سعر سهم أرامكو اليوم: صعود قوي واختراق مقاومة فنية وسط توسعات استراتيجية في الطاقة
|أنهى سهم أرامكو السعودية تداولات اليوم الأربعاء 14 مايو/أيار 2025 على ارتفاع قوي بنسبة 2.15% ليغلق عند مستوى 26.10 ريال سعودي، مقارنةً بإغلاق الجلسة السابقة عند 25.55 ريال. يعزى هذا الأداء الإيجابي إلى تزايد التفاؤل بشأن توسع الشركة في قطاع الغاز الطبيعي المسال، وتوقيع مذكرات تفاهم استراتيجية مع شركات أمريكية، ما يعزز جهود أرامكو لتنويع مصادر الدخل بعيدًا عن النفط الخام وسط استمرار الضغوط في أسواق الطاقة العالمية، إضافة إلى تراجع التوترات التجارية بين الولايات المتحدة والصين.
افتتح السهم تداولاته عند 25.60 ريال، ولامس أعلى مستوى له خلال الجلسة عند 26.15 ريال، في إشارة إلى موجة شراء قوية دفعت السهم لاختراق مستويات مقاومة فنية، بينما سجّل أدنى مستوى عند 25.55 ريال. وبلغ حجم التداول نحو 24.39 مليون سهم، بقيمة إجمالية قاربت 632 مليون ريال سعودي، وهو ما يمثل ضعف متوسط التداولات الفصلية، ما يشير إلى عودة قوية في الزخم الشرائي بعد استيعاب المستثمرين لتأثيرات خفض التوزيعات النقدية.
ورغم المكاسب اليومية، لا يزال السهم منخفضًا بنسبة 8.9% منذ بداية العام، وبنسبة 14.69% على أساس سنوي، ما يعكس استمرار حالة الحذر في السوق بشأن العوامل الهيكلية التي تؤثر على ربحية الشركة في الأجل المتوسط.
عوامل مؤثرة على أداء سهم أرامكو
توقعات هبوطية لأسعار النفط والطلب العالمي
تشير توقعات المؤسسات المالية الكبرى مثل جولدمان ساكس ومورجان ستانلي إلى هبوط أسعار النفط إلى متوسط يتراوح بين 60 و65 دولارًا للبرميل خلال النصف الثاني من العام، مع توقع مورجان ستانلي تخمة متوقعة في المعروض قد تصل إلى 1.1 مليون برميل يوميًا في النصف الثاني من عام 2025، بزيادة قدرها 400 ألف برميل يوميًا عن توقعاته السابقة للفائض. ويُعد هذا المستوى أدنى بكثير من السعر اللازم لتحقيق التوازن في الميزانية السعودية والبالغ نحو 90 دولارًا للبرميل، وذلك بحسب تقديرات صندوق النقد الدولي.
إلى جانب ذلك، أظهرت بيانات معهد البترول الأمريكي ارتفاعًا غير متوقع في مخزونات النفط الخام الأمريكية بمقدار 4.3 مليون برميل خلال الأسبوع المنتهي في 9 مايو، مما يعكس ضعفًا نسبيًا في الطلب المحلي رغم بداية موسم القيادة الصيفي في الولايات المتحدة. وقد زاد هذا من الضغوط على الأسعار، حيث تراجعت عقود خام برنت تسليم يوليو/تموز إلى ما دون 66 دولارًا، بينما انخفض خام غرب تكساس إلى نحو 63 دولارًا للبرميل في تعاملات اليوم، رغم أنها لا تزال قرب أعلى مستوياتها في أسبوعين. يعكس هذا التراجع المحدود في الأسعار رغم ارتفاع المخزونات دعمًا مؤقتًا مصدره التفاؤل الحذر بشأن اتفاق الهدنة التجارية بين الولايات المتحدة والصين، والذي أدى إلى خفض الرسوم الجمركية المتبادلة بشكل كبير، ما أعاد بعض الآمال بتحسّن الطلب العالمي على المدى القصير.
كما خفضت منظمة أوبك مؤخرًا توقعاتها لنمو المعروض من خارج تحالف أوبك+ إلى 800 ألف برميل يوميًا، مقابل 900 ألف برميل في تقرير أبريل/نيسان، بسبب تراجع الاستثمارات الناجم عن انخفاض الأسعار. ورغم أن هذا الخفض قد يساهم في استعادة التوازن في السوق على المدى المتوسط، فإن التأثير الفعلي يظل محدودًا في الوقت الراهن، خاصة مع إعلان أوبك+ رفع الإنتاج لشهر يونيو/حزيران بمقدار 411 ألف برميل يوميًا.
كما أبقت أوبك على توقعات الطلب العالمي عند 1.3 مليون برميل يوميًا للعام الحالي والقادم دون تغيير، لكنها خفضت تقديراتها لنمو الاقتصاد العالمي إلى 2.9%، وأشارت بوضوح إلى أثر الرسوم الجمركية الأمريكية على تباطؤ النمو، وهو ما يعزز مناخ الحذر في السوق ويزيد من احتمالية انكماش الطلب لاحقًا.
