تحليل

إرتفاع العوائد على إذون الخزانة الأمريكية يدعم الدولار ويهبط بالذهب وبشهية المُخاطرة

مازال الدولار يلقى الدعم من ارتفاع العوائد على إذون الخزانة الامريكية بشكل ملحوظ مُنذ الامس الأمر الذي أعطاه جاذبية أكبر أمام الذهب الذي لا يُعطي عوائد بطبيعة الحال، ما أدى لعودته للإنخفاض دون مُستوى ال 1800 دولار للأونصة النفسي.

كما لايزال يحتفظ الدولار بالمكاسب التي سجلها بالأمس أمام كافة العملات الرئيسية مدعوماً بهذا الصعود في العوائد داخل أسواق المال الأمريكية وإن كان يُنتظر أن يلقى هذا الصعود صدى داخل أسواق المال العالمية، لترتفع العوائد بشكل عام داخل أسواق المال الثانوية كما جرت العادة بإتباع العوائد على الدولار.

وكما جرت العادة أيضاً في أول يوم تداول من كل إسبوع أُجري بالأمس في الولايات المُتحدة مزادين على إصدارين جديدين من إذون الخزانة لمُدة 3 أشهر و6 أشهر إنتهيا على إرتفاع العائد على الأول ل 0.04 من 0.035% إنتهى عليها العائد في الإسبوع الماضي وعلى الثاني ل 0.06% من 0.05% إنتهى عليها العائد على أخر إصدار في الإسبوع الماضي أيضاً.

لتعكس بذلك الوضع داخل أسواق المال الثانوية حيثُ إرتفعت العوائد بشكل عام وسط تخوف من ارتفاع في التضخُم قد يدفع الفدرالي في وقت أقرب من المُتوقع للحد من كمه التحفيزي والإتجاة نحو العمل على عرض النقود بتكلفة أعلى عن طريق خفض دعمه الكمي أو رفع سعر الفائدة.

ما أدى لصعود العائد على إذن الخزانة الامريكية لمدة 10 أعوام الذي عادةً ما يجتذب أعيُن المتعامليين في الأسواق ل 1.30% من 1.21% كان عليها قبل نهاية الإسبوع، بعدما كان العائد على هذا الإذن بالقرب من 1% مع بداية هذا العام.

 

وهو أمر من الصعب تجاهله أيضاً من أسواق الأسهم الأمريكية التي تراجعت بالأمس في أولى أيام تداولها بعد عطلة الرئاسة لا سيما بعد المكاسب التي حققتها مؤخراً التي خلقت مناخ جيد لجني الأرباح إرتكازاً على هذا الإرتفاع في تكلفة الإقتراض داخل أسواق المال الثانوية.

ليتواجد حالياً مؤشر ستندارد أند بورز 500 المُستقبلي بالقرب من 3930 بعد تسجيلها بالأمس قبل بداية التداولات الأمريكية مُستوى قياسي جديد عند 3964.3، كما إنخفض مؤشر ناسداك 100 المُستقبلي لمُستوى ال 13700 بعد بلوغه مُستوى قياسي جديد عند 13909.3 خلال عطلة الرئاسة. 

 

كما تراجعت أسعار المواد الأولية والنفط مع هذا الإرتفاع في العوائد الذي يزيد من تكلفة الإستثمار، بعد أن كانت السيولة مُنخفضة التكلفة كانت قد وجدت طريقها إليهم وسط تفاؤل بزيادة الطلب عليهم مع تعافي الاقتصاد العالمي في دورة مُعتادة للسيولة مع كل تعافي إقتصادي.

بعدما أسهمت هذه السيولة الناتجة عن التحفيز النقدي من جانب البنوك المركزية والمالي من جانب الحكومات في دعم الطلب على أسهم الشركات المُنتظر أن يصُب في قوائمها المالية في النهاية، بعدما عانت من تراجُع التشغيل وإنخفاض الربحية خلال الأزمة.

