fxs_header_sponsor_anchor

أخبار

السودان: طرح العملة الجديدة أداة للحد من تداعيات الحرب وتعزيز النظام المصرفي

في خطوة تهدف إلى تعزيز النظام المصرفي وإضعاف قوات الدعم السريع، أطلقت الحكومة السودانية عملية استبدال العملة المحلية في ديسمبر 2024، حيث تم إصدار أوراق نقدية جديدة من فئتي 500 و1000 جنيه سوداني. إلا أن هذه الخطوة لاقت انتقادات من بعض المواطنين الذين يعتقدون أن القرارات ستؤدي إلى إقصاء ملايين الناس عن النظام المالي.

أكد وزير المالية السوداني، جبريل إبراهيم، أن استبدال العملة يهدف إلى جذب الأموال المكدسة خارج النظام المصرفي، لا سيما تلك المتداولة في الأسواق غير الرسمية والمناطق النائية. وأوضح أن المواطنين مُطالبون بإيداع أموالهم القديمة في البنوك لاستبدالها بالجديدة، وهي خطوة ساهمت في زيادة الودائع المصرفية، لكنها أثارت غضب العديد من السودانيين الذين رأوا فيها تقييدًا لحرية الوصول إلى أموالهم، خاصة مع فرض حد يومي للسحب النقدي.

الهدف من هذه العملية هو تقليل تأثير الأموال التي نهبتها قوات الدعم السريع، والتي تسيطر على العديد من المناطق السودانية، كما أن الحكومة تسعى إلى تحسين الشمول المالي من خلال ربط المواطنين بالبنوك، ما يعزز من استقرار النظام المالي في البلاد.

منذ اندلاع النزاع المسلح في أبريل 2023، فقد الجنيه السوداني أكثر من 75% من قيمته، وارتفعت معدلات الفقر والجوع إلى مستويات غير مسبوقة. وتشير بيانات الأمم المتحدة إلى أن أكثر من نصف سكان السودان يعانون من انعدام الأمن الغذائي، بينما نزح الملايين بسبب الصراع. وفي ظل هذه الأزمة الإنسانية، تواجه الحكومة تحديًا مزدوجًا يتمثل في إعادة بناء النظام المالي والحد من الفوضى الاقتصادية.

لم تحظَ الخطوة بالترحيب في جميع أنحاء البلاد. فقد أعرب سكان المناطق التي تخضع لسيطرة قوات الدعم السريع عن استيائهم، حيث لا يزال الوصول إلى البنوك والخدمات المالية الحديثة محدودًا أو معدومًا. ويضطر الكثيرون في تلك المناطق إلى الاعتماد على العملات الأجنبية مثل الدولار الأمريكي أو حتى الفرنك التشادي، فضلاً عن استخدام الأوراق النقدية القديمة، والتي باتت بلا قيمة قانونية.

وفي ظل الظروف الاقتصادية المعقدة، يواجه التجار صعوبات في التعامل مع هذه الإجراءات، حيث أشاروا إلى أن هناك نقصًا في الوثائق الرسمية اللازمة لفتح حسابات بنكية، مما يعوق قدرتهم على التعامل مع النظام المصرفي الجديد.

لم تقتصر هذه العملية على تبادل العملات فقط، بل كانت خطوة اقتصادية وأمنية تهدف إلى عزل القوات المتمردة عن النظام المالي. وصرح وزير الإعلام خالد الإعيسر أن هناك محاولات من جهات مرتبطة بالدعم السريع لزعزعة استبدال العملة، كما لوحظت احتجاجات في بعض المناطق الشرقية من البلاد.

وفي مواجهة هذه التحديات، أكدت الحكومة أن هذه الخطوة كانت ضرورية لمكافحة التضخم المزمن ولتعزيز النظام المصرفي الذي يعاني من ضعف شديد. كما تم طبع الأوراق النقدية الجديدة في روسيا، وهي واحدة من القوى الأجنبية التي تدعم الأطراف المتصارعة في السودان.

التعميم الذي أصدره البنك المركزي بشأن تغيير العملة. المصدر: وكالة السودان للأنباء

بالرغم من أن الحكومة ترى أن هذه الخطوة ضرورية لتقوية الاقتصاد الرسمي وكبح التضخم، إلا أن النقاد يحذرون من أن التنفيذ المتسرع وغير المتوازن قد يؤدي إلى نتائج عكسية. ومع استمرار النزاع المسلح وعدم الاستقرار السياسي، يظل السؤال مطروحًا: هل يستطيع السودان تحقيق الاستقرار المالي في ظل هذه الظروف؟ أم أن هذه الخطوات ستزيد من معاناة المواطنين وتقوض الثقة في النظام المصرفي؟

تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.


محتوى ذو صلة

تحميل...



حقوق الطبع والنشر © 2024 FOREXSTREET S.L.، جميع الحقوق محفوظة.