بالإضافة إلى ذلك، فإن الخطاب السياسي الأمريكي الأخير بشأن تعزيز احتياطي النفط الاستراتيجي ورفع العقوبات جزئيًا عن بعض الدول، إلى جانب فرض عقوبات جديدة على صادرات النفط الإيراني، يضيف طبقة جديدة من الغموض حول توقعات الإمدادات، مما يجعل السوق أكثر حساسية للتحركات الجيوسياسية.
وبالتالي فإن التقاء عوامل ارتفاع المخزونات، وتوسع المعروض في المدى القصير، والمخاوف المستمرة حول الطلب العالمي، جميعها تعزز فرضية الهبوط التدريجي لأسعار النفط إلى النطاق المرجح بين 60 و65 دولارًا للبرميل خلال الأشهر القادمة، وهو ما يمثل مستوى دون السعر المرجعي اللازم لتحقيق التوازن المالي للعديد من الدول المنتجة، وعلى رأسها السعودية.
توسع استراتيجي في سوق الغاز الطبيعي المسال
أعلنت أرامكو عن توقيع مذكرات تفاهم مع شركتي سيمبرا ونكست ديكيد الأمريكيتين لتوريد نحو 6.2 مليون طن سنويًا من الغاز الطبيعي المسال، ضمن خطتها لتوسيع تواجدها في هذا القطاع الحيوي. كما كشف الرئيس التنفيذي أمين الناصر عن نية الشركة التوسع إلى طاقة استيراد تبلغ 7.5 مليون طن بحلول عام 2030، ما يعكس رؤية استراتيجية للتنويع بعيدًا عن الاعتماد على النفط الخام فقط.
وتعد هذه الخطوة نقلة نوعية في استراتيجية أرامكو، لا سيما وأن السوق الأمريكي يُعد الأكبر عالميًا في تصدير الغاز الطبيعي المسال، ما يمنح الشركة موطئ قدم قوي في سوق متنامٍ، ويساعد على تحصين إيراداتها ضد تذبذبات أسعار النفط.
استثمار ضخم في مصفاة بورت آرثر الأمريكية
كشفت أرامكو أيضًا عن خطة لاستثمار 3.4 مليار دولار في توسيع مصفاة موتيفا في بورت آرثر بولاية تكساس، مما يعزز حضورها في قطاع التكرير العالمي ويضيف قيمة مضافة إلى سلسلة إمداداتها. ويُعد هذا التوسع دعمًا مباشرًا لقطاع المصب، الذي يشهد اهتمامًا متزايدًا من الشركة، خصوصًا في ظل استراتيجيتها للتنويع وتقليل المخاطر المرتبطة بسوق النفط الخام.
تراجع أرباح الربع الأول، لكن النتائج لا تزال فوق التوقعات
رغم تراجع صافي أرباح أرامكو في الربع الأول بنسبة 5% على أساس سنوي إلى 26 مليار دولار بسبب انخفاض أسعار النفط والإنتاج، إلا أن النتائج فاقت توقعات المحللين البالغة 25.3 مليار دولار. ويُعد هذا الأداء مؤشرًا على قدرة الشركة على تحقيق نتائج قوية نسبيًا في بيئة مليئة بالتقلبات.
ومع ذلك، تراجعت التدفقات النقدية الحرة إلى 19.2 مليار دولار مقابل 22.8 مليار دولار في الربع المماثل من العام الماضي، ما يضع بعض الضغط على قدرة الشركة على مواصلة التوزيعات السخية دون التأثير على خططها الاستثمارية.
خفض التوزيعات يضع الحكومة تحت ضغط مالي
واصلت أرامكو تقليص توزيعات الأرباح، حيث ثبتت العنصر المرتبط بالأداء عند 200 مليون دولار فقط، مقارنةً بـ 10.2 مليار دولار في الربع الأخير من 2024. ورغم زيادة التوزيعات الأساسية للربع الأول، باستثناء التوزيعات المرتبطة بالأداء، بنسبة 4.2% على أساس سنوي إلى 21.1 مليار دولار، إلا أن التوزيع الإجمالي انخفض من 31 مليار دولار إلى 21.36 مليار دولار، ما يعكس ضغطًا على الإيرادات الحكومية في وقت تتزايد فيه حاجة المملكة لتمويل مشاريع "رؤية 2030" الضخمة.
يُذكر أن العجز في الميزانية السعودية قفز إلى 15.6 مليار دولار في الربع الأول، مقارنة بـ 3.3 مليار دولار في نفس الفترة من العام الماضي، نتيجة لانخفاض إيرادات النفط بنسبة 18%، مما يعزز القلق بشأن الاستدامة المالية للمملكة إذا استمرت أسعار النفط عند مستوياتها الحالية.
مرونة تشغيلية وقدرة على التكيف
رغم هذه الضغوط، تواصل أرامكو الاستفادة من مرونتها التشغيلية العالية، إذ تنتج حاليًا 9.2 مليون برميل يوميًا من أصل طاقتها القصوى البالغة 12 مليون برميل. وتمتلك قدرة احتياطية تبلغ نحو 3 ملايين برميل يوميًا يمكن تفعيلها بسرعة وبتكلفة منخفضة، ما يمنحها قدرة إضافية على امتصاص الصدمات وتقليل أثر تقلبات السوق.