وإن كان يُرى أن بعض هذه الإرتفاعات غير مُبررة ومبالغ فيها، بينما لايزال يُعاني الاقتصاد الحقيقي من الأزمة حيثُ لايزال على سبيل المثال حوالي 10 مليون عامل خرجوا من سوق العمل منذ فبراير الماضي ولم يعودوا حتى الأن كما أوضح الإسبوع الماضي رئيس الفدرالي جيروم بأول الذي أكد على ذلك قوله بأنه مازال الطريق طويل أمام سوق العمل للتعافي، بينما يتطلب الوصول لأكبر حصيلة ممكنة من الوظائف داخل سوق العمل إستمرار سياسات الفدرالي النقدية الداعم والمُحفز للإقتصاد.

كما أشار لتأييده لخطة بايدن لإنعاش الإقتصاد المُقدرة ب 1.9 ترليون رغم مُعارضتها إلى الأن من قبل بعض الديمقراطيين من حزب بايدن على رأسهم سيكرتير الخزانة الأسبق لورانس سامارس الذي رأها كبيرة أكثر من اللازم، بينما يقترح الجُمهوريين تقليصها لما يقُرب من النصف للموافقة عليها.

 

كما سبق وأكدت من جانبها سكيرتيرة الخزانة الجديدة جانت يلن قبل تأييد تعينها من مجلس الشيوخ على "أنه في ظل التحفيز الحالي الغير عادي من جانب الفدرالي يتعين على الحكومة التدخل والتدخُل بقوة لدعم الاقتصاد دون تخوف من الأثر السلبي لهذا التدخل على المديونية الأمريكية، فالمردود الاقتصادي لهذة الخطط سيكون أثره أهم من ارتفاع المديونية الذي ستُسببه والمُمكن تداركه لاحقاً دون قلق".

كما اكدت على عدم القيام برفع في الضرائب على الشركات لتمويل هذه الخطط التوسعية لإنعاش الاقتصاد الحقيقي بقولها "أنه لن يتم فرض ضرائب جديدة على الشركات حتى يتعافي الاقتصاد تماماً من الأثار السلبية للفيروس".

لتبقى هذه السياسات أهم دافع للمُستثمرين نحو المُخاطرة في سوق الأسهم المُنتظر أن تدعم ربحيتها بالأخير هذه السياسات التي تُمثل ضغط على الدولار المعروض بشكل اقوى معها، بينما تزداد أسعار المواد الأولية والطاقة مع توقع إرتفاع الطلب عليها في ظل هذه السياسات المُحفزة للإقتصاد.

 

بينما لايزال يخطف أنظار المُتعامليين في الأسواق صعود البيتكوين لمُستوى ال 50 ألف دولار بعد تسارع صعوده مُجددا عقب تصريح تسلا بإستثمار 1.5 مليار دولار في البيتكوين، الأمر الذي أدى به لتجاوز قمته السابقة التي كان قد توقف عندها في الثامن من يناير الماضي عند 41.691 ألف دولار وسط زخم شرائي مُتزايد الإسبوع الماضي جعله في صورة أقوى فنياً قد تمكنه من مواصلة الصعود و تكوين مزيد من القيعان المُتصاعدة.

وسط قبول عالمي أكبر و أخبار الإيجابية أكثر بشأنه مثل إهتمام مورجان إستانلي بالإستثمار في البيتكوين بعد إعلان نيويورك ميلون عن نفس الشيء، كما جاء عن أبل دخولها في شراكة مع بيت باي للسماح لها بشراء مُنتجات أبل بالعملات الرقمية.

إعلان ماستركارد عن قبول التعامل البيتكوين كوسيلة تمويل، كما أعلنت باي بال عن توسيع نطاق تعاملاتها بالبيتكوين ليشمل عملاء بريطانيا، كما تم الإعلان عن إنشاء صندوق للعملات الرقمية في كندا لأول مرة، كما جاء عن تويتر إنشاء صندوق يشمل عدد كبير من العملات الرقمية، الامر الذي يُكسب المُستثمرين في هذه العملات المزيد من الثقة والشرعية رغم إنتقادات البنوك المركزية والحكومات لعدم إحكام الرقابة عليها حتى الأن.

