل للتكرير والبتروكيماويات في مقاطعة فوجيان الصينية، بحسب بلومبرج. وستمثل أرامكو وسينوبك نسبة 25% من رأس مال المشروع لكل منهما، مما يعزز وجود أرامكو في واحد من أكبر أسواق الطاقة نموًا في العالم، ويدعم استراتيجيتها للتحول نحو المصافي والتكرير عالميًا.
يعكس هذا الاستثمار الاستراتيجي تركيز أرامكو على تنويع مصادر الإيرادات وتقليل الاعتماد على مبيعات النفط الخام، عبر تعزيز عملياتها في المصافي العالمية وتوسيع طاقتها الإنتاجية في البتروكيماويات، وهي خطوة يُنظر إليها كمحرك طويل الأجل لدعم ربحية السهم وتعزيز توزيعات الأرباح المستقبلية.
يأتي هذا بعد أيام من توقيع اتفاقية مع "بي واي دي" للسيارات الكهربائية، مما يعكس استراتيجية أرامكو لتنويع الشراكات في أسواق الطاقة النظيفة والآسيوية.
التوصيات الإيجابية من بيوت الخبرة
واصلت بيوت الخبرة المحلية دعمها لتوقعات أداء سهم أرامكو، إذ أوصت "الجزيرة كابيتال" بزيادة الوزن النسبي للسهم، مع تحديد سعر مستهدف عند 29.6 ريال سعودي خلال الاثني عشر شهرًا المقبلة. استندت التوصية إلى عدة عوامل، أبرزها قوة الطلب العالمي على النفط السعودي، لا سيما مع استمرار القيود المفروضة على صادرات الطاقة من بعض الدول المنتجة الكبرى مثل روسيا وإيران وفنزويلا.
كما أشارت التوصية إلى أن مكانة أرامكو كأحد المنتجين ذوي التكلفة المنخفضة، وقوة مركزها المالي، يجعلها في موقع متميز للاستفادة من أي تحسن في الطلب العالمي أو تقلبات سوق الطاقة، مما يعزز جاذبية السهم كمصدر استثماري دفاعي ومستقر.
توزيعات الأرباح والتدفقات النقدية
تتوقع أرامكو توزيع أرباح لعام 2025 بقيمة 85.4 مليار دولار (بانخفاض 30% عن توزيعات 2024)، لكنها تظل واحدة من أعلى النسب عالميًا، مع تركيز المستثمرين على قدرتها على الحفاظ على تدفقات نقدية قوية رغم تراجع الأسعار.
يُعزز التحوّل نحو الأسواق الآسيوية (خاصة الصين) إيرادات عملاق الطاقة، خاصة مع تحوّل مصانع البتروكيماويات الصينية لاعتماد النفط السعودي بديلًا عن الإمدادات الأمريكية المتعثرة.
تطورات مؤشر تداول – تاسي (TASI)
أنهى مؤشر السوق السعودي (تاسي) جلسة اليوم على ارتفاع بنسبة 0.2% عند 11785 نقطة، مواصلاً مساره الصعودي بدعم من الثبات فوق حاجز الدعم المحوري 11600 نقطة، مما يدعم الزخم الإيجابي في السوق ويعزز من أداء الأسهم الكبرى مثل أرامكو، رغم التراجع الطفيف للسهم اليوم.
الراجحي: +0.71% إلى 98.90 ريال
الأهلي: +0.57% إلى 35.50 ريال
سابك: -0.48% إلى 61.70 ريال
أكوا باور: -0.06% إلى 37.50 ريال
نظرة فنية على سهم أرامكو
واصل سهم أرامكو تداولاته ضمن نطاق جانبي مائل للصعود، حيث يستقر السعر حاليًا قرب 25.75 ريال، دون المتوسط المتحرك لـ50 يومًا البالغ 26.36 ريال. ويُظهر الرسم البياني مقاومة فنية نشطة قرب نطاق 25.85–26.00 ريال، حيث فشلت الأسعار مؤخرًا في اختراقه، مما يعزز أهمية هذا النطاق كمستوى حاسم لتأكيد أي اتجاه صاعد قادم.
من الناحية الفنية، يواصل مؤشر القوة النسبية (RSI) التحسن التدريجي مستقرًا بين 45 و47 نقطة، مما يعكس تحسنًا محدودًا في الزخم الشرائي دون الدخول في مناطق التشبع. كما أن مؤشر الماكد (MACD) يشير إلى زخم صعودي طفيف، مع استمرار خط الماكد أعلى خط الإشارة وإن كان الفارق بينهما ضيقًا.
على الجانب الآخر، يشكل مستوى 25.60 ريال دعمًا أوليًا هامًا، فيما يبقى الدعم المحوري عند 25.25 ريال. الحفاظ على التداول فوق هذه المستويات يبقي فرص التعافي قائمة، بينما قد يؤدي كسرها إلى دفع السهم لاختبار مستويات أقل.
خلاصة
رغم الضغوط الناتجة عن توقعات ارتفاع المعروض النفطي، يستفيد سهم أرامكو من حالة التفاؤل الحذر في الأسواق العالمية، وتطور شراكاتها الاستراتيجية، إلى جانب الاستقرار العام في السوق السعودي وأسعار النفط. ويُتوقع أن يحافظ السهم على أداء متماسك خلال الجلسات القادمة، مع ضرورة مراقبة تطورات المحادثات التجارية والعرض النفطي العالمي، التي تظل عوامل حاسمة لمسار السهم على المدى القصير.
معلومات عن شركة أرامكو السعودية
تُعد أرامكو السعودية من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، تأسست عام 1933 ويقع مقرها الرئيسي في الظهران، المملكة العربية السعودية. وتتميّز بقدرة إنتاجية عالية واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
وتسعى أرامكو لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة والابتكار، وتُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 16%.
تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.