ثبات الإمدادات إلى الصين.. دعم للطلب الآسيوي
أظهرت بيانات السوق استمرار أرامكو في تصدير 48 مليون برميل من النفط إلى الصين في يونيو، وهو نفس المستوى المسجل في مايو، ما يعكس التزامًا مستقرًا من الشركة تجاه السوق الآسيوي الذي يمثل أحد أهم روافد الطلب. ويُعد هذا الثبات في الإمدادات عامل استقرار إضافي لسهم أرامكو في مواجهة اضطرابات السوق العالمية.
تطورات مؤشر تداول – تاسي (TASI)
أغلق مؤشر السوق السعودي (تاسي) جلسة الأربعاء دون تغيّر يُذكر، مستقرًا عند مستوى 11532 نقطة، بعد تذبذب محدود عكس حالة من الترقب والحذر بين المستثمرين، وسط تداولات بلغت قيمتها نحو 6 مليارات ريال. ورغم ضغط قطاعات كبرى مثل البنوك والاتصالات، ساهم الأداء الإيجابي لأسهم الطاقة بقيادة أرامكو في حفظ توازن السوق ومنع مزيد من التراجع.
ورغم ضعف التفاعل مع الأخبار الإيجابية، بما في ذلك توقيع اتفاقيات استثمارية خلال زيارة الرئيس الأمريكي دونالد ترمب، يرى محللون أن العوامل الفنية والأساسية لا تزال تدعم فرص السوق للصعود نحو مستويات 11600 نقطة، خصوصًا مع اقتراب اكتمال موسم النتائج وتراجع التوترات التجارية العالمية.
الراجحي: +0.20% عند 98.30 ريال
الأهلي: +0.99% إلى 35.80 ريال
أكوا باور: +1.78% إلى 297.80 ريال
سابك: -0.49% إلى 60.50 ريال
اس تي سي: -5.43% إلى 43.50 ريال
التحليل الفني لسهم أرامكو
بالنظر إلى الرسم البياني لسهم أرامكو، أظهر السهم تحركات قوية خلال الجلسات الأخيرة، حيث أغلق فوق مستوى 26.00 ريال لأول مرة منذ منتصف أبريل/نيسان، مما يعكس زخمًا شرائيًا واضحًا. من الناحية الفنية، يعتبر اختراق مستوى 25.90 ريال إشارة إيجابية، كونه يمثل مقاومة سابقة حاول السهم تجاوزها أكثر من مرة دون نجاح.
بالتالي، فإن تجاوز هذا الحاجز يعزز من احتمالية استمرار الصعود نحو مستوى المقاومة التالي عند 26.49 ريال (المتوسط المتحرك البسيط لـ100 يوم)، والذي قد يشكل عقبة فنية جديدة أمام السهم ما لم يتم اختراقه بزخم مرتفع. وقد جاء هذا الاختراق مدعومًا بحجم تداول مرتفع وظهور شمعة ابتلاعية صاعدة، في إشارة قوية على سيطرة المشترين.
على صعيد المؤشرات الفنية، يظهر مؤشر القوة النسبية (RSI) صعودًا إلى مستوى 60.47، وهو ما يعكس تحسن الزخم دون الوصول إلى مناطق التشبع الشرائي، فيما سجل مؤشر الماكد (MACD) تقاطعًا إيجابيًا يعزز من فرص استمرار الحركة الصاعدة.
فنيًا، في حال واصل السهم الإغلاق اليومي فوق مستوى الدعم الديناميكي المؤقت عند 25.80 ريال - الذي يتقاطع معه المتوسط المتحرك الأسي لـ50 يومًا - فقد تتجه الأنظار نحو مستويات المقاومة التالية عند 26.50-26.85 ريال، والتي تمثل حاجزًا نفسيًا قد يتطلب زخمًا إضافيًا لاختراقه. ومع ذلك، تبقى احتمالية إعادة اختبار الدعم واردة؛ خاصة مع اقتراب بعض المؤشرات من مناطق مقاومة نسبية.
معلومات عن شركة أرامكو السعودية
تُعد أرامكو السعودية من أكبر شركات النفط والغاز في العالم، تأسست عام 1933 ويقع مقرها الرئيسي في الظهران، المملكة العربية السعودية. وتتميّز بقدرة إنتاجية عالية واحتياطيات ضخمة من النفط والغاز، وتلعب دورًا حيويًا في تلبية الطلب العالمي على الطاقة.
وتسعى أرامكو لتحقيق التوازن بين تلبية الطلب المتزايد على الطاقة وتحقيق أهداف الاستدامة والابتكار، وتُعد ركيزة أساسية في الاقتصاد السعودي. وتملك الحكومة السعودية 81.5% من أسهم الشركة بشكل مباشر، فيما يملك صندوق الاستثمارات العامة السعودي 16%.
تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.