 

الرسم البياني اليومي للذهب:

 

عاود الذهب الهبوط ليتواجد حالياً بالقرب 1784.86 دولار للأونصة التي كان قد سبق وتمكن من الإرتداد منها لأعلى في الربع من هذا الشهر إلا أن هذا الإرتداد لم يتواصل لأعلى من 1855.3 دولار للأونصة.

ليُعاود الذهب الذهب الهبوط ويتواجد حالياً في يومه الثاني دون مؤشر (0.02) Parabolic Sar الذي تُشير قراءته اليوم ل 1853 دولار للأونصة بعد إمتداد هبوطه بالأمس ل 1789.42 دولار للأونصة ما أدى لإنعكاسه ليُظهر هذا التواجُد الحالي دونه.

ون  بسبس

ليظل الذهب تحت ضغط إستمرار تواجُده دون متوسطه المتحرك لإغلاق 50 يوم المار حالياً ب 1854 دولار للأونصة ومتوسطه المتحرك لإغلاق 100 يوم المار حالياً ب 1866 دولار للأونصة وأيضاً متوسطه المتحرك لإغلاق 200 يوم المار حالياً ب 1856 دولار للأونصة.

 

كما يُظهر الرسم البياني اليومي للذهب حالياً وجود مؤشر ال RSI 14 داخل مكان أدنى داخل منطقة التعادل حيثُ تُشير قراءته الأن ل 36.184.

بينما يتواجد الخط الرئيسي لمؤشر ال STOCH (5.3.3) الأكثر تأثراً بالتذبذب داخل منطقة التشبع البيعي الخاصة به دون ال 20 حيثُ تُشير قراءته الحالية ل 10.467 لايزال يقود بها لأسفل خطه الإشاري المار فوقه بالكاد داخل منطقة التعادل عند 21.434 بعد تقاطُع من أعلى لأسفل تم داخل منطقة التعادل. 

 

مُستويات دعم ومُقاومة سابق إختبارها:

 

مُستوى دعم أول 1784.86$، مُستوى دعم ثاني 1764.35$، مُستوى دعم ثالث 1670.52$.

مُستوى مقاومة أول 1864.35$، مُستوى مقاومة ثاني 1875.56$، مُستوى مقاومة ثالث 1959.24$.

 

 

 

تحتوي المعلومات الواردة في هذه الصفحات على بيانات تطلعية تنطوي على مخاطر وشكوك. الأسواق والأدوات الواردة في هذه الصفحة هي لأغراض إعلامية فقط ولا ينبغي بأي حال من الأحوال أن تظهر كتوصية لشراء أو بيع هذه الأصول. يجب عليك إجراء البحث الشامل الخاص بك قبل اتخاذ أي قرارات استثمارية. لا تضمن FXStreet بأي شكل من الأشكال خلو هذه المعلومات من الأخطاء أو الأخطاء أو البيانات الخاطئة المادية. كما أنه لا يضمن أن تكون هذه المعلومات ذات طبيعة مناسبة. ينطوي الاستثمار في الأسواق المفتوحة على قدر كبير من المخاطر ، بما في ذلك خسارة كل أو جزء من استثمارك ، فضلاً عن الضيق العاطفي. تقع على عاتقك مسؤولية جميع المخاطر والخسائر والتكاليف المرتبطة بالاستثمار ، بما في ذلك الخسارة الكاملة لرأس المال. الآراء والآراء المعبر عنها في هذا المقال هي آراء المؤلفين ولا تعكس بالضرورة السياسة الرسمية أو موقف FXStreet ولا معلنيها.


RELATED CONTENT

Loading ...



حقوق الطبع والنشر © 2024 FOREXSTREET S.L.، جميع الحقوق محفوظة.